وكان تشكيل اللجنة أحد المقترحات التي تقدم بها المشاركون في الندوة، ومن تلك المقترحات طرح وتناول موضوع المختفين قسرياً على مستوى الرأي العام، وفتح سجلا للمختفين وسجلا آخر للجهات التي أقدمت على ممارسة عملية الاختفاء والانتهاكات حتى لا يفلتوا من العدالة- حسب تعبير الصحفي «أحمد الزرقة». وشكر رئيس المنظمة اليمنية لدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية «علي الديلمي» صحيفة النداء على إثارتها قضايا المختفين والحراك الشعبي، مشيرا إلى أن المشاكل والحروب أفرزت وأنتجت حالات اختفاء كثيرة، داعيا إلى التحرك كاملا من أجل متابعة قضايا المختفين اللذين مضى على اختفاءهم أكثر من 20 عاما. «علي أبو حليقة» رئيس اللجنة الدستورية في مجلس النواب للوقوف بجدية حول ظاهرة الاختفاء القسري، وعمل تقيم لها من الناحية القانونية، مطالباً بحصر دقيق للمختفين، محذراً مما أسماه «تسييس قضايا المختفين ووضع حزب معين في قائمة الاتهام وغيره في قائمة البراءة». وأضاف: «إن تلك القضية تهم المؤتمر الشعبي كما تهم المعارضة.» وحين احتج «أبو حليقة» على ما وصفها بعملية الانتقاء في تقديم دعوات من قبل المنظمين للندوة رد عليه «ماجد المذحجي» المسؤول الإعلامي لمنتدى الشقائق بأنه ومنذ شهرين تم توجيه دعوات إلى كافة الجهات المعنية، ومن ذلك أجهزة الأمن الرسمية ووزارة الداخلية ووزارة حقوق الإنسان التي رفضت حضور الندوة أو رعايتها. ودعا الصحفي «عبد الباري طاهر» أن تكون عائلة «سلطان أمين القرشي» أحد مؤسسي جهاز الأمن السياسي موجود في الندوة، مشيرا إلى الإمام أخفى اليمن كلها والجمهورية أخفت اليمن في الحروب، وقال: «ضعفنا سيؤدي إلى استمرار جرائم الإختطاف». وفيما تحدث رئيس تحرير صحية النداء عن تجربة صحيفته في فتح ملف الإختفاء القسري، أشارت رئيسة منتدى الشقائق الربي لحقوق الإنسان إلى أن عمليات الاختفاء القسري قد عاودت الظهور وبازدياد مضطرد في السنوات الماضية، مستندة على ذلك بالتقرير الأخير للمرصد اليمني لحقوق الإنسان حيث وثق 127 حالة اختفاء قسري، معتبرة ذلك رقما مخيفا، مضيفة أنهم لا يريدون من البوح والمكاشفة سوى نصرة لضحايا وإحلال العدالة ونشر الأمان وإعادة البسمة المختفية من عيون أعياها الترقب لمعرفة الحقيقة وعناق الأحبة. وقد استمع المشاركون في الندوة إلى شهادات عدد من ضحايا الاختفاء القسري من أسر الضحايا الذين سردوا بعضاً من وقائع اختفاء ذويهم وأقاربهم والإجراءات التي قاموا بها من أجل اكتشاف أماكن اختفاؤهم، والردود والإجراءات التي قوبلوا بها أثناء البحث.