سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صعدة تحت وطأة الحرب يلفها الظلام الحوثيون يسقطون مروحية أخرى في كتاف، ويستخدمون صواريخ استرلا، والجيش يقصف جامع العياني، والمستشفيات لا تستقبل المدنيين
وهذه هي الطائرة الثانية التي يسقطها الحوثيون خلال أقل من يومين. وشهدت منطقتي كتاف ووادي الجبارة معارك عنيفة اليوم بعد انسحاب عدد غير معروف من القوات الحوثية من محضة إلى هناك لمنع الجيش من استعادة الطريق بين صعدة والبقع وإيصال التعزيزات والمواد الغذائية إلى الوحدات المحاصرة. وبحسب مصادر محلية في المنطقتين فقد استمر الحوثيون في السيطرة على الطريق حتى مساء اليوم بعد أن تمكنت من إسقاط مروحية كانت تحاول قصف المواقع التي يسيطرون منها على الطريق. وأفادت مصادر ثانية أن مجاميع أخرى من الحوثيين تتمركز حاليا في مزارع الرحبي والزبير قاطعة بعض الطرق المؤدية من وإلى مدينة صعدة. قالت مصادر محلية في مدينة صعدة أن مستشفى السلام يرفض استقبال المواطنين بسبب نفاذ الأدوية. وذلك اضطراره استقبال الجرحى العسكريين فقط بسبب ازدحام المستشفى بهم. ولا تزال عاصمة المحافظة تعيش في ظلام دامس بسبب انقطاع الوقود عنها بعد قطع الحوثين لطريق صنعاء صعدة في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران. ويسيطر الحوثيون على مديرية مجز شمال مدينة صعدة الملاصقة لمدينة ضحيان منذ بداية الحرب. وقالت مصادر محلية في المنطقة أن الحوثيين استحدثوا مواقع لهم على قمم الجبال المحيطة. مؤكدة امتلاكهم لصواريخ الاسترلا التي تحمل على الكتف وتستخدم في التصدي للطائرات. ورجحت تلك المصادر أن يكون الحوثيون حصلوا على تلك الصواريخ من القبائل التي نهبتها من معسكرات الجنوب عقب حرب صيف 94. ويقول الحوثيون أنهم تصدوا لزحف الجيش من الجهة الشمالية في وادي لية في محاولة للسيطرة على مران وفك الحصار عن القوات المحاصرة في المنطقة منذ خمسة أسابيع. وتستمر المعارك في حرف سفيان بمحافظة عمران حيث يحاول الجيش فتح الطريق الرئيسة بين العاصمة ومدينة صعدة، وقالت مصادر محلية أن قتالاً ضارياً يدور بين الطرفين منذ صباح الأمس. وأفادت تلك المصادر عن قيام الجيش بقصف مواقع الحوثيين بالطيران والصواريخ لفتح الطريق الذي يسيطر عليه الطرف الآخر منذ أسبوع. مؤكدة أنها شهود عيان ذكروا أن هجوم الجيش توقف بعد تحطم عدد من آلياته بينها دبابة. وفيما قال موقع وزارة الدفاع نقلاً عن اللجنة الأمنية العليا أن قوات الجيش أتمت تطهير حرف سفيان من الحوثيين إضافة إلى مناطق محضة والمهاذر ووادي آل جبارة في صعدة، وتمكن من رفع الحصار عن طريق البقع الموصل إلى صعدة؛ تحدثت مصادر حوثية ومستقلة عن قصف حكومي طال نازحين في منطقة الشعب بحرف سفيان. مؤكدة تدمير الطيران الحربي لمسجد الإمام القاسمم بن محمد العياني الأثري يوم الأربعاء. وتحدثت المصادر نفسها عن طرق الحوثيين التكتيكية في تنفيذ عملياتهم الحربية، حيث أشارت إلى قدرتهم على التنقل من موقع إلى آخر بسرعة وخفة وتوجيه ضربات مباغتة لوحدات الجيش من مناطق مختلفة تجعل أفراده يحسون بالتشتت والارتباك. وتفاقمت خلال الفترة الأخيرة عمليات فرار الأفراد من أرض المعركة بحسب ما تفيد به مصادر عسكرية. حيث أشارت إلى أن الجنود يلجأون إلى الهروب من مواقعهم باللباس المدني عبر طرق وعرة بمساعدة رجال القبائل وبمقابل مادي يصل إلى سبعة آلاف ريال للفرد الواحد من أجل الوصول إلى أمانة العاصمة. من ناحية أخرى تعيش محافظة صعدة أزمة حادة في المياه والمواد الغذائية بسبب انقطاع الكهرباء، وتفيد المعلومات الواردة من هناك عن تكدس المنتجات الزراعية التي تنتجها المحافظة لعدم القدرة على تصريفها بسبب قطع الطريق، وفي المقابل ارتفعت أسعار المواد الغذائية والأدوية.