في منطقة وسط صنعاء.. هناك أفلام ثقافية وملونة - كما يسميها الشباب - وتخدش الحياء، والجهات الرقابية (ولا لهم علم) كما قال أحد الشباب الذي أضاف: "يمكن أن تجد هذه الأفلام على الأرض وفي بعض الارصفة، ولن تجد صعوبة ومعاناة في البحث عنها بسبب انتشارها الواسع". الطفل (سعيد) لم يكمل بعد ربيعه السابع عشر من العمر، يتجول في إحدى إشارات المرور وهو يحمل في يديه سيديهات.. اقتربت منه وسألته عن السيديهات التي يحملها ويصيح: (أغاني، أفلام) مُمازحاً قلت له: (معك رومانسي)؟ وعلى التو أخرج حزمة سيديهات وبدأ يعددها قائلاً: (عربي، فرنسي، إيطالي، سوري، لبناني، ويمني)، لحظتذاك صُدمت من هول الموقف ومن جرأة الولد، قلت له: ألم تجد عملا غير هذا؟ أجاب وقد كست محياه علامات الحُزن والأسف قائلاً: والله ما لقيت عملا أستطيع من خلاله الإنفاق على ستة أخوة لا يجدون من يُعيلهم بعد والدي الذي توفى منذ أربع سنوات وخلف لنا تركة كبيرة من الديون ومن البطون الجائعة، ووالدتي تعاني من المرض الذي أقعدها الفراش أين أروح وأين أجي.. الله يجعل لنا الموت ويريحنا من هذي العيشة. وعن مصدر الأفلام رفض (سعيد) الكلام من أساسه وقال: رحلك ما عليك مني، خليني أطلب الله، .. أنا شاقي على أسرة. مصارعة رومانسية ؟! (ك. س. س) 23 عاماً صاحب بسطة لبيع أفلام متنوعة (كوميدي، أكشن، رومانسي) كما قال، ولم ينس الإشارة إلى وجود قسم خاص لبيع أفلام (مصارعة تحت البطانية) حد قوله، ويضيف بلهجته التعزية: (مافيش خراج إلا بالأفلام .. الذي ما يكلفش علي أكثر من ثلاثين ريال، قيمة السيدي الفارغ وأنسخ منه أي عدد مطلوب وأبيع الفيلم الأجنبي ب (700) ريال والعربي ب (900) ريال، ويوجد أيضاً فرنسي، إيطالي، سوري، لبناني، ويمني، وهو شغال حريقة، وبالنسبة للتسعيرة فهي بحسب المصدر والنوع). وعن مصدر البضاعة قال: هناك الانترنت وبعض القنوات الإباحية تعرض بعض الأفلام منها المشفر والبعض الآخر مفتوح، لا تشاهد إلاّ بصحون البث الكبيرة ، ويقوم تجار كبار بنسخها على سيديهات ووضع بعض الصور على غلافها قبل أن يتم نشرها في السوق وتوزيعها على البسطات المختصة ببيع هذه الأفلام. وعن نوعية الزبائن قال: معظمهم من المراهقين، إلا أن عدداً من الرجال يشترونها، وهناك بعض الزبائن متزوجون ويطلبون هذه الأفلام بأي ثمن. وعند سؤالي عن الزبائن من النساء، أجاب وقد بدأ يطلق تهديداته علي في حالة (الرفاس): في بعض الأحيان تأتي بعض الشابات عند عدم وجود زبائن ويطلبن شراءها، وفوق ذلك بعضهن تزيد تطرح رقم جوالها لأتواصل معها عند وصول أفلام عربية جديدة، وكما أتذكر أنه وفي إحدى المرات أتى رجل شائب واشترى فيلم عربي وأعطاني خمسين دولار. في نهاية حديثي مع ذلك البائع أخبرته بأن العمل في هذا المجال حرام فأجابني قائلاً: الله معك ما لكش دخل، أعجبك عملي كان بها، ولو ما أعجبكش دور لي على عمل وإلا قوم روح.. ثقافة أما إسماعيل 25 (.م .م) عاماً مروج أفلام إباحية فيرى أن العمل الذي يقوم به ليس خطأ وأنه يعمل على نشر الثقافة الجنسية بين الشباب بطريقة صحيحة، ويعتبرها مصدر دخل ليعول أسرته الكبيرة، ويتهم إسماعيل رجال البلدية بأنهم يقفون حجر عثرة أمامه، ويصفهم - أي رجال البلدية - بأنهم شوية مقلب ب (1300) !! حسن 19 عاماً طالب ثانوي قال: لا تصدقهم والله إنهم شويه نصابين وما معاهم شيء، اشتريت أول أمس فيلم ب _1300) قال لي صاحب البسطة إنه فيلم ثقافي ممتع، وبعدها روحت وفتحته طلع كوميدي مصري، ولما حاولت أرجعه لم أجد صاحب البسطة الذي اشتريته منه، هرب قليل الأصل، ولو لقيته باكرهه في اليوم الذي بدأ يشتغل فيها. غلاء المهور.. والبطالة هي السبب! إبراهيم عبده علي 26 عاماً خريج جامعي ويعمل سائق دراجة نارية (موتر) قال: دعني أخبرك عن الأسباب التي جعلت الشاب يدمن على مشاهدتها، أولاً: الفقر الذي منعنا من الزواج، وثانياً: غلاء المهور وجشع الآباء الذين جعلوا بناتهم مثل أي سلعة أخرى يبيعوا ويشتروا فيهن، ومن هي بنت الحلال التي سترضي تتزوج بي وأنا سائق (موتر) لا أكثر ولا أقل، وأضاف: تأتي البطالة أيضاً من أسباب تفشي هذه الظاهرة في المجتمع، فالفراغ قاتل. متزوج ب "عسگري أما (ب. ع. ع) 33 عاماً موظف فيقول: مشاهدتي للأفلام هذه يعود إلى إجباري على الزواج من ابنة عمي حيث منعوني من الزواج من الفتاة التي أحببتها وأحبتني طيلة عشر سنوات.. ويواصل: زوجتي قد تكون طيبة ومؤدبة، لكن أشعر بمرارة عيشي عند تعاملها معي، حيث تتعامل وكأنها (عسكري)، وهو ما يُسبب لي النفور والرغبة بمشاهدة هذه الأفلام التي أحصل عليها بكل سهولة. التوجيه بضبط مروجي الأفلام الإباحية وكما سمعنا أن النائب العام وجه نيابة الصحافة والمطبوعات باتخاذ الإجراءات القانونية حيال ما وصف بإغراق الأسواق اليمنية بأفلام إباحية وبأسعار زهيدة من قبل جهات مشبوهة تسعى إلى نشر الرذيلة الكترونياً، ونيابة الصحافة بدورها وجهت وكيل وزارة الثقافة لقطاع الملكية الفكرية والمصنفات الفنية بتكليف لجنة مشتركة للقيام بحملة لضبط الاسطوانات وإحالة حائزيها للمحاكمة لكن شيئاً من ذلك لم يتحقق كما يأمل الكثيرون. حرام.. حرام.. أما الأخ محمد أحمد ياسين فيرى أن بيع ومشاهدة هذه الأفلام حرام ويستدل على ذلك بقوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) صدق الله العظيم.. ويستدل أيضاً بقول فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة - أستاذ الفقه وأصوله - جامعة القدس - الذي قال: إنني لا أظن أن مسلماً تقياً يعرف مقاصد الشرع الشريف يقول بجواز مشاهدة هذه الأفلام، وأن إعداد الأفلام الجنسية والصور العارية حرام لأن فيها انتهاكاً للمحرمات والنظر إلى ما حرم الله، كما أن نشر تلك الأفلام حرام وكذلك طبع تلك الصور ، وترويج ذلك ونشره حرام فالقضية كلها ضمن دائرة التحريم.