لا تختبئوا وراء الحوثي.. أمريكا تكشف عن وصول أسلحة ضخمة للمليشيات في اليمن    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    نقل منصات إطلاق الصواريخ الحوثية استعدادًا للحرب واندلاع مواجهات شرسة مع الأهالي ومقتل قيادي من القوة الصاروخية    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    الحوثيون يواصلون افتعال أزمة الغاز بمحافظتي إب والضالع تمهيد لرفع الأسعار إلى 9 آلاف ريال    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    المبادرة المُطَالِبة بالكشف عن قحطان تثمن استجابة الشرعية وتحذر من الانسياق وراء رغبات الحوثي    قائد الحراك التهامي السلمي يعقد لقاء مع المعهد الديمقراطي الأمريكي لبحث آفاق السلام    الحوثيون يواصلون حملة اعتقال الطلاب الفارين من المراكز الصيفية في ذمار    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    انفجار الوضع في عدن وقوات الانتقالي تخرج إلى الشوارع وتطلق النار لتفريق المظاهرات وهذا ما يحدث الآن "شاهد"    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    البوم    غروندبرغ يحيط مجلس الأمن من عدن ويعبر عن قلقه إزاء التصعيد الحوثي تجاه مارب    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    دموع ''صنعاء القديمة''    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الرقيب عبد الوهاب .. بطل حرب السبعين جثة تسحب في الشوارع
أغسطس يوم لعلعت الرصاص وسالت دماء الطائفية
نشر في يمنات يوم 27 - 01 - 2009

في تاريخ 27 نوفمبر 1967م وبقيادة الجنرال بوب دينار والجنرال كوندي والقوات الملكية فرض حصار على العاصمة صنعاء عرف باسم "حصار السبعين يوماً" لغرض إجهاض الثورة والنظام الجمهوري. كانت أغلبية البوادي والأرياف التي حول صنعاء، لا تؤيد الثورة، والرتب الكبيرة من القيادات والضباط فرت من صنعاء بحجة البحث عن سلاح وإمدادات، وتمكن هؤلاء الجنرالات وفلول من الملكيين وعملائهم من اختراق مشارف صنعاء بل تمكنت جبهة قاسم منصر من احتلال قرية الدجاج غرب مصنع الغزل والنسيج، مما اضطر الرتب الصغيرة من الضباط التي كانت تتمتع بعمق ثوري من تشكيل قيادة لمواجهة الحصار وطلب الغوث والمدد من رجال المدن التي كانت تتمتع بطابع ثوري (تعز و إب والحديدة وغيرها من المحافظات) وتم تعبئة شباب هذه المدن عن طريق ما عرفت بالمقاومة الشعبية والقوات الشعبية ونقابات العمال ليشقوا طريقهم إلى صنعاء، وكان لمدينة الحديدة دور بارز في استقبال الشباب المناصرين للثورة واستبسالهم من أجل تحرير خط صنعاء الحديدة ، شريان التغذية للعاصمة صنعاء في ذلك الزمن العصيب وكان لأبناء بني مطر دور بارز لا يستهان به وأيضاً أبناء صنعاء القديمة الذين كانوا يخشون أن يعيد التاريخ نفسه ويصبحون عرضة للفيد والنهب الذي تعرضوا له في عام 1948م فآزروا الثوار الأبطال المدافعين عن صنعاء. وشهدت منطقة شعوب قتالاً مستميتاً بين قوات العاصفة وقوات قاسم منصر، وتمكنت قوات الصاعقة من دحر منصر وأسلحته المتطورة على حسابات ذلك الزمن.. ودوماً نسمع الكثير من الإشادة بدور قوات الصاعقة دون أن يذكر اسم قائدها.. الشاب عبد الرقيب عبد الوهاب نعمان رئيس هيئة الأركان؛ قائد قوات الصاعقة.
صنعاء مدينة مفتوحة
في 5 فبراير 1968 تم فك الحصار الذي طوق العاصمة صنعاء وعاد الرئيس القاضي عبد الرحمن الإرياني إلى صنعاء من الحديدة الذي كان يقيم فيها أثناء حصار السبعين. وبدأت تعود بعض القيادات من الرتب الكبيرة التي كانت قد لاذت بالفرار، وقد سبق وأن رُشحت لمناصب عليا ولكنها فضلت عدم تواجدها في صنعاء تخوفاً من مخاطر السقوط التي تحيط بها. منهم علي سيف الخولاني الذي كان مرشحاً لمنصب رئيس هيئة الأركان الذي شغله النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب نعمان بكفاءة وشجاعة ..
لم تكن مخاطر سقوط الثورة قد انتهت بعد فالخطر كان ما زال يحدق بصنعاء وكان الوضع مضطرباً في صنعاء وخاصة وضع الجيش الركيزة الأساسية لحماية الجمهورية كان القائد العام للجيش اللواء حسن العمري، يشغل منصب رئيس الوزراء وعبد الرقيب عبد الوهاب رئيس هيئة الأركان قائد قوات الصاعقة، حاول العمري أن يزيح القيادات التي تولت الدفاع عن صنعاء وهو ما أدى إلى إشعال فتيل ما سمي بالصراع الجمهوري - الجمهوري.
الجمهورية زلجت
كان علي سيف الخولاني لصيقاً برئيس الوزراء العمري، يتوسل دوماً بحق القبيلة تدبير منصب له يليق به، وكان يرى أن منصب رئاسة الأركان حق قد أُغتصب منه، وبحكم قربه من العمري كان يشكل عائقاً على حماس الشاب عبد الرقيب في بناء جيش وطني قوي. ولهذا كان الخولاني كثير الوشاية به كما قيل.
وفي 8 مارس 1968 وصلت باخرة محملة بالسلاح من روسيا للجيش اليمني وكان النقيب عبد الرقيب من تاريخ 6 مارس في انتظار الباخرة في الحديدة وكان يرى توزيعها لصالح قوات المدفعية، بحكم أن فيها مدافع، وللمشاة وقوات المظلات ولكنه فوجئ بدولة رئيس الوزراء ومعه علي سيف الخولاني قد وصلا إلى مدينة الحديدة لغرض إيقاف توزيع الأسلحة، مرافقه الخولاني المتطلع للمنصب مع رئيس الوزراء وأوامر إيقاف توزيع الأسلحة تعني الشيء الكثير.. وقوبل أمر الإيقاف بالرفض فالعدو يتربص بالجيش دون سلاح "والضرورات تبيح المحظورات".
كان عبد الرقيب يشرف على توزيع الأسلحة في رصيف الميناء وبجانبه مثنى جبران قائد المدفعية وحين وصل الفريق العمري يتبعه علي سيف الخولاني حصلت بينهم مهاترات كلامية فجرها الخولاني حين قال لمثنى جبران قائد المدفعية "يا حبشي" بحكم أنه من مواليد الحبشة وكان للمولدين في مدينة الحديدة الكثر دور بارز في التحاقهم بصفوف المقاومة الشعبية من أجل الدفاع عن صنعاء .
عنصرية علي سيف الخولاني أيضاً فتحت شهية العمري لينعت عبد الرقيب "بالببغة والبرغلة" ثم يغادر الميناء آمراً بعض القوات العسكرية بضرب مقر المقاومة الشعبية ونقابة العمال التي قاتلت ورسخت دعائم الجمهورية وخرجت مظاهرة غاضبة تستنكر فيها ما يقوم به مسئولو "مطلع" .
كان للوطنيين والمخلصين دور في تهدئة الأوضاع والسعي للصلح، بينما هناك خلف الكواليس مؤامرة مدبرة لاغتيال عبد الرقيب والمطالبة بعودته إلى صنعاء ولكنه لزم مدينة الحديدة.
وفي تاريخ 24 مارس من نفس العام بعث الفريق العمري رسالة لعبد الرقيب عبد الوهاب يطالبه فيها بسرعة عودته إلى صنعاء وكان مستاءً في رسالته من عبد الرقيب الحربي ووصفه بأنه أساس المشاكل لأنه تقطع لأسلحة وصلت من القاهرة إلى مطار صنعاء والمطلوب عودته لحل مشاكل قواته المسلحة، ثم عقب العمري رسالة أخرى بعد ستة أيام في أوائل شهر أبريل يشدد فيها على ضرورة العودة إلى صنعاء.
استقالة بطل
لم يكن عبد الرقيب عبد الوهاب جباناً وأيضاً لم يكن من الذين يتشبثون بالمناصب ولكن كانت الضرورة تفرض عليه البقاء في المنصب.
وحين عرف أن هناك رغبة حقيقية لاغتياله والتخلص منه واتهامه بإثارة الفوضى قرر بعد خمسة عشر يوماً من وصوله العاصمة صنعاء، تقديم استقالته في 15 أبريل 1968 وقد قوبلت استقالته بالرفض من قبل الحكومة وأيضاً من قبل الشخصيات الاعتبارية.
وكان رد رئيس المجلس الجمهوري القاضي عبد الرحمن الإرياني بنص الرسالة الآتية :
"الولد عبد الرقيب عبد الوهاب رئيس الأركان حفظه الله
وصلت رسالتكم ونحن لا نوافق مطلوبكم وسنتفق غداً ونتفاهم ويجب أن يحكمنا جميعاً مصلحة البلاد، وأنتم إذا فكرتم فيها ستغيرون رأيكم وإلى اللقاء والله يرعاكم
والدكم عبد الرحمن الإرياني
رئيس المجلس الجمهوري"
أما الفريق العمري الذي أوقعته استقالة عبد الرقيب في موقف حرج فقد بعث بالرسالة التالية رداً على استقالة عبد الرقيب يقول نصها :
"الولد عبد الرقيب رئيس الأركان وصلت الرسالتان وإذا كنت أقسمت في رسالتك فمن حق الابن أن يخضع لكلام والده ولن أقبل ما جاء فيها مطلقا بأي حال من الأحوال وليكن وصولك غداً إلينا في الساعة الثامنة إلى البيت للتفاهم فلا تتأخر وشكراً.. والدكم حسن العمري"
ووجه الشيخ أبو رأس برقية قال فيها :
"أخي وزميلي عبد الرقيب المحترم
وصلت لزيارتك إلى مدرسة الصاعقة ولم أجدك، والبالغ أنك تريد تستقيل من رئاسة الأركان وعلى فرض صحة هذا فأنا أول من أقتلك بنفسي أخوكم حسين أبو رأس 22/4/68"
18 أغسطس الدامي
كان عبد الرقيب مستجيباً لنداء الوطن الذي كان يرى ضرورة بقائه في المنصب لأن المؤامرة كانت تجري على قدم وساق من أجل تدمير بنية الجيش وبناء دولة ضعيفة ، وتراجع عن استقالته ولكن استمرت المضايقة وزرع بذور الفتنة في صفوف الجيش بطريقة عنصرية مقيتة قدرت أن تؤزم الموقف بين العمري وعبد الرقيب الذي كان المطلوب منه أن يكون رئيس أركان ديكوريا ويتحول إلى إمعة أي مجرد شخصية كرتونية وهذا لم يتوافق مع شخصية عبد الرقيب المقاتل الشرس والمناضل الغيور على وطنه.. فانفجرت أحداث أغسطس ولعلعت الرصاص بين قوات الجيش وبالذات في ليلة 18 أغسطس 68 مما أضطر رئيس وأعضاء المجلس الجمهوري لمغادرة صنعاء إلى تعز في يوم 21 أغسطس.
لقد قامت الرتب الكبيرة من الضباط الذين فروا أثناء الحصار بتشكيل قوة عسكرية بدعم من العمري لضرب قوات الجيش وتكوين جيش جديد ، وقد أسبغوا على فعلتهم نمطا عنصريا ضد عبد الرقيب وتحركت قوات الأمن المركزي وقوات من المدرعات والتي كان يقودها المقدم محمد عبد الخالق لضرب الصاعقة والمظلات بينما نشطت الأجهزة الأمنية في اعتقال أبناء تعز في صنعاء واشتد القتال في يوم 24 أغسطس وتم اعتقال علي مثنى جبران قائد المدفعية من قبل رجال العمري وتدخل العقلاء في درء المشكلة بعد أن وجدوا قوات الصاعقة والمظلات قد سيطرت على الموقف وكان من ضمن الوسطاء لدى عبد الرقيب الدكتور حسن مكي والذي كان يعلم أن مواصلة هجوم قوات الصاعقة والمظلات سببه اعتقال مثنى جبران والنية في تصفية مجموعة من القيادات الشابة الشجاعة التي فكت حصار صنعاء ، وبعث مكي لعبد الرقيب بالرسالة التالية :
"السيد قائد سلاح الصاعقة الأخ / عبد الرقيب المحترم
بناءً على موافقة الزملاء الوزراء بالإفراج عن علي مثنى وتعهد السيد الفريق بشرفه العسكري لإطلاق سراحه حال وصول بقية الزملاء الوزراء وأنا أتعهد لكم شخصياً ورسمياً بذلك.
حسن مكي وزير الخارجية"
وأيضاً أرسل الشيخ عبد الله الأحمر رسالة إلى عبد الرقيب يقول نصها :
"الأخ عبد الرقيب والأخ حمود ناجي حياكم الله
لقد وصل الأخ العميد عبود مهدي وعرض علي الاقتراحات التي عنده وأفاد أنكم قلتم له يعرضها علي ويأخذ رأيي .. فأشكركم على الثقة وعلى كل حال فالاقتراحات وجيهة وعادلة، وأعتقد أنه لن يرفضها إلا مجنون أو مخرب ومتأبط شراً، وأنا مستعد أذهب مع اللجنة الموجودة لديكم وعرضها على العمري وإقناعه بها ونحدد موقفنا منه ونعلن للقبائل كلهم أنه هو المخطئ والسلام.
عبد الله بن حسين الأحمر"
ثم بعد ذلك صدر بيان باسم ضباط وصف وجنود القوات المسلحة ووردت في البيان المطالب التالية :
- إقصاء القيادات الجديدة التي صدر القرار الجمهوري بتشكيلها "المقصود الرتب الكبيرة التي هربت من المعارك"
- إعادة النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب نعمان إلى رئاسة الأركان.
- إعطاء رئاسة الأركان الصلاحية الكاملة غير المقيدة بأية شروط
- محاكمة كل من هرب من المعركة في صنعاء دون النظر إلى أي أعذار ليست من اختصاصه ومسئوليته.
- نرفض رفضاً باتاً تجزئة القوات المسلحة فهي كل لا يتجزأ وتابعة للقيادة العامة ورئاسة الأركان.
- استمرار التجنيد وميزانيته وتشكيل لجنة للإشراف على العملية يقترحها رئيس الأركان.
- إننا حين شعرنا بعميق الخطر الدائم على ثورتنا وجمهوريتنا وضعنا هذه المطالب لنؤمن مكاسب الجماهير فيها وعليه نضع لتنفيذ ذلك 64 ساعة فإذا لم تنفذ فإن لنا موقفاً سيحدد فيما بعد".
النفي إلى الجزائر
كانت هناك رغبة سياسية أكيدة لفتح آفاق جديدة من التصالح مع الجانب الملكي، ولهذا صدر قرار جمهوري بنفي 22 ضابطاً إلى الجزائر شمل حتى الرتب الكبيرة التي هربت من مواجهة حصار السبعين منهم:
1 - العقيد علي سيف الخولاني 2 - العقيد حمود بيدر 3 - المقدم محمد الخاوي 4 - المقدم محمد عبد الخالق 5- المقدم حسين المسوري 6 - المقدم طاهر الشهاري 7 - المقدم عز الدين المؤذن 8- المقدم علي الضبعي 9 - المقدم عبد الله الراعي 10 - المقدم الآنسي.
ومن الرتب الصغيرة التي صمدت:
1 - عبد الرقيب عبد الوهاب 2 - الرائد سلطان القرشي 3 - الرائد حميد العذري 4 - النقيب حمود ناجي 5- النقيب محمد محرم 6 - النقيب يحيى الكحلاني 7 - النقيب أحمد الجبري 8- الرائد علي محمد هاشم 9 - الرائد عبد الرقيب الحربي 10 - الرائد عبد السلام الدميني 11 - الملازم عبد الواسع قاسم 12 - الملازم محمد أحمد سعيد. هؤلاء جميعاً تم نفيهم إلى الجزائر وكان النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب يرفض السفر إلا بعد تحقيق بعض الشروط وإطلاق المعتقلين الذين أغلبهم من أبناء تعز، فكتب له القاضي عبد الرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري الرسالة التالية :
"الولد عبد الرقيب عبد الوهاب المحترم واجبكم الوطني والعسكري هو الانضمام إلى أخوانكم المسافرين حسب الاتفاق وقد وصل الأخوان المشائخ وعرضوا علينا ملاحظاتهم وبشأن المعتقلين فإن من يثبت براءته سيطلق حالاً والجنود المغرر بهم لن يتخذ ضدهم أي إجراء وسيطلقون وسيسافر كل الذين كان الاتفاق على سفرهم ولن يتأخر أحد منهم وقد حولنا لكل واحد من الضباط مائة وخمسين ريالاً وأربعمائة وخمسين دولاراً ستسلم لكم عند سفركم وخروجكم كان بإجماع تام وأنتم بطبيعة الحال غير مسئولين عما يحصل بعد سفركم من العدو الخارجي وغيره. عبد الرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري 8 سبتمبر 1968م".
الغدر يغتال عبد الرقيب
لم يدم النفي طويلاً في الجزائر وبدأت العديد من الرتب الكبيرة تعود إلى صنعاء من أجل أن تأخذ مواقعها، وفي شهر ديسمبر انتقل عبد الرقيب إلى مدينة عدن ثم بعد ذلك اتجه إلى مدينة تعز ثم العاصمة صنعاء .
عودة عبد الرقيب إلى صنعاء شكلت كابوساً على كثيرين من أعدائه واللعنة على العزائم التي كانت تقتل الأبطال والثوار، فقد روي كثيرون أنه تمت دعوة عبد الرقيب إلى منزل العمري في أوائل شهر يناير وفي المقيل قال له أحدهم " والله إنك مقتول اليوم ثم شعر أنه محاط بالخطر الذي داهمه بعد ذلك سريعاً واعتقل وأودع في إحدى غرف السجن الحربي ثم تحركت مجموعة مسلحة من أجل قصف غرفة عبد الرقيب لكنه تمكن من الفرار واتخذ طريق السائلة حتى وصل قرب موقع كلية الشرطة ثم دلف منزل علي سيف الخولاني فطمأنه وأودعه في إحدى غرف منزله ثم اتصل بالعمري يخبره أن عبد الرقيب موجود عنده لتتحرك مجموعة أخرى مزودة بالسلاح من أجل قتل عبد الرقيب وقد تمكن عبد الرقيب من مقاومتهم لمدة ساعة ونصف أصيب خلالها بقدمه اليسرى ويده اليمنى وحين فرغت ذخيرته تم قتله، وفي روايات أخرى تذكر أحداث أشد بشاعة في قتل بطل فك حصار السبعين.
وا... أسفاه
بعد ذلك تم سحب جثته إلى ميدان التحرير والرقص والتنصير والعبث بها حتى أنه حين رآهم قاسم منصر أحد قادة الملكية قال لهم "حمي عليكم تعبثون بجثة بطل حرب شعوب" لأن عبد الرقيب هو من تمكن من دحر قوات منصر من منطقة شعوب وبعدها جاء الشيخ أحمد علي المطري وقام بكسر جهازه "غمد الجنبية" يدعيهم باسم القبيلة بإكرام جثة البطل عبد الرقيب بالدفن وتم دفنه في مقبرة خزيمة، وتقول بعض الروايات غير المؤكدة أن أبناء ذبحان تسللوا ليلاً إلى المقبرة ونقلوا جثته إلى قبر آخر غير معروف..
وسيبقى عبد الرقيب عبد الوهاب بطل نصر السبعين الذي لا يقل عن ثورة سبتمبر وسيبقى خالداً في التاريخ مهما حاول البعض طمس دوره وتزوير أدوار لهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.