اتهمت منظمات حقوقية في اليمن المخابرات الأميركية بعمليات تعذيب وتحقيق غير قانونية بحق المواطن الأميركي المسلم من أصل صومالي شريف موبلي المعتقل في اليمن منذ يناير/كانون الثاني الماضي بتهم انضمامه لتنظيم القاعدة واعتباره خبيرا نوويا بالقاعدة وعلاقته بأنور العولقي. واعتبر الناشط الحقوقي المحامي خالد الآنسي -وهو أحد موكلي شريف– أن الولاياتالمتحدة استغلت تواجد موبلي خارج أراضيها وقامت باعتقاله وتهديده حتى لا يستفيد من الحقوق التي أقرها الدستور الأميركي له. وأوضح الآنسي للجزيرة نت أن السلطات اليمنية تعاملت معه على أنه صومالي مطلوب لأميركا وبالتالي انتهكت جميع حقوقه التي نص عليها القانون اليمني والمواثيق الدولية المؤكدة على احترام حقوق الإنسان. وتساءل لماذا لا يعتقل الأميركيون "شريفا" في أميركا؟ وما الحكمة من اعتقاله في اليمن؟ مؤكدا أنهم أرادوا أن يكون اليمن بلد الاعتقال والقتل بالوكالة, حيث أصبح شريف أحد ضحايا الحرب على الإرهاب التي عطلت فيها النصوص الدستورية والقانونية، وفق قوله. وكان موبلي قد قدم إلى اليمن في عام 2008 مع أسرته لتعلم القرآن والتجويد واللغة العربية ومبادئ الإسلام بناء على نصيحة جيرانه اليمنيين في مدينة نيويورك. وعندما رزق بمولوده الثاني يحيى ذهب إلى السفارة الأميركية في صنعاء لاستخراج جواز سفر طفله تمهيدا لسفره حينها بدأت التحقيقات معه. وبحسب رئيس منظمة أسير المحامي عبد الرحمن برمان فإن جهاز "أف بي أي" في السفارة بدأ التحقيق مع موبلي وطلب منه موافاته بمعلومات عن أنور العولقي وعلاقته به ومكان تواجده، فأخبرهم بأنه واعظ ديني وشخص عادي جاء لليمن للدراسة فقط. وأكد برمان للجزيرة نت أن شريف إنسان مسالم ولا يفقه في أمور الجماعات الإسلامية شيئا, وليس لديه ميول تطرفية وجاء التحقيق معه بناء على معلومات غير صحيحة رفعت عنه من قبل المخابرات اليمنية. واتهمت زوجة موبلي سبأ -في مؤتمر صحفي مشترك مع محاميته الأميركية كوري كرسيري– قوات الأمن اليمنية بإطلاق النار على زوجها وإصابته بأعيرة نارية في قدمه. وعبرت كرسيري عن استيائها من المعاملة غير الإنسانية التي عومل بها موكلها أثناء مكوثه في مستشفى الشرطة حيث أجريت له العملية وهو مقيد اليدين والساقين ومغمض العينين، وعدم الكشف عن فمه إلا أثناء تناول الوجبات عدة أسابيع ما أدى إلى فقدان وعيه. وذكرت أن المحققين الأميركيين هددوا شريف بأخذ زوجته وأطفاله ووضعهم في السجن المركزي إن لم يعطهم معلومات كافية عن العولقي. براءة من جهته أسف رئيس الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" محمد ناجي علاو من الانتهاكات الصارخة التي تعرض لها موبلي أثناء اعتقاله ووصفها بأنها "انحطاط أخلاقي". واعتبر أن العبث بحريات الناس وأرواحهم من قبل الأمن اليمني يتم بدافع من الحكومة الأميركية التي حولت اليمن إلى منطقة مروعة بذريعة قمع الإرهاب, والهدف الحقيقي هو خدمة الصهيونية العالمية. وسخر من تحكم المخابرات الأميركية باليمن وعبثها بقوانينه مستدلا بما قاله أحد الضباط الأميركيين عند اعتقاله شريف بقوله "لن تستطيع أخذ حقك هنا لأنك في بلاد خارج الحقوق الدستورية". يذكر أن موبلي تمت تبرئته من جميع التهم المنسوبة إليه بيد أن النيابة العامة وجهت له تهمة قتل ضابط وإصابة آخر حينما حاول الفرار من المستشفى أثناء تلقيه العلاج. وعلى عكس القضايا المشابهة فإن موبلي يحاكم أمام محكمة جنائية وليس محكمة متخصصة بقضايا الإرهاب وقد أجلت محاكمته ثلاث مرات متتالية لعدم توافر مترجم قانوني معتمد. المصدر: الجزيرة