أُجلت جلسة محاكمة المواطن الأمريكي شريف يوسف موبلي حتى يوم الأحد 21 نوفمبر الجاري، بسبب عدم وجود مترجم. وهي المرة الثانية بالسبب ذاته. وبدأت جلسة اليوم الأربعاء وسط حضور حشد من الصحفيين اليمنيين والأجانب، إلى جانب أفراد عائلة موبلي، بينما منعت وسائل الإعلام من الدخول إلى مبنى المحكمة أو تصوير وقائع الجلسة.
وبدا موبلي وله لحية طويلة، ومقيد إلى اثنين من المتهمين في قضايا عادية، فصل قاضي المحكمة في قضاياهما، وقضايا أخرى؛ قبل البدء في جلسة محاكمته التي حاول فيها موبلي توجيه وجهه نحو القاضي وعدم الالتفات إلى جمهور الحاضرين، إلا أنه كان يضطر إلى ذلك حين يسمع صوت ابنه الصغير وهو يبكي في حضن أمه.
وحضر في الجلسة والدا شريف يوسف وزوجته وطفليهما الاثنين.
وأبدت المحامية الأمريكية كوري كرايدر امتعاضها من قرار القاضي تأجيل المحاكمة، وقالت إن عليه أن يأخذ في الحسبان قطع أفراد عائلة موبلي لآلاف الأميال من أجل حضور المحاكمة، إلى جانب التكاليف الباهظة لإقامتهم في اليمن.
وأكدت كرايدر أن موبلي أمريكي وليس صومالياً، وأن أجداده هاجروا قبل عشرات السنين إلى الولاياتالمتحدة. وطلبت من القاضي الاستمرار في إجراءات المحاكمة والاعتماد على المترجم الذي أحضرته هيئة الدفاع إلا أن القاضي رفض.
ويتهم موبلي بقتل ضابط في الشرطة يدعى عبدالملك عبدالواحد البحم وهو برتبة رائد، وإصابة جندي في مطلع مارس الماضي. وقيل حينها إنه حاول الهرب من المستشفى الجمهوري بصنعاء بعد أن كان اعتقل بشبهة علاقته بتنظيم القاعدة.
وخلال الجلسة، قام شريف موبلي بتوكيل المحاميان محمد ناجي علاو وعبدالرحمن برمان للدفاع عنه، إلى جانب المحامي خالد الآنسي. والثلاثة هم من أبرز المحامين على الساحة اليمنية. بينما تجرى الإجراءات القانونية لتسجيل المحامية الأمريكية كرايدر للعمل في اليمن للتمكن من الانضمام لفريق الدفاع.
وكانت المحكمة عقدت أولى جلسات محاكمته في 27 من الشهر الماضي، إلا أن أجلت الجلسة لعدم وجود مترجم، وطلب القاضي من النيابة التخاطب مع وزارة العدل لإحضار مترجم متخصص، إلا أن الوزارة اعتذرت لعدم وجود مترجمين.
وما لبث القاضي في جلسة اليوم أن كشف أنه أمر موظفيه بإحضار مترجم، لكن مع بدء تلاوة قرار الاتهام، اعترضت هيئة الدفاع بسبب أخطاء ترجمية، فقرر القاضي تأجيل جلسات المحاكمة، واقترح على هيئة الدفاع عن موبلي ومحامي المدعي الاتفاق على 3 مترجمين وعرضهم على القاضي لإقرار أحدهم.
وكانت منظمة "هود" كشفت أمس أن اعتقال موبلي جاء في إطار سياسة استهداف المسلمين من الجنسيات الأجنبية الذين يأتون إلى اليمن لتعلم الدين الإسلامي ودراسة اللغة العربية، "حيث يتم اختطافهم من الشوارع وتعذيبهم كي يتمكن عملاء المخابرات الأمريكية من استجوابهم بتغاضي عن سيادة القانون".
وأضافت أنه من المفترض أن يقدم فريق الدفاع الملاحظات الأولية في دفاعهم، والتي ستكشف عن تفاصيل "الحقائق المروعة" حول دور الولاياتالمتحدة في اختطافه وإطلاق النار عليه ومن ثم اعتقاله سرياً بأحد المستشفيات بصنعاء منذ يناير 2010. لكن هيئة الدفاع لم تتمكن من ذلك بسبب تعذر البدء في إجراءات المحاكمة.
وعلى عكس قضايا ما تسمى ب"الإرهاب"، فإن موبايلي يحاكم أمام محكمة جنائية وليس محكمة أمن الدولة.
وبعد وقوع الحادثة في مارس، كشفت مسؤول أمريكي أن موبايلي عمل عدة سنوات في مفاعلات نووية بالولاياتالمتحدة، قبل أن يسافر إلى اليمن لتعلم اللغة العربية. وقال "حين عمل عندنا، كان يقوم بمهمات ثانوية تقوم على نقل قرطاسية والمشاركة في أعمال الصيانة"، لكنه حرص على التوضيح أن المشتبه به لم يعتبر يوماً شخصاً خطراً.