قررت محكمة غرب الأمانة بصنعاء، الاربعاء إرجاء البدء في محاكمة المواطن الأمريكي شريف موبلي، حتى تأريخ 21 نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري، بحجة عدم وجود مترجم. ويحاكم موبلي بتهمة قتل ضابط في جهاز الأمن السياسي "المخابرات"، يدعى عبدالملك عبدالواحد البحم وهو برتبة رائد، وإصابة جندي في مطلع مارس الماضي، حين حاول موبلي الهرب من المستشفى الجمهوري بصنعاء بعد أن كان يتلقى العلاج من إصابته بطلق ناري أثناء اعتقاله بشبهة علاقته بتنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب". وكانت منظمتا "ريبريف" البريطانية و"هود" اليمنية، اللتان تمثلان موبلي بصفة مشتركة أمام القضاء اليمني، دعتا وسائل الإعلام لحضور أولى جلسات محاكمته، أمام محكمة غرب الأمانة صنعاء، ولكن تم تأجيل المحاكمة، فيما احتشد العديد من الصحفيين اليمنيين والأجانب أمام مقر المحكمة، من دون أن يسمح لهم بالدخول إلى القاعة لتغطية وقائع الجلسة. وحضر جلسة اليوم، أفراد عائلة موبلي، الذين قدموا من الولاياتالمتحدة، وهم والداه وزوجته وطفلاهما. وبدا موبلي البالغ من العمر 26 عاماً، وهو من أصول أفريقية، أمام هيئة المحكمة بلحيته الطويلة، ومقيد اليدين إلى جانب متهمين في قضايا اخرى. من جهتها قالت عضو هيئة الدفاع عن موبلي المحامية الأمريكية كوري كرايدر من منظمة "ريبريف" البريطانية: "نحن جئنا مستعدين للجلسة اليوم ولكن يبدو لي أن الجانب الآخر لم يكن مستعداً". وعبرت كوري في تصريح ل"الغد نت"، عن استيائها من عبارات "عنصرية" أطلقها محامي الخصم، "حين انتقد المترجم المعين من طرف المحكمة قائلاً إنه لا يمكنه الوثوق به لأنه وموكلها (موبلي) من أصول سوداء"، حسب تعبيرها. لكنها أضافت "لايزال لدينا أمل لتحقيق العدالة، وإن كان الطريق أمامنا لا يزال طويلاً". وأرجئت أولى جلسات محاكمة موبلي مرتين من قبل، ويقول محاموه إن الرجل "اعتقل في (العاصمة صنعاء) خلال عملية يمنية أمريكية مشتركة في إطار سياسة استهداف المسلمين من الجنسيات الأجنبية الذين يأتون إلى اليمن لتعلم الدين الإسلامي ودراسة اللغة العربية"، حيث "يتم اختطافهم من الشوارع، واحتجازهم دون تهمة، وتعذيبهم كى يتمكن عملاء المخابرات الأمريكية من استجوابهم بتغاضي عن سيادة القانون". وكانت منظمة "هود" الحقوقية قالت، في بلاغ صحفي أمس، إن "هذه الجلسة (كانت) مهمة حيث ستكون هذه المرة الأولى التي سيقدم فيها فريق الدفاع الملاحظات الأولية في دفاعهم، كما وعد فريق الدفاع بالكشف عن ما قال إنها "تفاصيل الحقائق المروعة حول دور الولاياتالمتحدة في اختطاف موبلي، وإطلاق النار عليه و من ثم اعتقاله سرياً بإحدى مستشفيات اليمن منذ يناير 2010". وفي مارس/ آذار الماضي، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBIعن فتح تحقيق بشأن الاشتباه بعلاقة المواطن الأمريكي من أصل إفريقي شريف موبلي، بتنظيم القاعدة في اليمن، غير أن السلطات اليمنية لم تعد تتهم موبلي بالإرهاب، وإنما وجهت له الآن تهمة القتل وأحالته إلى محكمة عادية. ويبلغ موبلي من العمر 26 عاماً، وهو من سكان مدينوة بوينو بولاية نيوجيرسي، وكان يعمل في محطات للطاقة النووية تديرها شركة "بي أس إي جي" PSEGللطاقة النووية لصالح عدد من الشركات المتعاقدة خلال الفترة بين عامي 2002 و2008، ويقوم بأعمال روتينية مثل نقل المعدات والمساعدة بأعمال الصيانة، قبل أن ينتقل مع عائلته للعيش في اليمن.