بعد أن مُنِعَت وسائل الإعلام اليمنية والدولية أمس الأربعاء من حضور محاكمة شريف موبلي قرر محاموه وأقاربه تنظيم مؤتمر صحفي اليوم بالتعاون مع منظمتي "هود وريبريف" تحت شعار "خفايا اعتقال شريف موبلي والقصة الكاملة للدور الأميركي"، وذلك لكشف الأبعاد الحقيقية في القضية. وأوضح بيان صادر عن منظمة هود للدفاع عن الحقوق والحريات أن المحامين اليمنيين والأميريكان مع زوجة موبلي السيدة نزنجا سيقومون في المؤتمر الذي دعَُي الصحفيون لتغطيته بالإدلاء عن الخلفية الكاملة حول عملية اختطاف شريف الأولى في يناير 2010م ، و من ثم الإساءة له في المعتقل، وكذا الإدلاء بمعلومات عن دور حكومة الولاياتالمتحدة في هذه القضية. ولفت البيان إلى أن اعتقال موبلي جاء في إطار سياسة استهداف المسلمين من الجنسيات الأجنبية الذين يأتون إلى اليمن لتعلم الدين الإسلامي ودراسة اللغة العربية، "حيث يتم اختطافهم من الشوارع وتعذيبهم، كي يتمكن عملاء المخابرات الأميركية من استجوابهم وانتهاك سيادة القانون" حسب البيان. وأضاف أنه من المفترض أن يقدم فريق الدفاع الملاحظات الأولية في دفاعهم، والتي ستكشف عن تفاصيل "الحقائق المروعة" حول دور الولاياتالمتحدة في اختطافه وإطلاق النار عليه ومن ثم اعتقاله سرياً بأحد المستشفيات بصنعاء منذ يناير 2010.. لكن هيئة الدفاع لم تتمكن من ذلك بسبب تعذر البدء في إجراءات المحاكمة. وكانت المحكمة قد عقدت أولى جلسات محاكمته في 27 من الشهر الماضي، وخلال الجلسة قام شريف موبلي بتوكيل المحاميين محمد ناجي علاو وعبدالرحمن برمان للدفاع عنه، إلى جانب المحامي خالد الآنسي، والثلاثة هم من أبرز المحامين على الساحة اليمنية، بينما تجري الإجراءات القانونية لتسجيل المحامية الأميركية كرايدر للعمل في اليمن للتمكن من الانضمام لفريق الدفاع، إلا أن المحكمة أجلت الجلسة لعدم وجود مترجم، وطلب القاضي من النيابة التخاطب مع وزارة العدل لإحضار مترجم متخصص، والتي بدورها اعتذرت لعدم وجود مترجمين.. الأمر الذي استدعى القاضي إلى أمر موظفيه بإحضار مترجم وهو ما تم أمس الأربعاء، لكن مع بدء تلاوة قرار الاتهام، اعترضت هيئة الدفاع بسبب أخطاء ترجمية، فقرر القاضي تأجيل جلسات المحاكمة إلى يوم الأحد الموافق 21 نوفمبر 2010م، واقترح على هيئة الدفاع عن موبلي ومحامي المدعي الاتفاق على 3 مترجمين وعرضهم على القاضي لإقرار أحدهم. وأبدت المحامية الأميركية كوري كرايدر امتعاضها من قرار القاضي تأجيل المحاكمة، وقالت إن عليه أن يأخذ في الحسبان قطع أفراد عائلة موبلي لآلاف الأميال من أجل حضور المحاكمة، إلى جانب التكاليف الباهظة لإقامتهم في اليمن. وأكدت كرايدر أن موبلي أميركي وليس صومالياً، وأن أجداده هاجروا قبل عشرات السنين إلى الولاياتالمتحدة، مطالبة من القاضي الاستمرار في إجراءات المحاكمة والاعتماد على المترجم الذي أحضرته هيئة الدفاع، إلا أن القاضي رفض. هذا ويتهم موبلي بقتل ضابط في الشرطة يدعى عبدالملك عبدالواحد البحم وهو برتبة رائد، وإصابة جندي في مطلع مارس الماضي، وقيل حينها إنه حاول الهرب من المستشفى الجمهوري بصنعاء بعد أن كان قد اعتقل بشبهة علاقته بتنظيم القاعدة. وبعد وقوع الحادثة في مارس، كشفت مسؤول أميركي أن موبايلي عمل عدة سنوات في مفاعلات نووية بالولاياتالمتحدة، قبل أن يسافر إلى اليمن لتعلم اللغة العربية. وقال "حين عمل عندنا، كان يقوم بمهمات ثانوية تقوم على نقل قرطاسية والمشاركة في أعمال الصيانة"، لكنه حرص على التوضيح أن المشتبه به لم يعتبر يوماً شخصاً خطراً. جدير بالإشارة أنه بدأت جلسة أمس الأربعاء وسط حضور حشد من الصحفيين اليمنيين والأجانب، إلى جانب أفراد عائلة موبلي، بينما منعت وسائل الإعلام من الدخول إلى مبنى المحكمة أو تصوير وقائع الجلسة.