قال زعيم سوري معارض اليوم الأحد إن المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل من اجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد تحتاج إلى مناطق حظر جوي بحماية أجنبية وملاذات آمنة قرب الحدود مع الأردن وتركيا. وتصاعدت حدة المعارك في مدينة حلب الشمالية حيث هاجمت المدفعية والدبابات والقناصة مقاتلي المعارضة المسلحة في حي سيف الدولة بالقرب من منطقة صلاح الدين المدمرة. وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض ان الولاياتالمتحدة ادركت ان عدم وجود منطقة حظر جوي للتصدي للسيادة الجوية لقوات الأسد عرقل تحركات المعارضة. وكان سيدا يتحدث بعد يوم من إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ان بلادها وتركيا ستدرسان إجراءات لمساعدة المعارضة السورية من بينها فرض منطقة حظر جوي على الرغم من انها أشارت إلى عدم الحاجة إلى قرار فوري بهذا الشأن. وقالت بعد اجتماع مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو "هناك مناطق تم تحريرها لكن المشكلة هي الطائرات بالإضافة إلى القصف المدفعي الذي يسبب الموت والدمار." وقالت ان إقامة مناطق آمنة على الحدود مع الأردن وتركيا "امور ضرورية من شأنها ان تؤكد للنظام ان سلطته تتآكل شيئا فشيئا." وكان فرض مناطق حظر جوي من قبل القوى الأجنبية حاسما في مساعدة المعارضة الليبية للإطاحة بمعمر القذافي العام الماضي. لكن الولاياتالمتحدة وحلفاءها الاوروبيين كانوا يرفضون حتى وقت قريب القيام بدور عسكري في الصراع بينما عارضت روسيا والصين بقوة مثل هذا التدخل. ووسعت المعارضة المسلحة الارض التي تسيطر عليها بالقرب من الحدود التركية خلال الاسابيع القليلة الماضية بعد ان جمع الجيش السوري قواته وحشدها لهجوم يستهدف استعادة السيطرة على حلب اكبر المدن السورية وعاصمة البلاد التجارية. ويقاتل المعارضون المسلحون الذين سيطروا على مساحات من المدينة قبل ثلاثة أسابيع للاحتفاظ بسيطرتهم على الأرض ضد القوات التي تدعمها الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر الهجومية والدبابات والمدفعية. وقال ياسر عثمان (35 عاما) احد قادة المعارضة المسلحة لرويترز ان الدبابات تقدمت في حي صلاح الدين على الرغم من محاولات صدها من جانب 150 مقاتلا قال أنهم تنقصهم الذخيرة. وقال "امس طوقنا محطة الوقود في صلاح الدين التي يستخدمها الجيش كقاعدة وقتلنا قائدهم وأخذنا كمية كبيرة من الذخيرة والسلاح. هذه الذخيرة هي ما نستخدمه في القتال اليوم." وقال عثمان ان دبابات الجيش اندفعت إلى ميدان في حي صلاح الدين زاره فريق رويترز يوم السبت بعد مصاحبة مقاتلين معارضين عبر طريق التفافي عبر فتحات شقها المعارضون في الجدران هربا من نيران القناصة. وبعد الخروج إلى الميدان بدأت نيران القناصة ثم سمع صوت هدير دبابة في الشارع القريب وصرخ احد الرجال قائلا "دبابة. دبابة. دبابة." وبسرعة حمل مقاتل قذيفة صاروخية فوق كتفه وسار إلى أن جلس في وضع القرفصاء في ساحة تملؤها الأنقاض. وأظهرت المعركة غير المتكافئة التفاوت الشديد في القدرة العسكرية بين قوات الأسد وخصومهم الأقل تسليحا. وتمثل حلب والعاصمة دمشق - حيث تمكنت القوات الحكومية الشهر الماضي من صد هجوم للمعارضة المسلحة - اهمية حيوية لاستمرار حكم الأسد وأسرته وأعضاء الاقلية العلوية التي ينتمي إليها التي تهيمن على الحكم منذ عقود. وتلقى الاسد بعض الضربات القوية وان لم تكن قاتلة بعيدا عن ساحة القتال بعد ان خسر أربعة من كبار قادته الأمنيين في هجوم تفجيري في 18 يوليو تموز وواجه حرجا كبيرا بانشقاق رئيس وزرائه وفراره إلى الاردن الاسبوع الماضي. وعرض التلفزيون الحكومي السوري مشاهد للاسد وهو يعين وائل الحلقي يوم السبت رئيسا للوزراء بدلا من رياض حجاب الذي انشق بعد شهرين فقط من تعيينه. والحلقي سني من محافظة درعا الجنوبية حيث اندلعت الشرارة الاولى للانتفاضة قبل 17 شهرا. وكان نائب قائد الشرطة في محافظة حمص بوسط البلاد آخر من انضم إلى سلسلة من المنشقين حسب ما أعلن مسئول في المجلس الأعلى للثورة. وقال المسؤول لرويترز من العاصمة الأردنيةعمان إن العميد إبراهيم الجباوي عبر الحدود إلى الأردن وسيعلن انشقاقه في قناة العربية التلفزيونية الفضائية في وقت لاحق اليوم. وقتل علي عباس الصحفي في الوكالة العربية السورية للأنباء مساء يوم السبت على ايدي من وصفتهم الوكالة بأنهم "جماعة إرهابية مسلحة" في اشارة إلى معارضي الأسد. وقال نشطاء ان 11 شخصا على الأقل قتلوا في اليوم نفسه عندما شن الجيش هجوما بالمدرعات في محاولة لطرد المعارضة المسلحة من منطقة التل القريبة من دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له إن أكثر من 160 سوريا من بينهم 116 مدنيا قتلوا في انحاء البلاد يوم السبت. وقالت الجامعة العربية انها أجلت اجتماعا لوزراء الخارجية العرب كان مقررا يوم الاحد لمناقشة الأزمة السورية واختيار بديل لكوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية المشترك وانها ستحدد موعدا بديلا. وقال الأمين العام المساعد للجامعة احمد بن حلي لرويترز ان الاجتماع أجل بسبب جراحة بسيطة أجريت لوزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. وتقود السعودية وقطر وتركيا الجهود الإقليمية لدعم المعارضة المسلحة في سوريا بينما يحظى الأسد بدعم إيران وحزب الله اللبناني.