سيكون عملاقا الدوري الإسباني أمام فرصة الاستعداد بأفضل طريقة ممكنة لبداية مشوارهما في مسابقة دوري أبطال أوروبا، على اعتبار أنّهما يخوضان مواجهات مفخّخة ضمن المرحلة الرابعة في "لا ليغا" ستكون بمثابة الاستعداد الجدّي لدخول معمعة الاستحقاق الأوروبي الأبرز. وسيسعى ريال مدريد حامل اللقب إلى التأكيد على أنّه نفض غبار البداية المتعثّرة التي صبغت مردوده، وذلك عندما يحلّ ضيفاً ثقيلاً على إشبيلية غداً السبت، وذلك في أوّل مباراة له بعد الضجّة الإعلامية التي تسبّب فيها نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، عندما أعلن أنّه غير سعيد في النادي الملكي. وجاء تصريح رونالدو مباشرة بعد قيادة ريال لفوزه الأوّل، وذلك بتسجيله ثنائية أمام غرناطة في لقاء حسمه النادي الملكي (3-0) في المرحلة السابقة. وتسبّب هذا التصريح بضجّة كبيرة ودفع وسائل الإعلام إلى التكهّن بأنّ النجم البرتغالي سيرحل عن النادي، لكن الرئيس فلورنتينو بيريز أكّد أنّ النجم البرتغالي لا يريد الرحيل. ولم يحتفل رونالدو بالهدفين اللذين سجّلهما في مرمى غرناطة ثم أعلن لاحقاً أنّه حزين بسبب "مسألة احترافية" ما دفع بعض الصحف إلى اتّهامه بأنّه يحاول "ابتزاز" ريال للحصول على المزيد من الأموال، فيما توقّعت صحف أخرى أن يرحل عن النادي الملكي. وتابع بيريز في حديث لصحيفة "ماركا": "إذا أراد الرّحيل لقال ذلك حين كان باب الانتقالات مفتوحاً. هناك أسباب أخرى خلف ذلك (شعوره بالاستياء)". وبدوره نفى رونالدو صحة الأخبار التي تقول إنّ المال هو السبب الذي دفعه للإعلان أنّه حزين في ريال مدريد، مشيراً إلى "أنّ العالم سيعلم السبب الحقيقي في يوم من الأيام"، مضيفاً "أنّ شعوري بالحزن والكآبة تسبّب بضجّة كبيرة. اتّهموني بأنّني أريد المزيد من الأموال، لكن في يوم من الأيام سيعلمون أنّه ليس السبب". وأكّد رونالدو لجماهير ريال مدريد أنّ "اندفاعه، تفانيه، التزامه ورغبته في الفوز بجميع البطولات" لن تتأثّر، مضيفاً :"أنا أحترم نفسي وريال مدريد لدرجة لا تسمح لي إطلاقاً بأن أقدّم أداءً يقلّ عمّا أنا قادر عليه"، موجّهاً تحيّاته ومحبّته لجماهير النادي الملكي. من جهة أخرى، أمل قائد ريال وحارسه الدولي إيكر كاسياس أن تتعاطف الجماهير مع النجم البرتغالي "رغم أنّه لم يكشف عن الكثير فيما يتعلّق بأسباب تعاسته"، قائلاً :"بإمكاني التفهّم إذا كان البعض يجد صعوبة في فهم ما يمرّ به لاعب كرة القدم. لكننا بشر أيضاً وهناك أمور تشغل بالنا كأيّ شخص آخر. لدينا أصدقاء وعائلة كما أيّ شخص آخر...". وستكون الأنظار موجّهة إلى رونالدو في مباراة إشبيلية دون أدنى شكّ لمعرفة إذا كان سيحتفل هذه المرّة في حال وجد طريقه إلى شباك إشبيلية، السّاعي إلى استعادة اعتباره من النادي الملكي لأنّ الأخير خرج فائزاً من مواجهاته التسع الأخيرة مع مضيّفه الأندلسي (في الدوري والكأس). ويعتبر إشبيلية من الضحايا المفضّلة للدّون البرتغالي حيث سجّل رباعية في مرمى النادي الأندلسي على ملعب "رامون سانشيز بيزخوان" بالذات في آيار/مايو 2011، حين فاز فريقه (6-2)، ثم أضاف ثلاثية في المواجهة التالية بينهما في كانون الأوّل/ديسمبر 2011 على الملعب ذاته في مباراة انتهت أيضاً (6-2)، قبل أن يضيف هدفاً ثامناً له في مرمى النادي الأندلسي في آخر مواجهة بين الفريقين (3-0) الموسم الماضي، ولكن كلّ هذه المعطيات الإحصائية التي تبرهن عن هيمنة مدريدية لا تقلّل بأيّ حال من الأحوال من قيمة زملاء القائد ألفارو نيغريدو، لا سيما أنّ معقلهم يبقى من ضمن الأكثر صعوبة على خارطة "لا ليغا". ويأمل فريق المدرّب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي استهلّ الموسم بالتعادل مع فالنسيا ثم الخسارة أمام خيتافي قبل أن يُتوّج بلقب كأس السوبر بفوزه في الإياب على غريمه الأزلي برشلونة، قبل فوزه على غرناطة في الجولة الأخيرة، أن يؤكّد تفوّقه على إشبيلية من أجل الاستعداد بأفضل طريقة ممكنة لموقعته المرتقبة الثلاثاء المقبل مع مانشستر سيتي بطل البريميرليغ ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة لدوري أبطال أوروبا. برشلونة لمواصلة التألق أمّا بالنسبة للغريم برشلونة، فسيعمل جاهداً لحصد رابع فوز له على التوالي، لكن المهمة لن تكون يسيرة هذه المرّة، ذلك أنّه ينزل ضيفاً على خيتافي الذي كان أسقط ريال مدريد في المرحلة الثانية وجرّع النادي الكاتالوني مرارة الهزيمة (0-1) الموسم الماضي بمعقله الصعب المراس "كوليسيوم ألفونسو بيريز". وسيخوض برشلونة اللقاء دون نجم وسطه أندريس إنييستا، الذي سيغيب عن الملاعب بين 10 و15 يوماً بسبب إصابة عضلية تعرّض لها خلال مباراة إسبانيا الأخيرة أمام جورجيا ضمن تصفيات مونديال 2014. وذكر برشلونة على موقعه الرسمي أمس أنّ إنييستا تعرّض لتمدّد في أوتار فخذه الأيمن. وسيغيب أيضاً المهاجم التشيلي أليكسيس سانشيز عن مباراة الغد، بسبب تعرّضه لتمزّق عضلي خفيف خلال مشاركته مع منتخب بلاده في تصفيات مونديال 2014، ويحوم الشك أيضاً حول مشاركته مع النادي الكتالوني في مباراة الأربعاء المقبل ضد سبارتاك موسكو الروسي ضمن دوري الأبطال. كما التحق الظهير الأيسر لل"بلاوغرانا" الدّولي خوردي ألبا بقائمة المتغيّبين عن مواجهة خيتافي بسبب إصابته بالزكام في آخر تطوّر أعلن عنه النادي اليوم. وفي ظلّ هذه التركة الثقيلة من الإصابات اضطرّ المدرّب تيتو فيلانوفا إلى الاستعانة بخدمات اليافعين كريستيان تيلو وجيرارد دولوفو من أجل مواجهة خيتافي، فيما سيكون بإمكانه الاعتماد مجدّداً على قائده كارليس بويول بعد شفائه من كسر في عظمة وجنته اليمنى تعرّض له ضدّ أوساسونا لحساب الجولة الثانية من الدوري. تجدر الإشارة، إلى أنّ برشلونة يتصدّر الدوري حالياً بفارق 5 نقاط كاملة عن غريمه ريال مدريد، ونقطتين عن الثلاثي الملاحق مايوركا وملقة ورايو فايكانو، التي تلتقي أوساسونا وليفانتي وأتلتيكو مدريد توالياً، فيما يلعب فالنسيا ثالث الموسم الماضي مع سلتا فيغو، وإسبانيول مع أتلتيك بلباو، وغرناطة مع ديبورتيفو لا كورونيا، وريال سوسييداد مع ريال سرقسطة. بينما تختتم المرحلة الإثنين المقبل بلقاء وحيد سيستضيف فيه بلد الوليد منافسه ريال بيتيس.
