أكد تقرير أميركي أن إيران شجعت حلفائها الحوثيين بشمال اليمن على العمل مع الإرهابيين من تنظيم القاعدة وتوفير ملاذ آمن لزعماء القاعدة في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي. وقال موقع استرايتجي بيج العسكري الأمريكي: "عادة ما يتجنب الشيعة تنظيم القاعدة التي تعتبر الشيعة زنادقة يجب عليهم أن يعودوا إلى النموذج السني للإسلام أو أن يُقتلوا إذا رفضوا، لكن إيران اتخذت موقف أن "عدو عدوي صديقي"، لذلك وفرت ملاذا لزعماء القاعدة وتشجع حلفائها على العمل مع الإرهابيين مثل القاعدة كلما كان ذلك ممكنا". و ذكر تقرير نشره موقع استرايتجي بيج العسكري الأمريكي، انه على الرغم من نفي إيران دعم مسلحي جماعة الحوثي باليمن، فإن المزاج العام لدى الحوثيين في شمال اليمن يظهر تأييدا كبيرا لإيران والجماعة تردد نفس الشعارات المعادية لأمريكا وإسرائيل والتي يصدح بها الإيرانيون. وأشار الموقع إلى أن جماعة الحوثي استغلت انشغال الجيش مع القاعدة في الجنوب لتقوم بطرد العديد من مسئولي الحكومة من ثلاث محافظات بشمال البلاد وإنشاء نوع من الحكم الذاتي حسب الصحيفة الأميركية. وتحت عنوان: " اليمن.. عدو عدوي صديقي" أضاف التقرير : هذا التحرك أغضب القبائل هناك وخلق ضغوطا متزايدة من القبائل السنية في الشمال لنقل بعض القوات من الجنوب إلى الشمال لإجهاض هذه السيطرة الشيعية. وأشار التقرير إلى أن طائرة بدون طيار أمريكية قتلت في 28 أكتوبر ثلاثة من رجال القاعدة- سعوديين اثنين ويمني واحد- في محافظة صعدة التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، متابعا: هذه العملية هي الأولى في شمال اليمن واستهدفت على ما يبدو سعوديين يوصلون الأموال إلى فرع القاعدة في اليمن. وما يزال هناك الكثير من السعوديين الأثرياء الذين هم على استعداد لتمويل تنظيم القاعدة. ولفت إلى أن الحكومة اليمنية قبضت على مهربين كانوا يحاولون توصيل أسلحة إيرانية إلى القبائل الشمالية ولم يعد سرا أن الحوثيين تحصلوا على الكثير من الأموال من مكان ما وان المصدر الأكثر احتمالا لتلك الأموال هي إيران. وأشار التقرير الأميركي إلى أن هناك قبائل شيعية في السعودية عبر الحدود فقط والتي اعتادت منذ فترة طويلة على التزام الصمت والتمتع بشريحة من ثروة النفط السعودي التي يستلموها من الحكومة. وأضاف التقرير: في شمال اليمن أصيب خمسة من رجال الأمن عندما تم إلقاء قنبلة عليهم خلال محاولتهم القبض على أحد رجال القبائل الشيعة. فمعظم القبائل الشيعية لا يعترفون بسلطة رجال الأمن في المناطق القبلية.. وفي الجنوب وتحديدا في محافظة أبين، هاجم إرهابيو القاعدة- بعضهم كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، معسكرا للجيش, تم صد المهاجمين لكن 14 جنديا و12 إرهابيا سقطوا قتلى. وعلى صعيد متصل أشار التقرير إلى أن بعض القبائل في المناطق الصحراوية النائية ما تزال توفر ملاذا لتنظيم القاعدة، لكن هذا قد ينتهي إذا أعلنت الحكومة عن القبيلة أو القرية الداعمة للقاعدة بأنها "موالية للإرهاب", مضيفا بان هذا الإعلان يمكن أن يشمل إقامة مزيد من نقاط التفتيش والاعتقالات والمداهمات بحثا عن عناصر القاعدة. وقال التقرير إن الفشل الأخير للقبائل في دعم القاعدة يعني أن بقية رجال القبائل الداعمين للإرهاب أصبحوا في عزلة لكن أعدادهم لا تزال كبيرة. كما أن القبائل الجنوبية لا تزال غاضبة من الحكومة لمرور عدة سنوات من دون الانتصار لمظالمهم. ولفت إلى انه طالما حافظت القاعدة على حملتها الإرهابية، لن يكون هناك هدنة غير رسمية مثلما كان عليه الحال خلال العقدين الماضيين. فاليمن في طريقها لتصبح المكان المعادي جدا لتنظيم القاعدة. وأضاف الموقع الأميركي: لقد حطمت القوات المسلحة والقبائل الموالية للحكومة جيش القاعدة الذي كان مؤلفاً من أعضاء القاعدة- كثير منهم إن لم يكن معظمهم من الأجانب- والقبائل المتحالفة معها الذين كانوا يسعون لإقامة دولة منفصلة في الجنوب في وقت سابق هذا العام, لكن معظم تلك القبائل الجنوبية قد تخلت عن القاعدة سعيا لحماية أفرادها وأسرهم وممتلكاتهم من أي انتقام قد يقوم به الجيش اليمني. ووفقا لتقرير الموقع الأميركي فان هذا العام كان عدد مداهمات قوات الشرطة في جنوب اليمن للمستشفيات خمس مرات وذلك لاعتقال مرضى مشتبه بأنهم إرهابيون. وقال: الحكومة هي على خلاف مع منظمات المساعدات الخارجية وبعض الأطباء المحليين الذين يعتقدون بأنه يجب أن تكون المستشفيات أماكن محصنة وخالية من رقابة الشرطة. لكن الحكومة تشير إلى أن الإرهابيين قد يعودون إلى قتل الناس. وهذا لا يزعج كثير من أولئك الذين يرغبون في بقاء قوات الشرطة خارج المستشفيات. وأضاف:عامل آخر يستحق التمعن فيه وهو أن القاعدة تهدد بقتل طواقم الخدمات الطبية الذين يبلغون عن وجود إرهابيين جرحى يتلقون العلاج في المستشفيات، مشيرا إلى انه في نهاية شهر أكتوبر أقدم شخص في الجنوب على تفجير خط أنابيب الغاز الطبيعي مما أسفر عن توقف تصدير الغاز المسال وخسارة 15 مليون دولار يوميا. لكن التقرير تضمن انه لم يعد بمقدور تنظيم القاعدة السيطرة على مدن في اليمن كما فعلوا لمدة عام تقريبا هناك حتى يونيو الماضي. فمعظم رجالها إما قُتلوا أو تم اعتقالهم أو فروا من البلاد. وما تبقى منهم ألا الأقل. مئات من الإرهابيين المتشددين تواروا عن الأنظار لشن حرب العصابات عبر التفجيرات والاغتيالات، مستدركا بان هذه العمليات قابلها جهود حيوية من جانب الحكومة لاعتقال أو قتل هؤلاء القتلة. قيادة الجيش صارت مدفوعة لتحقيق هذا النجاح لأن فرق الموت التابعة للقاعدة تميل لتعقب مسئولي المخابرات وكبار الضباط.