يدخل بايرن ميونيخ الأمتار الأخيرة من مشواره نحو استعادة اللقب الذي توّج به بوروسيا دورتموند في الموسمين الأخيرين، بمواجهة نارية مع مضيّفه باير ليفركوزن الثالث بعد غدٍ السبت في المرحلة السادسة والعشرين من الدوري الألماني. وفي حال تمكّن النادي البافاري من العودة من "باي أرينا" بالنقاط الثلاث للمرّة الأولى منذ 29 تشرين الثاني/2008 (فاز حينها 2-صفر سجّلهما الإيطالي لوكا توني وميروسلاف كلوزه) والثأر من ليفركوزن الذي ألحق الهزيمة الوحيدة هذا الموسم بالنادي البافاري وكانت على أرضه (صفر-1) في المرحلة التاسعة، سيكون بحاجة إلى فوز وتعادل في مباراتيه التاليتين أمام هامبورغ على أرضه واينتراخت فرانكفورت خارج قواعده لكي يتوّج باللقب الثالث والعشرين في تاريخ. ويدخل فريق المدرّب يوب هاينكيس إلى موقعته مع ليفركوزن، الذي خسر في المرحلة الماضية أمام ماينتس (صفر-1) وفشل بالتالي في الاستفادة من سقوط دورتموند أمام شالكه (1-2) لكي يزيحه عن الوصافة، يدخل بمعنويات مهزوزة نسبياً بعد أن مني أمس الأربعاء بهزيمته الثانية فقط في جميع المسابقات، وجاء على يد ضيفه آرسنال الإنكليزي (صفر-2) دون أن يمنعه ذلك من التأهّل إلى رُبع النهائي للمرّة الثانية عشرة منذ انطلاق دوري أبطال اوروبا عام 1992، وذلك لأنه فاز ذهاباً في لندن 3-1. وسيكون بإمكان بايرن السبت أن يضيف المزيد من الأرقام القياسية إلى موسمه الأخير مع هاينكيس ويتمثّل في أكثر عدد انتصارات خارج ملعبه خلال موسم واحد والذي يتقاسمه حالياً (11) مع بوروسيا دورتموند (2010-2011 و2011-2012) وفيردر بريمن (2003-2004) وليفركوزن بالذات (2010-2011) وهامبورغ (2005-2006). كما يتوجّه بايرن، الذي ينافس أيضاً على جبهة الكأس المحلّية (بلغ نصف النهائي)، إلى تحطيم الرقم القياسي من حيث عدد النقاط في موسم واحد (81) والذي حقّقه دورتموند الموسم الماضي، إذ يملك حالياً 66 نقطة وتبقى أمامه 27 نقطة لحصدها، والرقم القياسي من حيث الانتصارات في موسم واحد (25) والذي حقّق موسم 1972-1973 ثم عادله دورتموند الموسم الماضي، إذ حقّق حتى الآن 21 فوزاً. ويعتبر هذا الموسم قياسياً لبايرن بجميع المعايير، إذ أصبح أوّل فريق يستهلّ الدوري الألماني بثمانية انتصارات متتالية، وأوّل فريق يحافظ على نظافة شباكه في أوّل 5 مباريات له خارج قواعده، وأوّل فريق يتوّج بلقب بطل الخريف بعد مرور 14 مرحلة فقط على الموسم، وأوّل فريق يفوز بتسعٍ ويتعادل في واحدة من مبارياته العشر الأولى خارج ملعبه، وأوّل فريق يحصد 51 نقطة (اصبحت 66 حالياً في 25 مباراة) بعد 20 مرحلة على بداية الموسم. والرقم الأهم هو أن النادي البافاري أصبح على بعد 20 نقطة من أقرب ملاحقيه بوروسيا دورتموند بطل الموسمين الأخيرين، وأصبح بالتالي على مشارف اللقب الذي سيشكّل هدية مميّزة لهاينكيس كونه سيترك منصبه في نهاية الموسم للإسباني جوسيب غوارديولا. "الآمال المعقودة أصبحت بالطبع كبيرة جدّاً"، هذا ما قاله الرئيس الفخري لبايرن القيصر فرانتس بكنباور لصحيفة "تي زي" البافارية، مضيفاً: "الجميع يعتقد أن كلّ شيء سيصبح أفضل عندما يأتي غوارديولا. من المؤكّد أن هناك بعض الأشياء التي بإمكاننا تحسينها، شكل الفريق على سبيل المثال، لكن سيكون من الصعب عليه التفوّق على ما تحقّق هذا الموسم". وتابع بكنباور: "إذا أنهى فريق غوارديولا الموسم وهو بطل للدوري بفارق 15 نقطة عن أقرب ملاحقيه سيشعر المشجّعون بالخيبة على الأرجح". وأصبح من المؤكّد منطقياً أن هاينكيس سيودّع بايرن بمنحه لقب الدوري مرّة أخرى بعد أن توّج معه مرّتين في السابق عامي 1989 و1990، وهو يأمل أن يتوّج شخصياً بلقب دوري أبطال أوروبا للمرّة الثانية بعد أن رفع الكأس مع ريال مدريد عام 1998. يُذكر أن هاينكيس استلم الإشراف على بايرن في آذار/مارس 2011 وللمرّة الثالثة خلال مشواره التدريبي (درّبه بين 1987 و1991 ومن 27 نيسان/أبريل 2009 حتى نهاية الموسم بعد إقالة يورغن كلينسمان). ومن جهته، يسعى دورتموند إلى استعادة توازنه بعد الخسارة في المرحلة السابقة أمام شالكه، من أجل الاحتفاظ بالمركز الثاني من خلال الفوز على ضيفه فرايبورغ الثامن بعد غدٍ السبت. وسيكون التأهّل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل الهدف المحلّي الوحيد لفريق المدرّب يورغن كلوب بعد أن تنازل عن لقب الكأس بخسارته في رُبع النهائي أمام بايرن ميونيخ (صفر-1) ويتوجّه للتنازل للأخير عن لقب الدوري أيضاً. لكن فريق كلوب ما زال ينافس في مسابقة دوري الأبطال التي بلغ دورها ربع النهائي للمرّة الأولى منذ موسم 1997-1998 حين كان يدافع عن لقبه الأوّل والوحيد في المسابقة، وهو سيعرف هوية خصمه المقبل غداً الجمعة. ويبدو الصراع محتدماً تماماً على المركز الرابع الأخير إلى دوري أبطال أوروبا بين شالكه الذي سيفتقد هدّافه الهولندي كلاس يان هونتيلار حتى نهاية الموسم، واينتراخت فرانكفورت وهامبورغ وماينتس إذ لا يفصل بين الخماسي سوى نقطتين فقط، كما ما زالت الفرصة قائمة أيضاً أمام فرايبورغ وبوروسيا مونشنغلادباخ وحتى هانوفر، إذ لا يفصل بينها وبين المركز الرابع سوى 3 و4 و5 نقاط على التوالي. وسيحلّ شالكه ضيفاً على نورمبرغ، فيما يلعب هامبورغ مع أوغسبورغ، وماينتس مع مضيفه هوفنهايم، والأحد يلعب اينتراخت فرانكفورت مع شتوتغارت ومونشنغلادباخ مع هانوفر. وتفتتح المرحلة غداً الجمعة بلقاء فولسفبورغ وفورتونا دوسلدورف، على أن يلعب السبت فيردر بريمن مع غرويثر فيورث.