رفض تدويل الأزمة وأكد أن للملك عبدالله دورا مهماً في دعم استقرار اليمن.. الرئيس اليمني ل«عكاظ» في أول حوار لصحيفة سعودية: لن نسمح بالفوضى والانقلاب على الشرعية ومخططات خارجية تستهدف أمننا لست مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في كل ما ذهب ويذهب إليه.. ولست ضده في كل شيء. ولكنني ضد كل شكل من أشكال الفساد والتدمير.. وتهديد مصلحة واستقرار اليمن واليمنيين.. ورغم أنني أعلنت ذلك أكثر من مرة وبأكثر من طريقة.. إلا أنني رغم كل ذلك أجد من يقول إنكم منحازون مع المعارضة ضد الشرعية.. كما أن هناك من يقول إنكم تتيحون الفرصة لرموز السلطة لإبداء آرائهم والتعبير عن توجهاتهم بحرية مطلقة. والحقيقة التي أحملها أمام ناظري بوضوح شديد هي أن على الإعلام رسالة مهمة تقتضي منه الحياد.. والحياد التام إذا ما أراد أن يكون له موطئ قدم راسخة في عالم الحقائق والإعلام الجديد. أما أن تنحاز ضد موقف.. لتدعم الموقف الآخر أو تشوه الحقائق وتقلبها رأسا على عقب كما فعلت قناة «الجزيرة» وصورت سجونا في العراق على أنها في اليمن.. فالفارق هنا كبير.. وكبير جدا. أو أن تستخدم فئات معينة في ظرف ما ومكان ما.. فإن تلك لعبة مكشوفة.. قد نفض وعي المتلقي يديه منها منذ عدة عقود بل وأزال آثارها من أي ضخ إعلامي لأنها لا تتفق مع أي طرح إعلامي محايد ومتجدد.. أما الإعلام المغرض الذي يكيل بمكيالين ويشوه الحقائق ويعمل على إشعال نار الفتنة وإبراز الخلافات وتعميق جذور الاختلافات.. فذاك هو الإعلام المخرب.. وهذا كان ردي على فخامة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حينما كنا نقف على منصة السبعين يوم الجمعة قبل الماضية عندما قال لي أين حقائق قناة الجزيرة «الصفراء» من هذه الملايين التي احتشدت هناك أمام عينيك أين هو التجييش المغرض لهذه المظاهرة المليونية.. إلى متى سيستمر هؤلاء الحاقدون في الكذب.. هكذا همس فخامته في أذني وسط ذلك الصخب الجماهيري الهائل.. نعم إلى متى سيستمرون في الكذب وتضليل الجماهير.. ألم يعوا جيدا الفوارق البدهية بين إعلام الحقائق.. وإعلام الإثارة. لم أتوقف طويلا عند هذه الملاحظة لأن المشهد أبلغ من كلمات مضللة كما أن الحدث لا يحتمل الدخول في كل هذه الدوائر المغلقة والضيقة. فالأمر هنا مختلف. لأن مصلحة وطن تتهدد واستقرار شعب بأكمله يوشك أن يتبدد. قررت أن أجمع حزم أمري وألقي بها أمام «فخامة الرئيس» بعد أن رفض مقابلتي ثم تراجع عن قراره عندما لمس حيادية ما تطرحه «عكاظ» لصالح كل الأطراف ودون التورط في تغليب أي مصلحة عدا المصلحة الوطنية العليا لليمن ولجارتها الكبرى المملكة ولجميع دول المنطقة. وإذا كان العرض المتوازن الذي نقدمه على صفحات عكاظ لأحداث اليمن لا يعجب بعض محبي «عكاظ» فإني أدعوهم لمتابعة بقية الحلقات حتى نهايتها ليروا الفرق.. بل إنني لا أذيع سرا إذا قلت إنني قد أعددت العدة لأوجه سؤالي الأول إلى فخامة الرئيس لماذا لا ترحل بعد أن أمضيت في تجربة الحكم 33 عاما.. وتعري كل ما يقال عن مؤامرات ومناورات. إلا أنه بادرني بقوله ماذا يمكن أن يقدم الإنسان أكثر من التنازل طواعية وحقنا للدماء عن كرسي الحكم. أدعوكم إلى الحوار المثير المتميز الذي أجريته وزميلي فهيم الحامد مع الرئيس علي عبد الله صالح.. آملا أن تجدوا بين ثناياه ما يفسر الظاهرة السياسية الشائكة والمعقدة في اليمن. * القيادتان السعودية واليمنية تدركان أن ما يهم أمن اليمن يهم المملكة والعكس * ندعو إلى الاتفاق على آلية تنفيذية ملحقة بالمبادرة حتى نضمن لها النجاح فخامة الرئيس، يمر اليمن حاليا بمرحلة حرجة في ضوء الاحتجاجات التي تشهدها المدن اليمنية ومطالبات المعتصمين بتنحي الرئيس، ما هي قراءتكم لمجريات الأحداث الداخلية، وإلى أي مدى قد تؤثر هذه الأحداث على وحدة وسلامة واستقرار اليمن؟ ما من شك أن ما يحدث في اليمن يأتي ضمن تلك الموجة التي شهدتها المنطقة في إطار ما يسمى بالفوضى الخلاقة، أو الشرق الأوسط الجديد، حيث تمت محاكاة ما جرى في تونس ومصر، من قبل أحزاب اللقاء المشترك الذين ظلوا يطمحون للوصول إلى السلطة عبر الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية، وبعيدا عن إرادة الشعب المعبر عنها في صناديق الاقتراع. وهذه الأحزاب رغم ما بينها من التنافر وعدم التجانس الفكري والمنهجية السياسية، إلا أنها اجتمعت في ما بينها على خصومة النظام، والمطالبة بإسقاطه لأنها عاجزة عن تقديم شيء مفيد يقنع الناس بها، وهذا ما ظهر في أكثر من جولة انتخابية لم تحصد فيها تلك الأحزاب من أصوات الناخبين غير القليل. من جانبنا، تعاملنا مع هذه الأزمة المفتعلة وتداعياتها التي مر عليها أكثر من ثلاثة أشهر ونصف الشهر تقريبا بحكمة وصبر، وبذلنا وما زلنا نبذل كل جهد من أجل تجنيب الوطن الانزلاق إلى أتون الفتنة وإراقة الدم. وقدمنا الكثير من المبادرات والدعوات من أجل الجلوس على طاوله الحوار، ولكن للأسف تلك الأحزاب ظلت على عنادها وتمترسها في مواقفها ورفضها الاستجابة لدعوات الحوار. ونحن نؤمن بأن الحوار هو السبيل الأمثل لمعالجة كافة القضايا، وهو المخرج النهائي لحل أي نزاع مهما طال، وما زلنا نتطلع بأن يستجيب العقلاء في أحزاب اللقاء المشترك لدعوة الحوار؛ لأن هذا الوطن هو ملكنا جميعا وأمنه واستقراره ووحدته مسؤوليتنا جميعا. أما في ما يتعلق بسؤالكم حول تأثير هذه الأحداث على وحدة وسلام واستقرار اليمن، فإننا نؤكد بأن الوحدة راسخة ولن يسمح شعبنا لأحد مهما كان بالنيل منها، رغم أن البعض يحاول استغلال الظروف الراهنة للترويج لمشروعه الانفصالي والتمزيقي، سواء في بعض مناطق الجنوب أو في شمال الشمال. ولهذا فإنهم يحاولون إثارة الفوضى والعنف والتخريب وقطع الطرقات، ويسعون إلى الانقلاب على الشرعية الدستورية من أجل تحقيق ذلك الهدف، ونحن لن نسمح لهم بتحقيق ذلك، لأن أي إضرار بوحدة اليمن وأمنه واستقراره لن ينعكس ويتضرر منه اليمن فحسب بل المنطقة عموما، ولنا في ما حدث في الصومال العبرة الكافية.