قال مسؤولون بالقصر الملكي في الاردن يوم الاحد ان عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني ايد مقترحات تتعلق باجراء تعديلات دستورية لنقل بعض صلاحياته الى البرلمان وتعزيز الحريات المدنية. وتحت ضغوط المظاهرات التي تجتاح عدة دول عربية واحتجاجات في الداخل عين الملك في ابريل نيسان لجنة من كبار رجال الدولة لاجراء تعديلات على دستور المملكة الذي يعود الى عام 1952 في اطار حملة قال انها تهدف الى تفعيل اصلاحات وعد بها منذ فترة طويلة. وقال سياسيون شاركوا في صياغة المقترحات وطلبوا عدم نشر أسمائهم لرويترز ان اعضاء اللجنة قدموا يوم الاحد رسميا للعاهل الاردني مقترحاتهم بشأن التغييرات الدستورية الاكثر شمولا حتى الان. وتتضمن المقترحات اجراء تغييرات كبيرة على دستور المملكة الذي تعرض لانتقادات واسعة النطاق بسبب تهميش البرلمان وتقويض الصلاحيات التنفيذية للحكومة في الوقت الذي زاد فيه نفوذ الاجهزة الامنية وتراجعت فيه الحريات العامة. وقال فيصل الفايز رئيس البرلمان الذي من المتوقع ان يقر الاصلاحات بحلول منتصف سبتمبر ايلول ان التعديلات على الدستور ستشمل تغييرات اساسية في فصل السلطات واقامة مؤسسات تضمن الالتزام بالدستور وان تسير الدولة على نهجه. ومن شأن زيادة صلاحيات البرلمان تمهيد الطريق امام ظهور رئيس للوزراء من الاغلبية البرلمانية بدلا من اختياره من قبل الملك وهو بند رئيسي لبرنامج الاصلاحات الذي يؤيده خليط من الشخصيات الاسلامية والليبرالية. لكن دبلوماسيين يقولون ان التغييرات التي وردت في نص اطلعت رويترز على نسخة منه لا تعالج دور جهاز المخابرات القوي بالبلاد الذي يخضع من الناحية الفنية للمحاسبة من قبل رئيس الوزراء لكن له تأثير كبير في الحياة العامة. وما زال الكثيرون يعتبرون ان الملك المدعوم من الولاياتالمتحدة له القول الفصل في كل الامور والضامن للاستقرار في الدولة التي يبلغ تعدادها سبعة ملايين نسمة ما بين سكان قبليين اعتادوا منذ فترة طويلة على معاملة تفضيلية في الوظائف الحكومية وبين أغلبية من اصل فلسطيني. ويقول المعلقون السياسيون انه ما دام النظام الانتخابي لا يعالج التمييز ضد المواطنين من اصل فلسطيني وغير الممثلين على نحو كبير في البرلمان والدولة فان الطريق سيكون طويلا امام حدوث تغيير حقيقي. وقال المحلل الاردني البارز لبيب قمحاوي ان الاصلاحات لا يمكن ان تكتمل ما لم تعزز شراكة جميع الاردنيين على قدم المساواة وتعاملهم كأفراد وليس كأشخاص ينتمون لجماعات سواء كانت سياسية أو قبلية. وشهد الاردن على مدى اسابيع احتجاجات قادها الاسلاميون والمعارضة اليسارية استلهمت انتفاضة عربية اوسع نطاقا طالبت الملك بالتصدي للفساد ودعت الى اصلاحات سياسية اوسع نطاقا. ونجح القصر حتى الان في احتواء السخط المتزايد من القبائل التي تهيمن على البرلمان بموجب نظام انتخابي يحابي المناطق القبلية غير المأهولة بشكل كبير ويشكل الداعم الرئيسي للنظام الملكي من خلال تقديم رعاية وامتيازات لتلك المناطق. ويقول مساعدون ان الملك الذي يحكم البلاد منذ عام 1999 ارغم على اتخاذ خطوات على استحياء نحو الديمقراطية ردا على الاضطرابات الاقليمية وهو مقيد بقاعدة سلطة قبلية تعتبر الاصلاحات تهديدا للمزايا السياسية والاقتصادية التي تتمتع بها. ويقول الملك عبد الله ان برنامجه الاصلاحي يقوضه ساسه محافظون يملكون سلطات واسعة داخل المؤسسة الامنية ويمنعونه من الاسراع في تنفيذ الاصلاحات الديمقراطية التي وعد بها. ويوضح النص الذي اطلعت عليه رويترز ان التغييرات ستحد من سلطة الملك في تأجيل الانتخابات الى اجل غير مسمى مع تحديد مهلة اربعة شهور للدعوة لاجراء انتخابات بعد ان يحل الملك البرلمان. وتقول مصادر بالقصر ان جهاز المخابرات القوي كان له في العقد الماضي تأثير على الملك لتأجيل الانتخابات لما يصل الى عامين في وقت الاضطرابات الاقليمية. وقال زكي بني ارشيد وهو سياسي اسلامي بارز ان ضعف الحكومات وصناع القرار سمح لقوات الامن بالسيطرة والتحكم في جميع اشكال الحياة السياسية والمدنية كما هو الحال في الاردن. وستضع الاصلاحات ايضا حدا لاستغلال الحكومات المتعاقبة لغياب السلطة التشريعية لسن قوانين لا تحظى بشعبية وضعت قيودا صارمة على الحريات العامة.