تتآكل يوماً بعد يوم منظومة القيم النبيلة التي حاول شباب اليمن تقديمها للعالم عن أهداف وغايات وأساليب ثورتهم السلمية لأسباب تتصل بتنامي سيطرة وسطوة القوى والعناصر المتطرفة وظاهر نفوذها وتحكمها في توجبه وإدارة الموقف في ساحات... الاعتصام التي عجزت الأصوات المتعقلة ووجهات النضر المعتدلة فيها عن كبح جماح التصعيد والمراهنة غير الشريفة بالمصالح العليا والحقوق والحريات العامة ومذهب التحول نحو العنف والعدوان وممارسة الانتهاك للحقوق العامة والخاصة كوسيلة للمزايدة والكيد غايتها تحقيق مكاسب سياسية في مواجهة السلطة والانتقام من أبناء الشعب المؤيدين للشرعية الدستورية.. فمطالب التغيير المشروعة التي بدأت بها الإحتجاجات الشبابية في اليمن قد تم سلبها والإستحواذ عليها بإنقلاب حزبي مدعم بالخيانة من الداخل وأسفر القبول والإذعان والإستسلام لها عن بروز مشهد مشوه في تفاصيله.. نتفاجأ بشباب.. يدفعون بالشباب إلى التهلكة!! شباب ...؛يستغلون الأطفال!!..؛ يسيئون للمرأة !!!..؛ولا يحترمون كبار السن !!!! (1)التضحية بأرواح الشباب ففي الأمس القريب فاجأ أصحاب القرار داخل ساحة التغيير بجامعة صنعاء الشعب اليمني والحكومة والعالم بإخراج الشباب الأبرياء في مسيرة وجهت إلى أشد المواقع خطورة على حياتهم وحياة آخرين من إخوانهم أبناء اليمن المؤيدين للشرعية الدستورية الذين فوجئوا بهجوم مسيرة غاضبة تكتسح مخيماتهم داخل ملعب مدينة الثورة الرياضية ومع انطلاق شرارة العنف والمواجهة بين الطرفين تصاعدت حدة الموقف لتنتهي بعد ساعات إلى سقوط آلاف الضحايا من الجانبين بين قتيل وجريح..وشكل هذا الموقف موضوعا للجدل الذي مهما طال أو قصر فإن عنوانه الأبرز سيتمثل في إدانة واستنكار المواقف المتطرفة التي اتخذ أصحابها من داخل ساحة التغيير قراراً بتوجيه هؤلاء الشباب إلى حتفهم وإلى ساحة معركة خاسرة لقتل إخوان لهم ..؛ولعل هذا الحال يبرر دون أدنى مزايدة أو مبالغة أن من أقر وخطط لمسار خروج الشباب في ذلك اليوم مسئول مسئولية جنائية عن كل جريمة قتل وعدوان ارتكب جرائها.