حذر مسئولون وخبراء غربيون من تنامي نفوذ وسيطرة تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب في ظل تفاقم ألازمة الراهنة التي تعصف باليمن حيث قال مسئول أمريكي كبير لوكالة فرانس برس اليوم : "نشعر بقلق جدا من ان الوضع غير المستقر في اليمن قد أدى الى ظهور صراعات قبلية قائمة منذ فترة طويلة الى السطح وهو ما يزيد من تعقيد عملية التوصل لاتفاق بشأن انتقال منظم للسلطة.، " فيما رجح تقرير أعدته وكالة رويتر ان ينعم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بحرية أكبر في استغلال ما عرف عنه من مهارة في تدبير تفجيرات جريئة ومبتكرة. مع تأزم الصراع السياسي الذي تخوضه حكومة الرئيس علي عبد الله صالح وأوضح التقرير إلى ان التنظيم الذي يقدر البعض قوامه البشري بنحو 300 شخص أغلبيتهم من السعوديين يضم أكثر مقاتلي القاعدة جسارة وخبرة في شن عمليات في الخارج وتصنيع وإخفاء عبوات ناسفة متطورة وإنتاج دعاية تحريضية مؤثرة على الانترنت. وأضاف أنه على الرغم من عدم ثبوت أي علاقة مباشره تربط التنظيم بالأجندة المحلية لحركة الإحتجاجات الشبابية وفعاليات المعارضة السياسية إلا أن تفاقم الصراع واحتدام المواجهات واثار القتال و حدوث الفوضى في اليمن بالوتيرة المتسارعة التي شهدتها الأيام الماضية زاد من انشغال اجهزة الامن في البلاد بالمشاكل السياسية فعزز فرص القيام بجميع هذه الانشطة من مخابيء في مناطق نائية في اقاليم شبوة وابين والجوف ومأرب ، وقال مسؤول بريطاني بارز في مجال مكافحة الارهاب ان القاعدة تعمل في "دولة في سبيلها للانهيار تحول اهتمام جهازها الامني.. لامور اخرى تحديدا الابقاء على النظام مما اوجد مناطق في اليمن تقلصت فيها سلطة الحكومة عما كانت عليه قبل عام." ويمكن لمثل هذه الأوضاع ان تفيد جناح القاعدة في تحقيق طموحاته لتوجيه ضربة خارج اليمن في الدول المجاورة له وأن يحاول استغلال عدم الاستقرار في اليمن لصالحه ولإعادة بناء قدراته العسكرية التي تمكنه من السيطرة على منابع النفط في الخليج وممرات الملاحة الدولية جنوب البحر الأحمر. وقال المسؤول البريطاني "ان اوضاع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب "مقلقة جدا" بما في ذلك طموحاته لتوجيه ضربة خارج اليمن في الدول المجاورة له وما وصفه بجهود تشكيل شبكات في شرق افريقيا واوروبا. ." وقال جريجوري جونسن المتخصص في الشؤون اليمنية "في ظل انشغال حكومة صالح الكبير بمحاولة التشبث بالسلطة تتسع المساحة التى يمكن لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب ان ينشط بها في الوقت الحالي." إلى ذلك شهدت مدينة زنجبار عاصمة محافظة "أبين" صباح اليوم الأحد اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وبين عناصر المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة التي أجتاحت المدينة وتمكنت من السيطرة عليها قبل يومين. حيث ذكرت مصادر إعلامية نقلا عن شهود عيان أن عشرات من جثث الجنود منتشرة في طرقات وشوارع زنجبار على متن المصفحات العسكرية والاطقم والمدرعات الحربية .. فيما ينتشر مسلحين ملثمين وسط مدينة زنجبار وشوارعها والمؤسسات الحكومية ، وتشهد المدينة نزوح جماعي للسكان باتجاه القرى والمديريات الاخرى.في ظل مواجهات عنيفة استخدم فيها مختلف الاسلحة الثقيلة والخفيفية.، ووصفت الاشتباكات التي دارت بين الجانبين ب"العنيفة" و"البشعة".وقال احد السكان لوكالة فرانس برس ان "المسلحين كانوا يقومون بقتل الجنود رغم استسلامهم (...) ومنعونا من دفن جثامين الجنود وظلت جثثهم عرضة للشمس والرياح مرمية في الشوارع". كما ذكر شاهد آخر ان المسلحين احرقوا عدة اليات عسكرية . وكانت العناصر المسلحة قد استولت خلال اليومين الماضيين على البنك المركزي وادارة البريد ومكتب الاتصالات والمجمع الحكومي في المحافظة وادارة البحث الجنائي. وعلى المراكز الحكومية في مدينة (جعار) بما في ذلك معسكر قوات النجدة بجميع السيارات الموجودة فيه مع اسلحته كما اطلق المسلحون سراح السجناء في السجن المركزي في المحافظة . ويرى المراقبون أن عناصر تنظيم القاعدة فى محافظة "أبين" استغلت ظروف انشغال قوات الجيش والأمن فى مواجهات عسكرية مع عناصر مسلحة موالية لشيخ مشايخ قبيلة حاشد فى منطقة الحصبة شمال شرق العاصمة، وقامت باعتداءاتها على المقار والمنشآت الحكومية بمحافظة أبين..؛ غير أن مصادر المعارضة اليمنية لازالت تتهم السلطة اليمنية بأنها سمحت لهذه العناصر بأن تحقق أهدافها لإثبات أن خطر عناصر تنظيم القاعدة مازال قائما باليمن، وأن هذه العناصر تنتظر الفرصة للقيام بأعمال إرهابية ضد المصالح الحكومية والأجنبية