دبي: اعتبر الزعيم القبلي في ابين طارق الفضلي الاثنين ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد يكون يسعى الى استدراج الولاياتالمتحدة الى النزاع في اليمن لخلط الاوراق مستفيدا من سيطرة المسلحين المتطرفين على مدينة زنجبار. واذ اكد ان هوية المسلحين الذين يقدمون على انهم تنظيم القاعدة ويسيطرون على مدينته زنجبار، عاصمة ابين، تبقى غير واضحة، رسم الفضلي صورة ماساوية عن الوضع في المدينة حيث تنتشر الجثث على الطرقات في ظل غياب كامل للسلطات الامنية والمدنية. وذكر الفضلي الذي يعد من ابرز اعيان ابين في اتصال مع وكالة فرانس برس ان مجموعات مسلحة اقتحمت زنجبار الجمعة وسيطرت بسرعة على المقار الرسمية. وقال الفضلي الذي كان قاتل في تسعينات القرن الماضي بافغانستان "حصلت مواجهات مع جماعات عديدة مسلحة اقتحمت المدينة وسيطرت على المعسكرات واستولت على كميات كبيرة من الاسلحة والسيارات العسكرية". وقدر عدد المسلحين بالف شخص، وقال انهم "يرفعون اعلاما بيضاء مكتوب عليها انصار الشريعة". ويعتقد الفضلي ان هؤلاء "قد يكونوا تحالف جماعات مسلحة قادمة من مدينة جعار" المجاورة، والتي تعد من معاقل المتطرفين الاسلاميين المنضوين تحت لواء تنظيم القاعدة. وبحسب الفضلي، تثير سيطرة المسلحين بسرعة على المدينة الكثير من التساؤلات. واشار الى انه "تم اسقاط معسكر الامن المركزي، وهو معسكر ضخم، بسرعة، ففجأة اختفى الجنود وهذا يثير اسئلة كثيرة". وتساءل "هل يحاول الرئيس ان يلعب ورقة القاعدة؟". وقال "اعتقد ان المسلحين يستفيدون من الرئيس وهو يستفيد منهم لخلط الاوراق ولاستدراج اميركا لدخول الحرب وذلك سيغير حسابات كثيرة". وذكر الفضلي الذي كان يعد في السنوات الاخيرة من قياديي الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، ان الرئيس صالح اتصل به وقال له "ساعينك محافظا لابين وصفي هؤلاء البلاطجة" في اشارة الى المسلحين المتطرفين، لكنه رفض. واشار الى انه حاول ان يتواصل مع قيادات المسلحين، الا انه لم يتمكن من تحديد هوياتهم. وقال "بعد ان رفضت ان اصير محافظا، تم قصف منزلي" من قبل الجيش. ورسم الفضلي صورة ماساوية عن الوضع في زنجبار وقال ان "لا ماء ولا كهرباء" فيها. وذكر الفضلي الذي كان والده سلطانا للمنطقة ان زنجبار شهدت حالة نزوح كبيرة للسكان وقال ان "الجثث في الشوارع". واضاف "هناك فوضى عارمة في المدينة، الجثث ملقاة في الارض. المسؤولون والامنيون كلهم غادروا" مشيرا الى انه ساهم شخصيا في اخراج محافظ ابين من مقره في زنجبار الى مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب. واكد الفضلي انه بالفعل سجل قصف جوي وبحري اليوم الاثنين لمواقع بالقرب من زنجبار يفترض انها كانت تستهدف مواقع عناصر تنظيم القاعدة المفترضين. الا انه ذكر ان "الغارات اخطأت هدفها وسقطت القذائف على المنازل" التي قد تكون فارغة جراء النزوح الجماعي لسكان مدينة زنجبار والقرى المجاورة. واسفر القتال في زنجبار منذ الجمعة عن مقتل 29 عسكريا ومدنيا، اضافة الى عدد غير محدد من قتلى المسلحين المتطرفين. وكان مسؤول امني في محافظة ابين غادر الى عدن اكد لوكالة فرانس برس ان مئات العناصر من تنظيم القاعدة هاجموا زنجبار و"تمكنوا من السيطرة عليها واستولوا على جميع المرافق الحكومية" ما عدا اللواء 25 ميكانيكي المحاصر. واتهمت قيادات عسكرية مؤيدة لانتفاضة الشباب المطالبين باسقاط النظام، وكذلك المعارضة البرلمانية، الرئيس علي عبدالله صالح بتسليم زنجبار الى "مجموعات ارهابية". وذكرت مصادر قبلية لوكالة فرانس برس ان حوالى مئتي مسلح من قبائل ابين يدعمون اللواء 25 ميكانيكي الذي يخوض مواجهات عنيفة مع المسلحين.