دعا الساعدي نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي الجميع "للاستعداد لانتفاضة مسلحة ضد المجلس الوطني الليبي"، مؤكدا ان "النيجر لا تتعرض لضغوط لتسليمه"، لافتا الى ان "العودة الى ليبيا ستكون في اي لحظة"، وطالب الشعب الليبي بالانتفاض على ما اسماها "الميليشيات والعصابات" التي تحكم بلاده، متهما المجلس الوطني بأنه "غير شرعي"، وليست لديه القدرة على السيطرة على هذه "الميليشيات". وأكد الساعدي في اتصال هاتفي اجرته معه قناة "العربية" من عاصمة النيجر نيامي، انه على اتصال مباشر مع الشعب الليبي داخل ليبيا وخارجها وبالدول المجاورة، وانه سيعود قريبا الى ليبيا، مؤكدا وجود العديد من الانصار له داخل وخارج ليبيا. وأوضح الساعدي انه لا يتعرض لأي ضغوط في النيجر من اجل تسليمه، وطالب بحل الميليشيات المسلحة، ووقف ما اسماها عملية سرقة اموال الشعب الليبي، داعيا جميع الاطراف وكان وزير المالية الليبي حسن زقلام قال في مقابلة مع قناة "ليبيا" الرسمية بأن 'الأموال الليبية تهرب يومياً من المنافذ الجوية والبرية والبحرية، وامام الشعب الليبي خياران لا ثالث لهما اما ان تسيطر الحكومة على المنافذ كافة، واما ان تطلب من مجلس الأمن أن يجمد الأموال الليبية من جديد'. وكان رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل كشف منذ اكثر من شهرين خلال مقابلة مع قناة "العربية"، أن هناك عدداً من المندسين في معيته يتلقون أوامر من الساعدي القذافي ومجموعة ليبية معه في تونس. وأضاف انه أثبتت المكالمات الهاتفية التي كشفتها الأجهزة الليبية تورّط عناصر عاملة في الداخل مع الساعدي، وأكد: "لدينا ما يثبت أن هناك من يتلقّون أوامر من الساعدي القذافي". الجدير بالذكر ان ليبيا تشهد حالة من الاحتقان مع استمرر حالة من عدم الرضى على اداء الحكومة، اضافة الى الانقسامات التي يشهدها المجلس الانتقالي،حيث لا تزال الحكومة الجديدة في بداية عهدها ولا تزال الأسلحة منتشرة على نطاق واسع والخلافات مستمرة بين جماعات مسلحة متنافسة. وتجاهلت ميليشيات مسلحة في طرابلس طلبات لنزع أسلحتها رغم مضي شهور على قتل الزعيم الليبي معمر القذافي ونجله المعتصم وسقوط العاصمة بأيدي الثوار. ويتمتع كثير من زعماء الميليشيات بنفوذ سياسي قوي لكن معظمهم بقي خارج التشكيل الوزاري وعيونهم على انتخابات الرئاسة التي يتوقع أن تجرى العام المقبل. ومن القضايا الرئيسية التي لا تزال معلقة في ليبيا كيفية إقناع القبائل بنزع أسلحة مقاتليها ، وتأمل الحكومة في دمج كل الميليشيات في جيش وطني واحد. ويرى مراقبون ان المجلس الانتقالي منقسم على نفسه وغير قادر على تأمين المنشآت النفطية، اضافة الى المواجهات المسلحة التي تحدث بشكل اسبوعي في العاصمة طرابلس ومدينة بني وليد، وتعرض مقر المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي لهجوم مسلح واستقالة نائب رئيس المجلس عبد الحفيظ غوقة، وعوامل اخرى تنذر باحتمالية نشوب حرب اهلية. ويضيف المراقبون ان ما يدفع البلاد الى الانهيار التام، هو تزايد عدد المعتقلين (اكثر من تسعة آلاف في طرابلس)، والاتهامات التي وجهتها المنظمات الدولية للحكومة وللمجلس الانتقالي وكتائب الثوار بتعذيب المعتقلين، اضافة الى عمليات الثأر التي يقوم بها الثوار من ابناء بعض القبائل التي يتهمونها بمساعدة النظام السابق، اضافة الى الاضطهاد الذي يتعرض له ذوو البشرة السوداء في ليبيا واتهامهم بأنهم "مرتزقة افارقة".