قالت مصادر حكومية مطلعة أن تصاعد الخلافات داخل حكومة الوفاق ، ووصولها إلى الذروة بين وزراء المؤتمر ورئيس الحكومة محمد سالم باسندوة ، حجبت اللقاء الأسبوعي للحكومة المقرر عقده كل ثلاثاء، حيث كان قد تم تأجيله الأسبوع الجاري من الثلاثاء إلى الأربعاء بسبب سفر رئيس الوزراء، إلا أن الوزراء أبلغوا صباح الأربعاء بأنه تم إلغاء الاجتماع. وفي سياق متصل قالت المصادر إن وزراء المؤتمر الشعبي العام يجتمعون كل يوم اثنين في اللجنة الدائمة ويتم طرح ما يجب إقراره وما يجب رفضه في اجتماع الحكومة كل ثلاثاء ويتلقى وزراء المؤتمر التوجيهات داخل اللجنة الدائمة. واستغربت المصادر توقيت وزراء المؤتمر للتصعيد وخلق أزمة داخل الحكومة، لتصل إلى العملية السياسية، مشيرة إلى أن الخلافات بين وزراء المؤتمر ورئيس الوزراء زادت حدة عقب زيارة باسندوة الأخيرة لتركيا، حيث كان وزراء المؤتمر يعترضون بشدة على ذلك. المصادر أكدت أن من يتزعمون تصعيد الخلافات واختلاق أزمة داخل الحكومة هما الوزير/ يحيى الشعيبي والوزير/ أبوبكر القربي. ويأتي تصاعد حدة التوتر والخلافات داخل الحكومة بالتزامن مع وجود أزمة أخرى تتمثل بفشل مساعي الدكتور/ عبد الكريم الإرياني في تخفيف حدة التوتر وتقليص هوة الخلاف ما بين رئيس الجمهورية المشير/ عبد ربه منصور هادي، ورئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبد الله صالح. وكان الإرياني قد بذل جهوداً كبيرة لتقليص حدة الهوة بين هادي وصالح ونفذ زيارة مكوكية بين الطرفين طوال الفترة السابقة. وبالإضافة إلى هاتين الأزمتين ، ظهرت أزمة ثالثة داخل المؤتمر الشعبي العام ذاته وبين قياداته بعد أن تم إجهاض مطالب العديد من القيادات الوطنية في المؤتمر والمتمثلة بإعادة هيكلة حزب المؤتمر وإزاحة صالح من منصبه كرئيس للحزب وإبقائه كرئيس فخري وانتخاب رئيس الجمهورية/ عبد ربه منصور هادي رئيساً للحزب، والدكتور الإرياني أميناً عاماً، وانعكس إجهاض هذه المطالب وهذه الخلافات أيضاً على عملية التوافق السياسي وتسريع عجلة دورانها بين المؤتمر وأحزاب المشترك من جهة وبين المؤتمر والرئيس هادي من جهة أخرى. من جانبها توجهت عدد من القيادات الوطنية المؤسسة لحزب المؤتمر عبر "أخبار اليوم" باللوم الشديد للدكتور/ الإرياني بسبب ما وصفوه بالمماطلة والتمييع لأهم مطلب تفرضه الضرورة الوطنية والمعطيات السياسية ومصلحة المؤتمر وهو إعادة هيكلة الحزب وإبعاد صالح عن رئاسته. إلى ذلك شنّ المؤتمر الشعبي العام هجوماً لاذعاً على رئيس حكومة الوفاق، وقال موقع المؤتمر نت: إن اللجنة العامة للمؤتمر عقدت أمس اجتماعاً برئاسة الدكتور/ عبدالكريم الأرياني - النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام- واتهمت باسندوة بتواصل رئيس حكومة الوفاق مع أطراف خارج المبادرة الخليجية تملي فيها تلك الأطراف على حكومة الوفاق القيام بجملة من الإجراءات. وانتقد المؤتمر ما وصفه بالتصريحات والخطابات الفجة التي يدلي بها باسندوة، متجاهلاً أنه رئيس وزراء لحكومة وفاق وطني.. مجيراً تمثيله السياسي لليمن لصالح طرفٍ واحد في المعادلة السياسية، ضارباً عرض الحائط ببنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن الدولي. واتهمه أيضاً بالفشل في تأمين الخدمات الضرورية والاحتياجات الحياتية للمواطنين اليمنيين.