تستعد مدينة تعز لاحتضان المؤتمر الوطني الأول للرياضة خلال ابريل القادم تحت شعار "الرياضة اليمنية رؤية جديدة نحو المستقبل " والمؤمل منه تطوير الرياضة في اليمن حسب وزارة الشباب والرياضة. وفي اعتقادي أن هذا المؤتمر سيكون بمثابة الكارثة على الرياضة في اليمن لعدة أسباب منها أن من قام بإعداد معظم أوراق العمل هم المسئولين في وزارة الشباب والرياضة والاتحادات والأندية وبالتالي فالفشل الذي تعانيه الرياضة اليمنية سيستمر طالما والطبيب الفاشل هو من سيعالجها وبالتالي فهم يعرفون مكامن الخلل وليبادروا لإصلاحها ولا داعي للمؤتمر وكل هذه النفقات . ومن الأسباب التي ستجعل المؤتمر فاشل استعانة الوزارة بخبراء من دول شقيقة مستواها في الرياضة ليس أفضل منا ، بمعنى كيف تريد تطبيق تجارب دول مماثلة لك في الفشل .. كما أن الكم الهائل من المشاركين في المؤتمر يدعو للاستغراب فهل اصلاح وضع الرياضة بحاجة إلى أن تحشد الوزارة كل هؤلاء ليناقشوا وضع الرياضة في البلد .. إن إصلاح الرياضة اليمنية لا يحتاج إلى مؤتمرات مثل هذه ونفقات باهضة ستذهب دون فائدة فالرياضيون في أمس الحاجة إلى كل هذه الأموال التي ستصرف على مؤتمر لن يفيد شيئاً بل سيزيد من مآسي رياضتنا وشبابنا .. رياضتنا بحاجة إلى من يخرجها من أوضاعها المأساوية التي تعيشها بسبب جهل قياداتنا الرياضية بأبسط قواعد الإدارة الرياضة فمعظمهم جاءوا من خارج الوسط الرياضي وبالتالي فنحن مازلنا في أسفل السلم الرياضي على مستوى العالم والقارة والمنطقة بسبب إدارتهم الفاشلة . نحن نعرف أن بناء الرياضة يستلزم أن نسير في اتجاهات متوازية تتضمن تأهيل وتدريب الكوادر الرياضية من لاعبين ومدربين وفنيين وحكام وإداريين وبناء المنشآت الرياضية وتطوير التشريعات ، فعملية التأهيل والتدريب للكوادر الرياضية في اليمن يسير كالسلحفاة وبشكل غير علمي وغير مدروس كما أنه لا يوجد لدينا منشآت رياضية وفق المواصفات العالمية والتشريعات الرياضية قديمة ولم يطرأ عليها أي تغيير جذري أو تطوير وفي الوقت الذي فكرنا فيه بوضع لائحة للانتخابات كان من اجل استبعاد فلان من الترشيح والسماح لعلان بالترشح. هناك بعض المقترحات التي أود طرحها هنا على الحكومة ووزارة الشباب والرياضة من اجل تلافي ما قد يسببه المؤتمر ونتائجه من كارثة على الرياضة اليمنية : أدعو الحكومة إلى أن تكون الرياضة في صدارة اهتماماتها وليس في آخر الاهتمامات فحكومتنا الرشيدة غير مهتمة بالرياضة والشباب ، وعلى الحكومة إصدار قرار بفصل الشباب عن الرياضة من خلال إعلان وزارة للرياضة ومجلس أعلى للشباب لأن الوضع الحالي أحد اسباب فشل الرياضة اليمنية وضياع الشباب، فوزارة الشباب والرياضة ضائعة بين الرياضة وبين الشباب وقطاعاتها المختلفة فشلت في النهوض بالرياضة والشباب في اليمن. وإذا أردنا إصلاح وضع الرياضة في البلد فنحن بحاجة إلى تشخيص علمي ودقيق للوضع الحالي للرياضة من قبل خبراء ومختصين وبالتالي وضع الحلول العملية ورفعها إلى الحكومة لتبنيها وهذا لن يأتي إلا من خلال إقامة ندوة علمية يشارك فيها خبراء يتم استدعائهم من اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الدولية المعنية لنقل تجارب دول سبقتنا في مجال الرياضة لنستفيد منها وليس دول فاشلة مثلنا .. وأخيرا هل تعي الحكومة ووزارة الشباب والرياضة معنى الإصرار على إقامة مؤتمر للرياضة بكل هذا الكم الهائل وبهذه المعطيات التي طرحناها عليكم وهي بالتأكيد ستؤدي إلى الفشل الذريع وتخلف الرياضة اليمنية لعقود بسبب الإصرار على الفشل وسيكون المؤتمر كارثي على الرياضة بكل جدارة واستحقاق .