تشهد وزارة الشباب والرياضة هذه الأيام حركة غير طبيعية تصب كلها في اتجاه واحد يتمثل في احتواء الوزير الجديد والسيطرة عليه والكل يحاول أن يظهر نفسه بأنه الفاهم والعارف ببواطن الأمور وكأنه جوزيف بلاتر أو هافيلانج أو حتى سمارانش وكأن خلاص الرياضة من وضعها المأساوي والصعب لن يمر إلا عبره ومن خلال تنفيذ أفكاره هو فقط دون غيره. وربما أن هؤلاء يستغلون صغر سن الوزير وقلة خبرته في العمل الرياضي والشبابي فيعملون على تلميع أنفسهم أمامه كما فعلوا أمام سابقيه فأظلوهم ودمروا الرياضة وخربوها وهاهم يحاولون مع الوزير الجديد الذي اعتقد انه الان يعيش حالة من الارتباك أمام هذا الكم الهائل من النصائح التي تهل عليه مثل المطر. مما لا شك فيه ان تعيين وزير من خارج الوسط الرياضي من الأخطاء التي نقع فيها دوماً والتي سببت لنا كوارث وجعلت رياضتنا ليس في أدنى السلم الرياضي في العالم فقط بل تحت السلم وكأن استجلاب قيادات لوزارة الشباب والرياضة من غير الرياضيين قدر على الرياضة اليمنية بل ان بعضهم يعتبره أمراً مفروغاً منه فهم يرون أن ليس في الرياضيين رجل رشيد يستطيع إدارتها بالشكل المطلوب كما انهم لا يعيرون الرياضة أدنى اهتمام ويعتبرونها مجرد لعب ولهو وتضييع وقت وهذه من الكوارث الكبرى أن يكون فهم قيادات البلاد للرياضة بهذا الشكل وهذه من الأسباب التي أوصلت رياضتنا إلى هذا المستوى المتدني وأضاعت شبابنا وجعلته فريسة سهلة للمنظمات الإرهابية والإجرامية. عموماً وبما ان الحكومة ووزراءها أصبحوا أمراً واقعاً فليس أمامنا سوى ان نقدم لهم النصح والإرشاد من باب الواجب الوطني ونصيحتي الأولى للولد رأفت أن يستقطب مستشارين وخبراء أكفاء في المجالات الرياضية يقودونه إلى الطريقة الصحيحة لإدارة الشأن الرياضي وإصلاح قطاع الرياضة والشباب وأن لا يعتمد على المحوشين والمطبلين وفرقة حسب الله الذي تحدثت عنهم انفاً والذين زينوا لمن سبقه بعقد مؤتمر لتطوير الرياضة خسرنا عليه الملايين ولم يفيد بمقدار الحبر الذي كتبت به توصياته التي تم إعدادها وتجميعها قبل بدء المؤتمر ومن ثم أعيدت إلى الأدراج التي خرجت منها. كما اعتقد ان البداية الصحيحة للاصلاحات الرياضة تبدأ من إيجاد قانون للرياضة يواكب كل التطورات التي يشهدها العالم في قطاع الرياضة وربما ان الوزير لا يعرف ان رياضتنا تسير بلا قانون وأن كل من جاء إلى الوزارة من المسئولين لم يفكروا في إصدار قانون للرياضة ينظم العلاقة بين كافة أطراف العمل الرياضي ويضع الرياضة اليمنية في الطريق الصحيح لتنطلق انطلاقة حقيقية وصحيحة صوب المستقبل. كما اتمنى ان يعمل الوزير الجديد على فصل الشباب عن الرياضة وذلك بإنشاء وزارة للرياضة ومجلس أعلى للشباب أو العكس المهم أن يكون هناك فصلاً تاماً بين القطاعين لخدمة الرياضة والشباب كما اتمنى أن نعمل جميعاً من اجل الوصول إلى الرؤية الصحيحة لتطوير الرياضة في اليمن والاهتمام بالشباب من خلال مشروع علمي يواكب التطورات الهائلة في الرياضة فالعالم يعيش الآن ثورة رياضية ونحن مازلنا في أسفل السلم الرياضي. اليمن اليوم