تشهد المرحلة الثانية والثلاثون من الدوري الإيطالي صراعاً نارياً على المركز الثاني المؤهّل مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا، بين نابولي الوصيف ومضيفه ميلان الثالث على ملعب "سان سيرو" يوم الأحد. ويأمل نابولي في إصابة عصفورين بحجر واحد بحال فوزه، إذ سيبتعد بفارق 7 نقاط عن ميلان ويضمن منطقياً مشاركته مباشرة في المسابقة القارية الأولى، ومن جهة أخرى سيشعل المنافسة على اللقب بحال خسارة يوفنتوس حامل اللقب المتصدّر أمام مضيفه لاتسيو الخامس الإثنين المقبل، إذ سيقلّص الفارق معه إلى 6 نقاط. فبعد سلسلة من خمس مباريات لم يذق فيها طعم الفوز، حقّق الفريق الجنوبي ثلاثة انتصارات متتالية، ولا يزال المُطارد الوحيد منطقياً ليوفنتوس، الباحث عن لقب ال"سكوديتو" التاسع والعشرين في تاريخه. واعتبر مهاجم نابولي المقدوني غوران بانديف، الذي سجّل هدفه الرابع في الدوري الأسبوع الماضي، أنّ العودة بالنقاط من ميلانو لن تكون سهلة: "لن يكون سهلاً إحراز النقاط في سان سيرو، لكنّ الأمر ليس مستحيلاً". ولا شكّ أنّ مهمّة فريق المدرّب والتر ماتزاري الباحث عن لقبه الأوّل منذ أيام الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا عام 1990، ستكون أسهل في المدينة اللومباردية، في ظلّ إيقاف هدّاف الأخير ماريو بالوتيلي ثلاث مباريات بسبب شتمه الحكم المساعد خلال المباراة التي تعادل فيها فريقه مع فيورنتينا (2-2) الأحد الماضي. وأذاع ميلان ثالث الدوري بياناً أكّد فيه أنّه استأنف هذا القرار. وأوضح الاتّحاد في بيان له أنّ بالوتيلي أوقف مباراة واحدة بعد حصوله على 4 بطاقات صفراء، ومباراتين لشتمه مساعد الحكم في نهاية اللقاء مع فيورنتينا. ووجّه بالوتيلي عدّة مرّات عبارة نابية إلى أحد مساعدي الحكم في الملعب، الذي كان يستمع إلى مناقشة ساخنة بين اللاعب وحارس فيورنتينا إيميليانو فيفيانو. وسيغيب بالوتيلي بالتالي عن مباراتين كبيرتين لميلان ضدّ نابولي ويوفنتوس ثم اللقاء المقرّر لاحقاً مع كاتانيا، وذلك قبل 7 مراحل من انتهاء الدوري. وسجّل بالوتيلي 7 أهداف لميلان في 8 مباريات منذ انضمامه في كانون الثاني/يناير الماضي. وفي ظلّ غياب بالوتيلي، سيعود المصري الأصل ستيفان الشعراوي للعب دور الهدّاف في تشكيلة المدرّب ماسيمليانو أليغري، وهو قال: "سيكون ذلك صعباً لأنّ نابولي يملك لاعبين جيّدين، لذا يجب أن نركّز كثيراً. لقد خاب أملنا لإهدار تقدّمنا (2-0) أمام فيورنتينا، لكنّنا جاهزون ويجب أن نركّز على مباراة نابولي". وكان الشعراوي متصدّراً لترتيب الهدّافين قبل قدوم بالوتيلي، لكنّه تراجع الآن إذ يملك 16 هدفاً بفارق هدف عن مخضرم أودينيزي أنطونيو دي ناتالي و6 عن مهاجم نابولي الأوروغوياني إدينسون كافاني. قمّة الأولمبيكو تعد بالكثير في المباراة الثانية على معقل "أولمبيكو" بروما، يواجه يوفنتوس خصمه لاتسيو يوم الإثنين بعد أن خرج كلّ منهما مطأطأ الرأس في المسابقات القارية. يوفنتوس عانى الأمرّين أمام بايرن ميونيخ الألماني وسقط أمامه مرة ثانية (2-0) في ربع نهائي دوري الأبطال، فيما دفع لاتسيو ثمن إيقاف جماهيره في الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" وخرج من رُبع النهائي أمام فنربهشه التركي. وشكّل لاتسيو عقدة ليوفنتوس هذا الموسم فتعادل معه سلباً في ذهاب الدوري في عقرد داره، وأخرجه من نصف نهائي مسابقة الكأس. ويعوّل لاتسيو على فوزه أمام لاعبي المدرّب أنطونيو كونتي، وخسارة ميلان كي يحيي آماله بالتأهّل إلى دوري الأبطال، على غرار فيورنتينا الرابع، الذي يحلّ ضيفاً على أتالانتا الثالث عشر. ورفض مدرّب لاتسيو السويسري فلاديمير بيتكوفيتش التخلّي عن طموح احتلال المركز الثالث: "لا يزال نصف الكوب ممتلئاً. أعتقد أنّ التأهّل إلى دوري الأبطال لا يزال ممكناً". من جهته، اعتبر كونتي بعد الخروج أمام بايرن أنّ يوفنتوس "يمكنه أن يركّز الآن على إحراز السكوديتو"، منتقداً كثيراً تراجع الكرة الإيطالية في السنوات الأخيرة لغياب الدعم المالي عنها. ويغيب عن لاتسيو المدافعان جوزيبي بيافا والروماني ستيفان رادو ولاعب الوسط سيناد لوليتش بسبب الإيقاف، ويحوم الشكّ حول مشاركة المهاجم الألماني المخضرم ميروسلاف كلوزه ولاعب الوسط البرازيلي هرنانيس بسبب الإصابة. ويسعى إنتر ميلان، السادس الذي يعاني من إصابات، إلى تضييق الفارق للتأهّل إلى المسابقات القارية، عندما يواجه كالياري، الذي هزمه مرّة واحدة فقط في 25 مباراة. وفي باقي المباريات، يلعب السبت بيسكارا مع سيينا، والأحد باليرمو مع بولونيا، وكييفو مع كاتانيا، وبارما مع أودينيزي، وتورينو مع روما، وجنوى مع سامبدوريا.