لندن – تعكس مسيرة اليكس فيرغسون كمدرب لمانشستر يونايتد مشوار مات بازبي مع الفريق بطرق عديدة لكن شيئا واحدا سيتوق النادي إلى تفاديه وهو التراجع الذي عانى منه الفريق بعد اعتزال بازبي في 1969. وسيكافح يونايتد ليضمن أن من سيخلف فيرغسون سيبقي على النادي في صدارة كرة القدم الإنكليزية والأوروبية وعدم المعاناة من الفشل النسبي لعقود الذي تلا النهاية الفوضوية لعهد بازبي قبل 40 عاما. وصنع بازبي يونايتد الحديث بعدما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها مخلفة دماراً واسعا لملعب أولد ترافورد ثم قاد نفسه والنادي إلى تخطي كارثة طائرة ميونيخ التي اودت بحياة العديد من لاعبي فريقه المعروف باسم بازبي بيبز (أطفال بازبي) عام 1958 وفي النهاية وصل للمجد باحرازه كأس أوروبا في 1968. لكن يونايتد تراجع سريعا بعد اعتزاله في يناير/كانون الثاني 1969 ليترقى إلى منصب المدير العام للنادي ثم مدير النادي وفي 1974 حدث الأمر الذي كان لا يمكن تصوره عندما هبط الفريق إلى الدرجة الثانية. وبعد ستة أعوام من التتويج بطلا لأوروبا عانى يونايتد من مذلة تجربة اللعب إلى جوار أندية مثل نوتس كاونتي وأولدهام اثليتيك ويورك سيتي في الدرجة الثانية. وحدد الراحل جورج بيست الذي قاد يونايتد بجانب بوبي تشارلتون ودينيس لو إلى مصاف العظماء في الستينات بداية الإنهيار بالليلة التي حقق فيها بازبي طموح حياته بالفوز بالكأس الأوروبية في مايو/آيار 1969. وقال بيست "بالنسبة لمات وبوبي تشارلتون وبيل فاوكس ودينيس لو… لقد فعلوها وبعد ذلك جلسوا وكان من الممكن رؤية الطاقة والطموح يخرجان من النادي الأمر كان بمثابة تصفية شركة عظيمة." وأعلن بازبي اعتزاله يوم 14 يناير/كانون الثاني 1969 في وجود يونايتد بالقرب من مؤخرة الترتيب في دوري الدرجة الاولى القديم. ومع اقتراب عيد ميلاده 60 شعر بازبي بأنه وصل لنهاية عمله وأن يونايتد بحاجة لرجل أصغر سنا لكن لم يكن هناك اي خليفة فوري له. ولم يقترب هؤلاء الذين تولوا المهمة من بعده ويلف مكغينس وفرانك اوفاريل وبعد ذلك تومي دوتشيرتي وديف سيكستون ورون اتكينسون من النجاحات التي حققها بازبي. ورشح دون ريفي مدرب ليدز يونايتد وقتها بشكل فوري ليكون خليفة بازبي لكن الأخير لم يعجبه أساليب لعب ريفي وخططه. وتم الاتصال بسيكستون الذي تولى تدريب يونايتد في النهاية في اواخر السبعينات لكنه لم يرغب في ترك تشيلسي من أجل الانتقال للشمال وعين في النهاية مكغينس الذي كان موجودا في يونايتد كلاعب أولا ثم كمدرب لمدة 17 عاما. وكانت نتائج يونايتد سيئة ومع الوصول لمنتصف موسم 1970-1971 كان قد حقق الفوز في خمس مباريات فقط من 22 في الدوري. وتم أبعاد مكغينس عن الفريق الاول إلى الفريق الاحتياطي وبعد ثلاثة أيام من عطلة عيد الميلاد عام 1970 تولى بازبي المهمة مجددا ساعيا لتدريب الفريق على نحو مؤقت حتى العثور على مدرب مناسب. واستقال مكغينس من النادي بعدها وفي النهاية فقد كل شعره وهو ما شرحه لاحقا كنتيجة لإصابته بالتوتر وهو يحاول اقتفاء اثر بازبي. وكان الرجل الذي أراد بازبي أن يخلف مكغينس هو مواطنه الاسكتلندي جوك ستين الذي قاد سيلتيك ليصبح أول بطل بريطاني لكأس أوروبا عام 1967. واجتمع ستين وبازبي سرا في محطة قطار ووافق ستين على قبول الوظيفة قبل أن يفكر مرة ثانية في العمل في ظل بازبي ليرفض عرض يونايتد. واستمر الإنهيار. وغاب بيست عن المران وعاقبه النادي بالإيقاف وفرض عليه غرامة وكان مستوى يونايتد سيئا وحتى بعد قدوم أوفاريل في بداية موسم 1971-1972 لم يتوقف التراجع رغم البداية القوية للموسم. وفي النهاية وبعد 18 شهرا فقط اقيل اوفاريل في ديسمبر/كانون الاول 1972 عقب الهزيمة (5-صفر) أمام كريستال بالاس. وبعد سنوات لاحقة لم يتذكر أوفاريل أيامه في يونايتد بطريقة جيدة أو الدور الذي لعبه بازبي. وفي مقابلة مع صحيفة ديلي تليغراف في 2008 قال اوفاريل "كان دائما موجودا حيث يستطيع اللاعبون العثور عليه… بعد واحدة من المباريات قال لي إنني كان يجب ان استبعد بوبي تشارلتون." واضاف "في مرة أخرى قال لي إن (قلب الدفاع) مارتن بيوكان (أول لاعب ضمه أوفاريل) مسؤول عن دخول العديد من الأهداف في مرمى الفريق لكني كنت اعرف انها لم تكن اخطاؤه كان بازبي يتدخل دائما." ووضع يونايتد وبازبي ثقتهما في اسكتلندي آخر وهو تومي دوتشيرتي الذي استمتع بالنجاح لاحقا حين جلب لقب كأس الاتحاد الإنكليزي إلى استاد اولد ترافورد في 1977 لكنه لم يستطع منع الفريق من الهبوط للدرجة الثانية في 1974. وكان الضرر الناجم عن الهبوط بعد 36 عاما في الدرجة الاولى ضخما وتأكد بهدف بكعب القدم سجله لو وهو واحد من أعظم لاعبي يونايتد على الإطلاق. وعلى نحو مثير للسخرية أعطى دوتشيرتي الضوء الاخضر إلى لو لترك يونايتد إلى واحد من أنديته السابقة وهو مانشستر سيتي في بداية الموسم. وتم تأكيد فوز سيتي (1-صفر) في استاد مين رود حتى رغم اجتياح مشجعي يونايتد لأرض الملعب وإيقافهم للمباراة مع تبقي خمس دقائق على نهايتها. وكانت هذه آخر لمسة يقوم بها لو للكرة كلاعب في سيتي إذ اعتزل في نهاية الموسم. وبدأ يونايتد فقط في استرداد سنوات المجد عندما جاء فيرغسون في 1986 رغم أنه انتظر حتى عام 1993 ليحرز لقب الدوري لأول مرة منذ فاز به بازبي في 1967. وفي الوقت الذي جاء فيه فيرغسون كان بازبي يقترب من عامه 80 ورغم أنه كان لا يزال حاضرا بأنتظام كرئيس للنادي إلا أنه لم يكن له اي تدخل مباشر على المستوى التدريبي باستثناء منح فيرغسون العديد من النصائح الأبوية. وعندما تجاوز فيرغسون حاجز 24 عاما في قيادة يونايتد في ديسمبر/كانون الاول 2010 تحدث باستفاضة عن ناصحه المخلص. وأبلغ فيرغسون صحيفة الغارديان في ذلك الوقت "بطريقة ما كان من المخجل اني اتيت في الجزء الأخير من حياته." وأضاف "لكن في الجانب الاخر كان من الرائع أنه كان موجودا هنا واعتدت على الدخول في مناقشات عديدة جيدة معه كان المرء يعرف دائما أنه موجود في المبنى لأنه كان من الممكن أن تشم غليونه." وتابع "كنت أجلس لأتناول كوبا من الشاي واتناقش معه كلما سنحت لي الفرصة كان رجلا جميلا يحرص دائما على منحي التشجيع." ويجب أن يضمن يونايتد أن ايا من سيخلف فيرغسون في مقعد الرجل الاول خارج الخطوط حيث سيواجه مدرج اليكس فيرغسون الموجود عليه أسمه بحروف حمراء كبيرة فانه سيستطيع أن يقول الكلام ذاته. وفي هذه المرة مع ذلك سيرغب يونايتد في أن تبدأ هذه العلاقة على الفور وليس بعد سنوات عقب تراجع آخر وسقوط لا يمكن تخيله نوعا ما من على قمة كرة القدم.