اذا أردا مسؤولو نادي الزمالك، وجهازه الفني أن يعرفوا سبب أول خسارة هذا الموسم، عليهم أن يسألوا أحمد الشناوي، حارس مرمى الفريق "المقهور". امتاز الزمالك منذ مطلع هذا الموسم بما افتقده خلال سنوات سقوطه الستة الماضية، امتاز بال"عدل وروح الفريق" الواحد، وحينما غابا سقط الفارس الأبيض وتذوق طعم الذل بعدما كان أبعد ما يكون عن حلقه. والحقيقة أن بتروجيت لم يكن يستحق الفوز على الزمالك، وكان راضيا بالتعادل، إلا أن الأمر لم يكن سوى عقابا سريعا من الله على خطأً كان جسيما. دعونا أولا نرى مبررات الجهاز الفني للزمالك ولاعبيه لتلك الخسارة: طبيعة كرة القدم.. هذا ما قاله فييرا، نعم لا أحد يفوز في كل مبارياته، لكن هذا قول حق يراد به باطل، والبرتغالي يعرف جيدا أن هذا ليس السبب. الإرهاق والإجهاد.. هما "الحيطة المايلة" في سقوط أي فريق مصري، وطبعا الزمالك لم يكن مجهدا ولا غيره فاللاعبين حصلوا على راحة بعد العودة من اثيوبيا، ومعدل ركض الفريق خلال المباراة كان طبيعيا مقارنة بمبارياته السابقة في الدوري. غياب الأساسيين.. عذر أقيح من ذنب فكل من لعبوا بالأمس أسماء تم شرائها مقابل أموال باهظة سواء موندومو أو إسلام عوض أو حمادة طلبة، وبقية اللاعبين هم نجوم الفريق الأساسيين. لجنة المسابقات.. إداري فريق الزمالك الذي يتحدث أكثر مما يتنفس قال أن اتحاد الكرة هو السبب في الخسارة لأنه لم يؤجل المباراة، وعليه أن يتذكر أن ما انطبق عليه ينطبق على الأهلي الذي حقق فوزا على فريق أقوى بعد 48 ساعة من مواجهته الأفريقية. التركيز.. خرج من يقول أن اللاعبين فقدوا تركيزهم بسبب عدم صرف مستحقاتهم، على الرغم من أن الفريق يلعب في هذه الظروف منذ مطلع الموسم. كل هذه المبررات الخمسة مجرد أكاذيب، وكلام "فض مجالس"، فالحقيقة الوحيدة في خسارة الزمالك هي غدر الجهاز الفني بقيادة فييرا بأحمد الشناوي بعدما وعدوه بالمشاركة أساسيا، رحيل اللاعب قبل دقائق من المباراة خلق حالة من القلق والتوتر داخل الفريق. انشق الصف بعدما كان واحدا، فييرا استسلم لإرادة حارس الفريق الأول الذي لا يرى إلا نفسه، فخسر احترام الجمهور واللاعبين، وأُدرك جيدا أنه على يقين من أن ما فعله بالحارس الشاب هو عقاب فوري من الله على خطيئته التي تقترب من "الكبائر".