حينما تقرر أن تتدين بدين ما يجب أن تلتزم بتعاليمه، فلا يصح أن نأخذ ما نريد ونترك ما لا يعجبنا، ثم نخرج لوسائل الإعلام لنتحث عن تديننا. هذه هي أزمة الثنائي ستيفان الشعراوي لاعب ميلان الايطالي ذو الأصول المصرية والفرنسي فرانك ريبري لاعب بايرن ميونخ الألماني، وكلاهما مسلم وحريص على إظهار ذلك بتصريحات صحفية فقط، أما في الوقع فكلاهما بعيد عن دينه. وبطبيعة الحال، نحن لا نمنح أنفسنا حق شق قلوب الناس لنعرف ما بداخلها، لكننا في النهاية نُعلق على تصرفات تستفذنا كما تستفذ غيرنا دون شك. الشعرواي خرج في تصريح رائع نهاية كانوا الأول/ديسمبر الماضي أكد فيه أنه لا يحتفل بأعياد الكريسماس لأنه مسلم، بالطبع التصريح أثلج صدور ملايين المسلمين حول العالم. بعد أيام قليلة بدأت الفضائح الجنسية للاعب ذو الأصول المصرية، تتكشف الواحدة تلو الأخرى، فيدخل في علاقة مع فتاة، ومنها إلى الثانية ثم تُلتقط له صورا يُقبل أخرى ويظهر معها في أوضاع حميمة جدا، وأخيرا انكشفت علاقته بفتاة أفلام إباحية رغم أنه على علاقة معلنة بصديقته استر!. عن أي إسلام كان يتحدث الشعراوي، إنه دين يخصه وحده، هو من يعرف قواعده ويسير عليها وفقا لأهوائه. واتحفنا الفرنسي فرانك ريبري مؤخرا بالركض خوفا من إلقاء الخمر عليه أثناء احتفالات البايرن بالبوندسليغا، فاللاعب تشاجر مع زملائه لأنه مسلم لا يتناول الخمر!. ريبري نفسه كان قد أقام علاقة غير شرعية مع فتاة قاصر تدعى زاهية الجزائرية، قبل عدة سنوات ومازال مهددا بالحبس بسببها حتى الآن!، هل الاسلام يبيح الزنا ويمنع تناول الخمر والاحتفال بالكريسماس!!. واذا ما تغاضينا عن ذلك، فريبري سمح لنفسع بتقبيل زوجته أمام الملايين خلال مباراة بايرين وأرسنال بربع بثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، فهل هذه هي تقاليد الإسلام؟!. ريبري والشعراوي ومن قبلهما المصري محمد زيدان الذي احتفل مع زملائه في بروسيا دورتموند بالدوري نهاية الموسم الماضي بشرب الخمر، جميعم لا يمثلون إلا أنفسهم وربط تصرفاتهم بالإسلام شيئ مهين جدا لذلك الدين الحنيف. أيا كان اللاعب وأيا كان اسمه، فلا يصح أن يُقدم أمام العالم على أنه سفيرا للإسلام، فقط لأنه لم يحتفل بالكريمساس أو رفض تناول الخمر. والأمر لا يتعلق بعادات وتقاليد تختلف من الشرق إلى الغرب، فكم من لاعبين مسلمين كانوا خير سفراء لدياناتهم على قدر إختلافها، وعلى سبيل المثال وليس الحصر فريدريك كانوتيه ويايا توريه وديمبا با كمسلمين وريكاردو كاكا كمسيحي، فمتى كانت آخر فضيحة أخلاقية مست هؤلاء!.