كلما ابتعدنا عنه.. فرض قربه منا.. وكلما رأيناه ابتعد وتوارى عن المشهد الكروي.. وجدنا حال الكرة اليمنية في سفال.. والمستوى الفني فيها إلى زوال.. والاضطراب والفوضى تنتشر في إدارة المسابقات المحلية.. فهو نادٍ كبير.. وعنوان أكبر لفريق طموح.. يتطور بتطور كرة القدم في بلادنا.. ويتأثر سلباً بتقهقرها.. إنه الامبراطور الصنعاني.. أهلاوية صنعاء.. الوحيدون الذين تراهم جميعاً يحتشدون ضد بعضهم ومع بعضهم وعلى بعضهم من أجل الأهلي.. لاصيت لهم سيء.. ولا جدال ولا رغي ولا كثرة هدار في الجرائد والقنوات مثل غيرهم.. لم يصلوا إلى المحاكم ولا النيابات.. يتناصحون يتناوشون.. يتصارعون على الطاولة.. وتفصلهم جدران القلعة الأهلاوية عن العالم الخارجي.. فهي تجمعهم كالبرلمان!! إذا أصيب الامبراطور بوعكة.. فاعلم أن خللاً ما في منظومة مسابقة الدوري.. وإن اشتدت أوجاع الأهلي الصنعاني, فلا شك أن كرة القدم عندنا تمشي الهوينى.. أو تراجعت فهي تحبو كطفل يطمح أن يقف على قدميه, فيقع.. وكلما حاول وعاود المحاولة يخفق فيقع مرهقاً منهكاً, قد نال منه اليأس نصيباً عظيماً.. فتأخر نجاحه في انتصاب قدميه،لأنه فشل في الإيمان بقدرته على الفوز.. وكانت المحفزات وعوامل الدعم معدومة.. أهلي صنعاء.. فريق كبير.. استحق بجدارة لقب «الامبراطور» كونه الفريق اليمني الوحيد الذي لم يسقط في الدرجة الثانية.. وهو أكثرها إحرازاً للألقاب الذهبية والفضية والبرونزية في بطولتي الدوري والكأس.. لذا اعتبرناه من الفرق التي يُقاس عليها تقدم أو تخلف كرة القدم عندنا.. فإذا شاخ أو هرم هذا العملاق فإن الدوري يتأثر سلباً, وعندما يقدم لاعبوه الأفضل يرسمون التفاؤل على المستوى الفني للمسابقة المحلية الأولى..