هل يوجد لدينا نادٍ يمني يمكن أن تنطبق عليه عملياً خصائص النادي المؤسسي كما هو متوافر في الأنموذج بالدول العربية.. من ناحية المنظومة المتكاملة الإدارية والفنية والنهج المتبع في النظام الداخلي وتسيير المناشط والعلاقات العامة والفكر الكروي المتقدم والمتطور..؟ بصراحة من الصعب الحصول تحديداً على نادٍ يمنيٍّ تتوافر فيه معايير النادي المؤسسي بصورة كاملة وغير مبتسرة.. إنما إذا بحثنا فلن نتعب في الوصول إلى النادي الأقرب إلى الأنموذج المؤسسي في العقدين المنصرمين من ناديين أحدهما التلال بتاريخه وثقله وثانيهما أهلي صنعاء بتاريخه وثقله.. لكننا في الوضع القائم نؤكد أن أهلي صنعاء يكاد يكون النادي الوحيد في اليمن الذي يمتلك مجمل المعايير وليس كلها التي تدفعنا للحديث عن أنموذجية هذه المؤسسة الرياضية في اليمن.. فهو محلياً حافظ على سجله الذهبي والفضي والبرونزي الرائع.. وبسط نفوذه بالأغلبية على نظرائه في العاصمة صنعاء ومنافسيه في كل المحافظات من حيث خلو مسيرته من الهبوط إلى الدرجة الثانية.. وكذا لتحقيقه أفضل الأرقام القياسية في الانتصارات خلال أكثر من عقدين مضت من عمر مسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم.. بعدما خفت وهج منافسه التقليدي الوحدة الصنعاني في الديربي.. وانحسار المدّ الأحمر لتلال صيرة منافسه في الكلاسيكو الكبير, منذ هبوطه للدرجة الثانية قبل أكثر من عقد. لا يحتاج الامبراطور الصنعاني إلى مزيد من تسليط الضوء عليه ليبرهن على أنه مصنع للأبطال ومنتج للنجوم جيلاً بعد جيل، فالواقع الكروي يبرز للعيان أن قلعة الأهلي في باب اليمن تمتاز وتنفرد بتخريجها لاعبين من طراز فريد، وانضم إلى صفوف فريقها الكروي عمالقة الكرة اليمنية الذين زخرت بهم المنتخبات الوطنية، ولا حاجة أيضاً لسرد الأمثلة لأن الذين ينصفون وهم موضوعيون لن يتعسر عليهم تعداد أجيال الزمن الجميل للأهلي الصنعاني قبل إعادة الوحدة وعقبها منذ مايو العام 1990م.. فهو البطل المتوج الأكثر في البطولتين المحليتين الدوري والكأس، ناهيك عن حضوره على المستويين العربي والآسيوي في المشاركات القارية والودية والإقليمية.. ورصيده من المشاركات هو الأعلى من الأندية اليمنية.. ولاعبوه والمحترفون فيه هم الأكثر تأثيراً وفاعلية في بطولتي الدوري والكأس ومع المنتخبات الوطنية، ولا يعني هذا انتقاصاً من اللاعبين في الأندية الأخرى، ولكننا قصرنا الحديث هنا عن نجوم أهلي صنعاء وكوادره واللاعبين المحترفين فيه وإن قدموا من أندية أخرى في بعض الحالات لكنهم لمعوا وتألقوا في صفوف الأهلي العاصمي أكثر من أنديتهم وأتموا مشوار حياتهم الكروي في صفوفه وأبرزهم الكابتن معاذ عبدالخالق الحارس العملاق صاحب الرصيد الكبير في اللعب كحارس مع الامبراطور مع أنه قدم من فريق في أبين. موسم استثنائي «ماتش» تابعت خطوات العملاق الأحمر خلال الدوري العام هذا الموسم والاستعدادات للفريق الأهلاوي قبل خوض البطولة الجارية لدوري أندية النخبة، ووجدت أن إدارة الامبراطور مصممة على جعل هذا الموسم استثنائياً رغم الصعوبات المالية التي أوضحها نائب رئيس مجلس الشرف الأعلى للنادي الأهلي بصنعاء الشيخ يحيى الحباري في مناشدته حكومة بحّاح لدعم الأندية، التي طالب فيها الوزارة الرياضية للعمل من أجل دعم الأندية الرياضية كون الالتزامات بعد تطبيق معايير الاحتراف قد أثقلت كواهل الإدارات في الأندية ومنها أهلي صنعاء.. ومن هنا فإن الفضل في الاستقرار الإداري والمالي في هذه القلعة الحمراء يعود النصيب الأكبر فيها لمنظومته الإدارية التي يعتمد على الإسناد الدائم والدعم المتواصل من مجلس الشرف الأعلى، ولعل أكثر الشخصيات الأهلاوية حرصاً وحباً ودعماً لهذا النادي هو الشيخ يحيى الحباري رجل المال والأعمال الرياضي الأهلاوي الذي ما بخل طوال مسيرة النادي من الوقوف سنداً للإدارات المتعاقبة مادامت تعمل في مصلحة النادي. الامبراطور الصنعاني دخل سبع سنين في فترة فتور, فيما يخص إحرازه بطولة الدوري العام لأندية المحترفين, عقب حرمانه من اللقب بقرار مجحف لاتحاد العيسي الحالي, الذي منحه لفريق هلال الحديدة, عطفاً على مهزلة أعدتها لجنتا الحكام والمسابقات في المباراة الحاسمة التي كان يحتاج فيها أهلاوية صنعاء إلى الفوز بها أو التعادل.. فأصدرت هاتان اللجنتان فرماناً عيساوياً هلالياً.. كان بمثابة محاباة واضحة لنادي الشيخ أحمد العيسي الذي يرأس الاتحاد العام للكرة وإدانة لهما بافتقاد أعضائهما للنزاهة والحياد..ومع ذلك أحرز الأهلي الصنعاني بطولة كأس الرئيس في ذات الموسم بقيادة الكابتن الأهلاوي محمد اليريمي مدرب الفريق حينها.. والذي ردّ مع الإدارة واللاعبين وداعميه على القرار الظالم للاتحاد بضربة قاضية أكدت استحقاق هذا النادي العملاق للجمع بين لقبي الدوري العام والكأس وقتها. انسجام .. ولاء .. وحكمة ومعلوم أنه بعدما نال بطولة الكأس في النسخة الثانية عشرة عملت خلالها إدارة الأهلي الصنعاني على تجديد الفريق الكروي واهتمت بالفئات العمرية (شباب وناشئين وأشبال وبراعم) إلى جانب استكمال مشاريع النادي الاستثمارية لتأمين وضمان الثبات للمداخيل المالية لتحسين موارده وتقوية صفوفه ومواجهة الالتزامات تجاه ألعاب الأهلي العاصمي.. ولما ولجت بلادنا عهد الفتور والاضطرابات السياسية تأثر الامبراطور سلباً بالواقع المتأزم في البلاد لكنه حافظ على رونقه وتماسك بيته الداخلي، ونجح في تخطي الأزمات التي اكتسحت أندية الدرجة الأولى بما فيها بطل النسخة الماضية الصقر الحالمي الذي هبط للدرجة الثانية نتيجة تخلفه عن حضور المباريات ولخلافات رؤاه مع توجهات الاتحاد العام. كما أن الامبراطور الصنعاني حورب من جبهتين داخلية وخارجية للإطاحة به وكسر هيبته إلا أن الانسجام الذي برز في أداء إدارته وامتاز به أبناؤه وجماهيره الواعية وجمعيته العمومية المتفهمة، ناهيك عن الحب العظيم والولاء الكبير الذي يتمتع به مجلس الشرف الأعلى للأهلي الصنعاني ووقوفهم معه في السراء والضراء والسياسة الحكيمة لإدارته التي تعرضت للنقد البناء تارةً والنقد المندفع والمدفوع تارة أخرى لم تنشغل بالمعارك الجانبية ومكثت تعمل وتوطد أركان المؤسسية في هذه القلعة التي يفاخر بها الجماهير اليمنية في الداخل والخارج. الحباري: الامبراطور يواصل المساعي للفوز باللقب أكد الشيخ يحيى الحباري، نائب رئيس مجلس الشرف الأعلى للنادي الأهلي الصنعاني أن الامبراطور هذا الموسم سيواصل مساعيه لتحقيق البطولة وإعادة الفرحة للجماهير واللقب لخزانته.. مضيفاً في تصريح خاص ل”ماتش”: إنه رغم التعثر في بعض المحطات لكنها لم تجلب له الإحباط فاستعاد التوازن.. وقال الشيخ الحباري: الحمدلله النادي الأهلي يستمر أيضاً في استكمال بناء المشروع الاستثماري الذي نقدم الشكر هنا للأخوين أمين العاصمة عبدالقادر هلال وأمين عام المجلس المحلي أمين جمعان لإقرارهما استكمال المشروع الاستثماري الأهلاوي مثله مثل الأندية بالأمانة.. وأشار الحباري إلى أنه قد اتخذ نهج الدعم للقلعة الحمراء بكل قوة وأن الأهلي يسير في الاتجاه الصحيح في كل الألعاب.. وأوضح نائب رئيس مجلس الشرف الأعلى للامبراطور: رغم ما يكتنف مسيرته من أخطاء تحكيمية تطاله لكننا نلتزم بقرارات الاتحاد العام وإن كانت جائرة إضافة إلى أن لاعبي الأهلي الذين انضموا إلى المنتخبات قد أثروا أحياناً على بعض النتائج لكنه استعاد توازنه لاحقاً وواصل التفوق على الظروف التي فرضت عليه.. واختتم بقوله: باسم النادي الأهلي أنقل التعازي للواء عبداللاه القاضي بوفاة نجله محمد القاضي الذي رأس إدارة أهلي صنعاء وترأس الاتحاد اليمني لكرة القدم وكان عهده أفضل فترة للكرة اليمنية على المستويين المحلي والدولي. العلفي: الامبراطور مؤسسة رياضية وحصينة من الداخل وإذا تابعنا النجاحات التي يحققها هذا النادي الأنموذجي على مستوى البطولات المحلية فسنجده أيضاً متميزاً عن غيره من الأندية، ففي حديثه الخاص مع «ماتش» أكد الأخ حمود العلفي نائب رئيس النادي الأهلي بصنعاء أنه لا توجد لعبة من الألعاب الفردية والجماعية إلا وأهلاوية صنعاء متواجدون فيها ومنافسون على ألقابها أو نالوا بطولاتها.. وأضاف: إذا تجاوزنا كرة القدم فسنجد أن ألعاب الظل جميعها تقريباً والقوى والكاراتيه للأهلي الصنعاني حضور قوي فيها، مما يشير إلى أن هذا النادي كبير سيبقى كبيراً.. وأوضح العلفي أنه من خلال الرصد والمتابعة يجمع المراقبون والمتابعون والمحللون الرياضيون على امتياز الامبراطور الصنعاني وتفرده بقوة إدارته على تعدد وتنوع الشخصيات التي تسند إليها الأعباء والمهام، وأنه مهما ظهرت من إشكالات تنذر بوقوع خلافات جائحة وقاصمة للنادي إلا أن الإجماع في الإدارة وانضباط الجميع تحت مظلة المصلحة العليا للنادي يؤكد مؤسسية الامبراطور كنادٍ رياضي وهذا بدوره يعطي الجماهير الأهلاوية الاطمئنان على قلعتهم بأنها شامخة وحصينة من الداخل. وأردف نائب رئيس نادي أهلي صنعاء: هكذا فالنادي الكبير يبقى كبيراً والامبراطور لم يستحق هذا اللقب إلا لأنه جدير به، فالامبراطور لن يستأهل هذا الوسام الرفيع ما لم يكن إداريوه ومجلس الشرف الأعلى فيه ولاعبوه وجماهيره وأنصاره ينتمون إلى طراز رفيع، لا يأبهون للمزوبعي ، ولا يخنعون للمدلهمات العظام التي تداهمهم أكانت من فعل الدخلاء أم من حياكة المتربصين والحاقدين والحاسدين. ونفى العلفي أن يكون هناك أية خلافات مع مدرب الفريق الكروي الأول لأهلي صنعاء السوري محمد ختّام، مشيراً إلى أن هذه الأخبار المفبركة تدخل ضمن فبركات تنسجها ماكينات الهدم وتثبيط العزائم لتبث الأراجيف ضد هذا النادي المؤسسي بغية التأثير على استقراره، فيحيكون الدسائس لينالوا من أبناء القلعة الحمراء، ويبتغوا الفتنة والبلبلة وزرع القلاقل فيه فخابت مساعيهم سابقاً، وسيجنون الحسرة والخزي والاندثار إن شاء الله.. وسيبقى الامبراطور شامخاً. واختتم نائب رئيس نادي أهلي صنعاء حديثه ل«ماتش» قائلاً: على الرغم من التنافس الشرس هذا الموسم وتقارب النقاط بين الأهلي الصنعاني وشعب إب والصقر والتلال وغيرها من فرق المقدمة إلا أن إدارة الأهلي الصنعاني بجميع أعضائها والفريق والجهازين الفني والإداري يعملون بجدّ واجتهاد ونطمح فعلاً هذا الموسم لإحراز اللقب إن شاء الله، وإن تخلل المهمة صعوبات فإن الأهلي سيناضل حتى اللحظة الأخيرة كي يستعيد أحقيته في بلوغ منصات التتويج كبطل للدوري العام وكطموح مشروع له مثله مثل الأندية المتنافسة معه والأمل بالله كبير.
