ليس يوما عاديا ذلك الذي قضيناه في السجن المركزي بصنعاء ..ولا تستغربوا وتقولوا لماذا السجن .. فقد وضعنا مرعب الحراس السابق وأمين عام اتحاد الرياضة للجميع عصام دريبان أمام خيار وحيد وجدنا فيه أنفسنا في السجن !. - ذهبنا صباح يوم عيد الوحدة ( 22مايو) إلى السجن ووصل الباص الذي يحمل نجوم الزمن الجميع من رواد الأمانة .. ووصل معه بعض الإعلاميين والبعض الآخر جاء بسيارته الخاصة .. ولم اتوقع أن يحضر هذا العدد من الناس .. خصوصا للسجن المركزي . - لا أخفيكم أن علامات الاستغراب اعتلت وجه كل من حضر .. وكانت اعيننا تقفز باتجاه كل باب يفتح لترى ماذا يوجد هناك فنحن نعرف أن السجن المركزي يضم أخطر الناس .. القتلة .. واصحاب الجرائم .. واكيد بعض المظلومين .. كان هناك ثلاث بوابات ، فبعد دخولنا من البوابة الأولى .. صرفت لنا بطائق الدخول في البوابة الثانية ، وقيل لنا هذه البطائق هي من تميزكم عن المساجين .. فخاف كل واحد منا على بطاقته وكأنها طوق نجاه. - دخلنا بعد أن اخذنا البطائق ووصلنا إلى الساحة الداخلية ووجدنا ملعبا لكرة القدم و(العشب) فيه أفضل حالا من ملعب الظرافي ..وكنت في هذه اللحظة أسأل نفسي ماذا لوكان مدير السجن مديراً لمكتب شباب ورياضة الأمانة أو مسئولاً وزاريا .. وقمنا بتركيب الشباك وتنظيف الملعب من الاحجار الصغيرة .. خرج فريقان احدهما بالأحمر وهو فريق (الاحداث ) أي المسجونين تحت السن القانوني .. والآخر بالأبيض وهو فريق الكبار .. اختلطنا معهم وتبادلنا اطراف الحديث والضحكات تعلو المكان ونسينا أننا في (أبشع مكان ) ولعبنا مباراتين معهم وخسرنا من الاحداث وتعادلنا مع الكبار .. ولعبنا الالعاب الشعبية معهم ( شد الحبل ) غلبونا بسهولة .. والقفز بالشوالات .. ما اسرع خطواتهم ؟!. - بقي أن نلعب كرة طائرة وتنس طاولة .. ومكان اللعبتين في الساحة الداخلية بجانب العنابر (سكن المساجين ) .. فمنع دخولنا خوفا على سلامتنا .. ولكن بعد التواصل مع مدير عام الاصلاحية مطهر الشعيبي اعطى التوجيهات بالسماح لنا وهو من رافقنا فوجدته مثالياً وانموذجا للمسئول المتفاني والحريص وهو ما كنت أسمعه من زميلي نائب مدير الإدارة عبده مسعد. - تم اختيار عددا منا وهم الراغبين في الدخول وكثيرون ترددوا .. لعبنا اللعبتين .. وغادرنا بعد أن تركنا ذكرى هناك وهي زيارتنا في يوم عيد والفانلات التي لعبنا بها وزعناها على المساجين . - ولكنهم تركوا فينا ذكرى أجمل .. كلماتهم .. ابتساماتهم .. أملهم المحبط بين جدران السجن .. وندمهم الذي أكدوا به سوء ما اقترفوه من وراء الصحبة السيئة!. - هناك وجدنا كثيرا من المظاليم وعرفنا أن الأخطاء تقود إلى العقاب وهي فرصة من خلال هذه الزاوية أن أوجه النداء للشباب الذين نشاهدعم في السنوات الأخيرة وقد ذهب كثير منهم إلى الضياع بسبب سوء التربية أو الصحبة غير الصالحة التي تقود للجرائم والمخدرات والمحرمات وهو ما يجعلني أكثر حرصا على أن انصح الجميع بالإبتعاد عن الصحبة السيئة والإقتراب من الله عزوجل والحرص على التعليم والسير في خط مستقيم تجنب الشلل السيئة فكل ذلك نهايته السجن والندم وربما ساحة الإعدام. واتسأل ..مادور وزارة الشباب والتعليم والاوقاف والإعلام تجاه الشباب وهم الشريحة الأكبر في المجتمع اليمني وهناك الكثير من الشباب يضيعون وتنتهي حياتهم بسبب عدم وجود التوعية والتعليم والنصح والتوجيه والفعاليات والأنشطة المفيدة ومادور وزارة الخدمة وأعداد كبيرة من الشباب يعيشون في بطالة ومؤهلاتهم جامعية؟. - شكرا لاتحاد الرياضة للجميع على رسالته الهامة .. فالزيارة لم تكن بغرض الرياضة فقط .. بل هدفت إلى تلمس أوضاع السجناء وتوجيه النصائح .. وإعادة الأمل وتوجيه رسالة لبقية الشباب مفادها انتبهوا واحذروا من المخاطر ومما يضعكم عرضة للضياع.