سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وجدان شاذلي: رياضة الوطن مازالت محتفظة بسلبياتها.. وتحتاج لعقود طويلة لتغير من واقعها!! .. مستقبل وجد وعادل ينسيني كل شيء.. وأتمنى من الله أن يكون نصيبهم أفضل مني!
حين يكون الحديث عن الأداء الجميل والسهل الممتنع في كرة القدم اليمنية في سنواتها الجميلة، وخصوصا في عدن حيث صنع التاريخ الرياضي اليمني يكون النجم ذائع الصيت "غزال كرة القدم" الكابتن وجدان شاذلي في واجهة ذلك الحديث وفقا لما تميز به في تاريخه الطويل مع كرة القدم والنجومية لسنوات طويلة. هذا النجم فرضت عليه ظروف معينة في سنوات ماضية غادر البلاد بسببها ليبحث عن ملاذ آمن له ولأبنائه في وجه عاصفة صنعها البعض، وساهمت فيها ظروف قاسية كانت تكتسي بها حياته وأسرته في ظل غياب الوظيفة.. ليغادر مكرها، ويطوي السنوات الطويلة بعيدا عن الأهل والصحبة والأحبة ومواقع الرياضة التي تحتاج لأمثاله. "أخبار اليوم الرياضي" نالت الشرف لتزور النجم الغزال وحاورته في عدد من المواضيع.. وخرجت بالسطور القادمة. * كابتن.. حمدا الله على السلامة.. نورت عدن واليمن.. تُرى هل هي زيارة طويلة أم عابرة؟ - الله يسلمك.. شكرا لوجودكم معي.. هي زيارة للأهل والأصدقاء والأحبة. * بعد سنوات العطاء ومشاوير التألق.. أين أنتم اليوم؟.. وما هي الروابط بينكم وبين كرة القدم والرياضة لو استثنينا الذكريات؟ - الرابط بيني وكرة القدم أزلي يجري في دمي.. فأنا أتابع كل صغيرة وكبيرة، وأحيانا أقوم بكتابة بعض المواضيع الخاصة بكرة القدم.. ولأني أحس أنني خلقت للرياضة، فسأظل جزءً منها عبر اتجاهاتها المتعددة، وها أنا اليوم أعيش مشوارا آخرا مع كرة القدم عبر فلذتي كبدي وجد وعادل.. وسأكون خلفهما إلى آخر لحظة في حياتي ليكونا عنقودين جديدين أكثر زهو في الشجرة الشاذلية التي ترتبط بجذور في عمق رياضة الوطن. * كابتن.. عدن كانت رياضية بجودة وإحساس ونقاء وحضور لا يقارن.. اليوم لم تعد كذلك!.. هل باستطاعتك تشخيص ذلك لنا لنستفيد؟ - عدن مهد كرة القدم اليمنية، أخرجت نجوم لا يتكررون، لكنها تأخرت وتراجعت كثيرا للإهمال التي فرضت عليها وقلة الدعم، وعشوائية العمل الإداري ، والتطفيش المنظم لكوادر الرياضية!. * مازال الحديث عن عدن.. وبحكم أنك وحداوي.. ناديك أصبح في وضعية لا تليق بتاريخه الطويل.. ناديك الذي صنعتم بعطاءكم وبطولاتكم تاريخه.. ماذا تقول؟ - وحدة عدن أحد أعرق الأندية اليمنية أصبح أطلالا، وهو أحد أندية عدن التي مورس في حقها كل الإجحاف والتهميش من عشرين سنة مثله مثل باقي أندية عدن التي أحيك ضدها مؤامرة محكمة من أجل أن تصل إلى الإفلاس الرياضي الذي نراه اليوم. * كابتن.. لو عدت وطلبت منك تشخيص كرة القدم اليمنية وأحوال رياضتنا التي أدمنت البقاء في الدائرة نفسها؟ - فعلا كرة القدم اليمنية تدور في حلقة مفرغة والأسباب كثيرة نحن بحاجة إلى إدارة محترفة كرة القدم، حيث أصبحت الإدارة علم، ونحن بحاجة إلى دوري محترفين، وكذا بحاجة إلى الاهتمام بالنشء، وبحاجة إلى خطط وبرامج مستقبلية، وموارد ومال حتى نستطيع نسير بخطى متقدمة، وعلينا أن ننتشل وضع لاعب كرة القدم من خط الفقر.. ماذا نطلب منه أن يقدم في زمن فيه الكرة احتراف ومال.. نحن في أمس الحاجة لإدارة محترفة. * بعد سنوات في الغربة وإطلاعك على بعض تفصيل المشهد الرياضي المختلف هناك.. كيف يمكن أن يكون لنا شأن مختلف؟ - لا أحب أن أقارن بيننا وبين أوروبا لأني أعيش في بلد أوروبي، لأن الفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض، ولا يوجد وجه مقارنة. * قيل سابقا بأن وجدان غادر البلاد بعدما عانى الإهمال وبعض التعسفات.. هل لي أن أعيدك إلى تفاصيل تلك الجزئية؟ - أخي خالد ما في لاعب تعرض للظلم والإجحاف مثلي.. حتى وصلت الأمور إلى التخوين، حتى أن أحد هددني وآخر اتهمني من بقايا الانفصاليين، مع أني لست سياسي ولا أنتمي لأي حزب، ولكنها العقليات، لذا فضلت أن اعتزل وأترك البلد. * كابتن كيف تشعر وأنت في الجميلة عدن؟ - عدت إلى عدن لأني بدونها لا أجد نفسي أبدا، هنا أشعر بالحب والاحترام والتقدير من كافه الناس الدين يحبوني بصدق، وبادلتهم الاحترام والحب، وهنا أشعر بوجودي ومكانتي. * كيف تنظر إلى ما يحصل لمنتخباتنا؟.. وأين ترى الخلل في توالي السقطات وبقاءنا حيث نحن؟ - مشكلتنا الأساسية ليست في المنتخبات الوطنيه مشكلتنا في الأندية، وإذا مستوى اللعبة ضعيف أكيد ستنتج دوري ضعيف ومنتخب باهت!. * كابتن.. لاعب الأمس موهوب بالفطرة.. اليوم لماذا لم تعد الموهبة تتوهج إلا قليلا؟ - لاعب اليوم مظلوم في ظل الأوضاع المحيطة سياسية واقتصادية، والتي تنعكس بكل تأكيد عن الرياضة بشكل عام، ومع ذلك هناك ميزات كانت موجودة في لاعب الأمس لا توجد في لاعبي اليوم، وهو الحب والإخلاص والروح القتالية والأخلاق الحميدة. * متى سنكون قادرين على امتلاك أدوات أخرى تنقلنا إلى مصاف قريبة من الآخرين؟ - الرياضة اليمنية بحاجة إلى إدارة وتنظيم يعمل بشكل احترافي مستقبلي، ولكن في ظل هذه الأوضاع التي تعيشها البلد من الصعب أن نتقدم ولو خطوة إلى الأمام، لأن نظام البلد هوشلي وفوضوي والفساد والعشوائية ينخر كل مفاصل الدولة. * ونحن على اعتاب خليجي غرب آسيا وخليجي 21.. كيف ترى حظوظنا؟ - أتوقع أن يظهر بمستوى مغاير، خاصة وأن مدرب المنتخب أوروبي ستكون تشكيلته مغايرة، وطريقة لعبه مختلفة وجديدة على المنتخب.. فهل يستوعب اللاعبون ما يريده منهم من تنفيذ حرفي لطريقة اللعب.. هذا ما سيظهره الملعب!. * عيوب رياضة الوطن ومآسي كرة القدم اليمنية.. كيف تشير إليها؟ - كثيرة هي العيوب.. وقد عرفها الجميع على مدى السنوات التي ظلينا فيها قابعين، تحت منحدر التخلف الرياضي الواضح.. لهذا نحتاج لوقت طويل لتغيير أحوالنا المتهالكة، والتي لا يهتم بها أحد.. فنحن نحتاج لبنية تحتية، لإدارات واعية فاهمة، لشخصيات مجربة من صلب الموضوع، لوضع برامج دائمة ورؤية مستقبلية لسنوات.. وأشياء كثيرة تمر من بين تلك التفاصيل. * كابتن سأعود بك إلى الوراء.. ضعنا في أبرز محطاتك الرياضية؟ - محطاتي كثيرة.. وأظن الجميع يعرفها.. ويكفي أنها مرت بناديين كبيرين، هما الوحدة والشرطة، ومع جيل رائع متميز فيه نجومية جماعية، إضافة إلى لعبي مع منتخبات الوطن في وقت كان الوصول إليها ليس من السهل بمكان. * لو عاد بك الزمان إلى الوراء.. هل هناك خطوة ندمت عليها.. وستقف عندها؟ - الحمد لله.. أشعر بالرضا واعتز كثيرا بحب الناس لي وتقديرهم لشخصي، ها أنا قد مر على اعتزالي حين من الدهر ومع ذلك أجد كل الحب والتقدير والناس لم تنس وجدان، وهذا هو الكنز الذي امتلكه من كرة القدم، وهي هبة من الله سبحانه تعالى، والحمد لله على كل شيء. * بعد الوحدة اليمنية في العام 1990م تراجعت الرياضة في عدن.. وغابت كثير من أنديتها.. أين يكمن الخلل؟.. ولماذا حصل ذلك؟ - بعد الوحدة اليمنية ليس كرة القدم من تراجعت، بل الإنسان هو من دمر. * هل ندمت يوما أنك أعطيت كرة القدم سنوات أجمل السنوات؟ - لا.. لم ولن أندم على أي قرار من قراراتي.. فيكفينا أننا مازلنا كجيل في عواطف الناس حتى اللحظة.. وهذا وحده لا يجعل للندم مكان أو حيز. * كيف تقرأ مستقبل نجليك؟ - وجد وعادل موهوبان بالفطرة، وأنا أتوقع لهما مستقبل رائع في كره القدم إن شاء لله. * أبرز من جاورك على ملاعب كرة القدم؟ - لعبت بجانب نجوم كبار من الزمن الجميل مثل الماس والأحمدي والسبوع وطارق قاسم وخالد عفارة ومشتاق محمد سعد وشرف والبارك وفؤاد عباس ومحمد حسن وعلي موسى وماهر حسن وآخرين لا تسعفني الذاكرة. * من هو اللاعب الذي أحببت أداءه؟ - أبو بكر الماس. * هدف في الذاكرة ؟ - هدفي في مرمى المنتخب العراقي. * نجم ظلمه الإعلام؟ - بدون نقاش.. هو الكابتن النجم طارق قاسم. * مدرب أحببت عطاءه وشخصيته؟ - عزام خليفة والقيراط وبانافع وغازي عوض.
