دبي(ا ف ب) – كرست منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا حضورها بين الكبار في نهائيات كأس العالم لكرة القدم لتؤكد انها باتت من الثوابت في القارة الاسيوية وان على المنتخبات الاخرى التنافس لنيل البطاقة الرابعة المباشرة او تجربة حظها عبر الملحق. تأهل منتخب اليابان بقيادة المدرب الايطالي البرتو زاكيروني كان الاكثر وضوحا وحصل قبل جولتين من نهاية الدور الرابع الحاسم، تفرغ بعده للمشاركة في كأس القارات المقامة في البرازيل قبل عام من المونديال كونه بطلا لاسيا. وتوج منتخب اليابان بطلا لاسيا مطلع عام 2011 بفوزه في النهائي على نظيره الاسترالي. واثبت المنتخب الياباني في الاعوام الماضية انه أهم المنتخبات الاسيوية ان لم يكن أهمها، بدليل حضوره القوي في كأس اسيا واحرازه على اللقب ثلاث مرات في النسخات الاربع الاخيرة اعوام 2000 في لبنان و2004 في الصين و2011 في قطر، كما انه حقق افضل انجاز له في تاريخ مشاركاته في كأس العالم بوصوله الى الدور الثاني عام 2002 في النسخة التي استضافها مع كوريا الجنوبية، قبل ان يعادله في جنوب افريقيا 2010. وباتت صفوف المنتخب الياباني تزخر بالعديد من النجوم المحترفين في ابرز الاندية الاوروبية وابرزهم شينجي كاغاوا في مانشستر يونايتد وكيسوكي هوندا مع سسكا موسكو الروسي. اما منتخب كوريا الجنوبية المتأهل الى النهائيات العالمية للمرة الثامنة على التوالي، وصاحب افضل انجاز اسيوي فيها ببلوغه نصف النهائي عام 2002، فاجتاز امس مطبا كاد يتحول الى كارثة. ففي الوقت الذي كان الكوريون يمنون النفس بفوز على ارضهم حيث احتشد اكثر من 60 الف متفرج في اولسان استعدادا للتأهل من الباب الواسع امام ايران، فوجئوا بأن الضيوف سجلوا هدفا وحافظوا عليه حتى النهاية، ومنعوا لاعبيه من هز الشباك رغم الفرص الكثيرة التي سنحت لهم. ليس هذا فقط، بل ان نتيجة المباراة الثانية بين اوزبكستان وقطر في طشقند التي كانت تقام في التوقيت ذاته كانت تتجه الى تحطيم الامل الكوري اذ وصلت الى 5-1، ما جعل منتخب "التايغوك" الكوري يتأهل من الباب الضيق بفارق هدف واحد فقط عن نظيره الاوزبكي بعد ان تعادلا برصيد 14 نقطة لكل منهما. الصدمة بدت على وجود الاف الكوريين المحتشدين على مدرجات الملعب في الثواني الاخيرة من المباراة، ولم يسلم منها اللاعبون ولا حتى المدرب تشوي كانغ هي الذي قال "لا يوجد عندي ما اقوله، لقد تأهلنا الى نهائيات كأس العالم لكن النهاية لم تكن جيدة". وتابع "انا اتحمل مسؤولية الخسارة، لقد قدم اللاعبون ما بوسعهم ولكننا لم نقدم المستوى الذي كنا نريده، أتمنى أن يكون المنتخب الكوري استفاد الكثير من هذه التصفيات كي يقدم مستوى أفضل في المستقبل". المنتخب الكوري قدم مستويات متذبذبة في التصفيات، وليس في الدور الرابع الحاسم فقط، بل ايضا في الدور الثالث حين سقط امام المنتخب اللبناني. ويأتي الدور على المنتخب الاسترالي الذي حجز بطاقته الى النهائيات مباشرة وللمرة الثانية عبر تصفيات القارة الاسيوية التي انتقل الى كنفها في عام 2006، بعد ان كان خاض غمار المونديال مرتين ممثلا لاوقيانيا عامي 1974 و2006. ولا شك ان النجاح الاسترالي اسيويا جاء على حساب المنتخبات العربية التي فشلت اي منها في التأهل الى النهائيات عام 2010 في جنوب افريقيا وذلك للمرة الاولى من عام 1982. وكان منتخب الكويت اول ممثلي عرب اسيا في كأس العالم عام 1982، تلاه العراق في 1986، ثم تأهلت الامارات في 1990، قبل ان يحمل المنتخب السعودي الراية اعوام 1994 و1998 و2002 و2006. وحتى الجولة التاسعة الاخيرة من الدور الرابع الحاسم، كان تأهل استراليا غير محسوم ويحتاج الى فوز على العراق في سيدني، فتحقق الامر ولو متأخرا وقبل سبع دقائق من النهاية عبر البديل جوشوا كينيدي بعد صمود العراقيين واهداره العديد من الفرص. مدرب منتخب استراليا، الالماني هولغر اوسييك، وصل على ما يبدو الى هدفه قائلا "نضجنا كمنتخب وكانت النتيجة اننا تجحنا في التأهل الى كأس العالم". وتابع "انه شعور رائع، وانا فخور جدا، سيكون امامنا عام صعب للاعداد للنهائيات ولكننا نستحق التأهل". المنتخب العائد الى نهائيات كأس العالم هو منتخب ايران الذي انتفض في الجولات الاخيرة من التصفيات وعوض الصورة الباهتة في بعض المباريات ليحقق فوزا لافتا على نظيره الكوري الجنوبي في عقر داره ويتأهل متصدرا مجموعته. وسيكون الظهور الرابع لمنتخب ايران في المونديال، حيث سيحل بدلا من منتخب كوريا الشمالية الذي خاض غمار النهائيات السابقة في جنوب افريقيا كرابع ممثلي اسيا الى جانب اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا. وكتب في المقابل على المنتخبات العربية الاكتفاء بخوض الملحق الاسيوي منذ رفع حصة اسيا في النهائيات الى اربعة مقاعد ونصف المقعد، وهذا ما تكرر هذه المرة بوصول منتخب الاردن الى الملحق لمواجهة نظيره الاوزبكستاني. المنتخب البحريني كان طرفا في الملحق الاسيوي المؤهل الى مونديال المانيا 2006 حيث واجه اوزبكستان بالذات ونجح في تخطيها قبل ان يتوقف مشواره امام ترينيداد وتوباغو في حينها. وفي الملحق الاسيوي لمونديال 2010 في جنوب افريقيا، نجح منتخب البحرين في تخطي عقبة نظيره السعودي بهدف في الوقت القاتل، ثم سقط مرة ثانية ولكن هذه المرة امام نظيره النيوزيلندي ممثل اوقيانيا الذي استفاد من انضمام استراليا الى اسيا لكي يخرج من ظله ويحصل على فرصته بخوض النهائيات وهذا ما حصل قبل ثلاثة اعوام. لكن المهمة لن تتوقف امام اوزبكستان في حال تخطيها، بل ان المتأهل من الملحق الاسيوي سيخوض ملحقا صعبا ضد خامس اميركا الجنوبية، واغلب الظن انه سيكون احد منتخبين: الاوروغواي او فنزويلا. ويحق للاوزبكيين ذرف الدموع بعد ضياع فرصة التأهل المباشر خصوصا ان منتخبهم كان تصدر مجموعته في الدور الحاسم لفترات، لكن الجولة الاخيرة بخرت احلامهم بتأهل اول في تاريخهم رغم تحقيقهم الفوز بخمسة اهداف مقابل هدف على قطر، لان الكوريين تقدموا عليهم في النهاية بفارق هدف واحد. المرارة التي بدت على مدرب منتخب اوزبكستان ونجمه السابق ميرجلال قاسيموف كانت كافية لوصف المشهد بقوله "هذا أمر مؤسف بالنسبة لنا، كنا نريد التأهل إلى كأس العالم والاحتفال مع جماهيرنا، لكننا لم ننجح في تحقيق ما نريد". وتابع "لم ننجح في التسجيل خلال الشوط الأول حيث تألق حارس مرمى قطر، ثم قمنا بتغييرات خلال الشوط الثاني وسجلنا خمسة أهداف، لكن في ذات الوقت فازت إيران على كوريا". وختم بالقول "الحياة ستستمر وسنحاول التأهل إلى كأس العالم في البرازيل عبر الملحق".