ريو دي جانيرو(ا ف ب) – لم يكن اشد المتشائمين يتوقع ان يسقط المنتخب الاسباني بهذه الطريقة مساء الاحد الماضي امام نظيره البرازيلي (صفر-3) في نهائي كأس القارات، خصوصا ان "لا فوريا روخا" دخل الى هذه المواجهة مع اصحاب الضيافة وهو لم يذق طعم الهزيمة في مسابقة رسمية في 29 مباراة على التوالي (رقم قياسي)، فهل يعني ذلك ان الحقبة الاسبانية الاستثنائية قد انتهت؟ لا يمكن لاحد ان يشكك بقدرات المنتخب الاسباني الذي فرض هيمنته في الاعوام الخمسة الاخيرة على الصعيدين القاري والعالمي واصبح اول منتخب يحرز ثلاثية كأس اوروبا-كأس العالم-كأس القارات، لكن رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي لم يستحقوا حتى الوجود في المباراة النهائي لكأس القارات لانه احتاج الى ركلات الحظ الترجيحية لتجاوز نظيره الايطالي الذي كان الطرف الافضل على الاطلاق في المواجهة بين الطرفين في نصف النهائي. وتأتي هذه الخسارة المدوية في مباراة الامس بعد ثلاثة اعوام و14 يوما على الهزيمة الاخيرة الني مني بها الاسبان على الصعيد المسابقات الرسمية وكانت في افتتاح مشواره في مونديال جنوب افريقيا 2010 على يد نظيره السويسري (صفر-1)، كما انها الاولى على الصعيدين الرسمي والودي امام البرازيل منذ دور المجموعات من مونديال المكسيك 1986 (صفر-1) اي منذ مواجهتهما الرسمية الاخيرة (تواجها بعدها في مناسبتين وديا عام 1990 وفازت اسبانيا 3-صفر وعام 1999 وتعادلا صفر-صفر). اعترف دل بوسكي بان البرازيل التي توجت باللقب للمرة الرابعة (رقم قياسي)، كانت الطرف الافضل في النهائي الذي بدا فيه الارهاق ظاهرا على لاعبي "لا فوريا روخا" اضافة الى انهم اصيبوا بالاحباط منذ الدقيقة الثانية بعد ان افتتح فريد التسجيل لاصحاب الارض امام حوال 79 الف متفرج احتشدوا في مدرجات "ماراكانا" الاسطوري بحلته الجديدة. "يستحقونه (الفوز)، وفي بعض الاحيان من المهم ان تخسر"، هذا ما قاله دل بوسكي، مضيفا "من المؤكد اننا لسنا سعداء لكن يجب ان نحلل اي اخطأنا. لكن سجلنا يدفعنا الى التفاؤل…نملك لاعبين جيدين واسلوبا معينا من اللعب". وتابع دل بوسكي الذي فشل في ان يصبح اول مدرب يحرز كأس العالم وكأس اوروبا ودوري ابطال اوروبا للاندية وكأس القارات: "لا يجب ان تغير كل ذلك بسبب خسارة وحيدة مهما كنا نستحقها. كرة القدم هي رياضة وكنا نعلم بان خصمنا قوي جدا وذهبت الامور لمصلحته منذ البداية". ولا يمكن اعتبار الخسارة امام البرازيل في نهائي كأس القارات بداية النهائي للاسبان على الاطلاق، اذ انهم خرجوا من الدور نصف النهائي لنسخة 2009 على يد منتخب متواضع مقارنة مع البرازيلي وهو المنتخب الاميركي، الا ان ذلك لم يمنعهم من الفوز بكأس العالم بعد عام ثم بكأس اوروبا 2012. وما هو مؤكد ان اي منتخب كبير قد يمر بيوم صعب، فكيف الحال اذا كان يختبر هذا اليوم الصعب في مواجهة منتخب مضيف توج بطلا للعالم 5 مرات ويلعب بين جماهيره على ملعب اسطوري مثل "ماراكانا"، فالنتيجة ستكون ثقيلة جدا. وهذا كان تحليل مدافع ريال مدريد سيرخيو راموس الذي قال بعد المباراة التي اهدر فيها ركلة جزاء لابطال العالم واوروبا: "كان (الامس) احد تلك الايام التي يعاندك فيها كل شيء. الهدف الاول جاء سريعا جدا. من الصعب ان تتخلف في نهائي دخلت اليه بتطلعات وتوقعات كبيرة". وواصل "يجب ان نشيد بخصمنا على الاداء الرائع الذي قدمه، واليوم رأينا الجهة الاخرى من كرة القدم (اي الخسارة) لكن بامكانك دوما ان تعود الى الجهة الصحيحة". وبدوره قال اندريس انييستا الذي اثر اداؤه "العادي" في المباراة النهائية على مستوى المنتخب باكمله: "هذه هي كرة القدم، عليك ان تستعيد توازنك. كانوا الطرف الافضل واجبرونا على اللحاق بهم. سنعود العالم المقبل (في كأس العالم) ونأمل ان نقوم بالامور بشكل افضل". ومن ناحيته اكد الحارس القائد ايكر كاسياس بان "الهزيمة مؤلمة. لا يمكنك سوى القول هنيئا للبرازيل وان تحاول النهوض مجددا"، فيما رأى مدافع برشلونة جيرار بيكيه الذي طرد في منتصف الشوط الثاني بسبب خطأ على زميله الجديد في النادي الكاتالوني نيمار، بعض الايجابيات في المباراة النهائية وهي ان "نيمار لاعب رائع. انا سعيد جدا لانه سيلعب معنا الموسم المقبل".