لا يعلم إلا الله وحدة مقدار فرحتي وخوفي في آن واحد عند سماعي خبر تعيين الأستاذ القدير محمد العولقي رئيسا لتحرير صحيفة كل (الشباب والرياضيين) الرياضة ومبعث فرحتي هي معرفتي بمهنية وقدرات العولقي الصحفية التي أوصلته إلى مرتبه متقدمه بين أفضل الكتاب الرياضيين العرب ووضعت له مكانه بارزة في قلوب القراء وحصد بطريقته المتميزة وأسلوبه السلس الجميل في النقد والطرح الصحفي إعجاب كل الرياضيين تقريبا الذين أدمنوا كتاباته وإبداء الحرص الشديد على متابعة كل ما يكتبه على صدور الصفحات الرياضية محليا وعلى صفحات المجلات الرياضية العربية . إما مبعث خوفي وقلقي الشديدين من ذلك يكمن في معرفتي عن بعد بالفريق العامل في الصحيفة الذي يحق لي وصفهم بالحرس القديم وقبضتهم الحديدية على مقاليد حكم صحيفة الكل من الرياضيين والشاب ومدى تخوفهم من دخول عناصر التجديد والتحديث إلى وكرهم الصحفي ولخبطة كل حساباتهم واقتسام شي يسير مما يكسبونه هناك. نعم فرحت بذلك التعيين لإدراكي التام أن الصحيفة (الرياضة) وصلت لمرحلة كانت خلالها في أمس الحاجة لمسئول يجيد الابتكار والتنويع ويتقن أسلوب التشويق الصحفي ، مسئول ذو ملكات خاصة لا تتوفر إلا في المبدع جدا الأستاذ العولقي ينتشلها من الوضع المزري الذي وصلت أليه ويضفي عليها لمساته السحرية في سياق عملية التجديد وهو ما حدث بالفعل وبجلاء خلال الفترة القصيرة التي قضاها على كرسي رجل الرياضة الأول رغم مجيئه أليه في ظروف مختلفة وصعبة وشروعه في العمل في جو ملى بالمشاحنات والمكايدات بين أسرة الصحيفة الرياضية الأولى وصراع النفوذ والمصالح . ورغم هكذا جو وظروف عمل العولقي وأبدع كعادته وبدت لمساته واضحة جدا وأستشعر القارئ روح التجديد بدأت تدب في جسد الصحيفة التي وصلت إلى مرحلة بداء الكثير من عشاقها سحب بساط إعجابهم بها من تحت صفحاته والتحول نحو صحف وملاحق رياضية أخرى وجدوا فيها ضالتهم وحصلوا على ما يبتغون على صفحاتها المفعمة بروح الشباب المليئة بعناصر الإبهار والتشويق التي فقدوها في محبوبتهم الأولى . ولكن ما إن ضع رجل الإبداع الأول قدميه في مبنى صحيفة الرياضة حتى وجد طريقه مفروشا بالأشواك ووجد الحرس القديم في كامل جاهز يتهم بمعاول هدم طموحاته وخطط إحباط تطلعاته وتطلعات القراء ومستعدون بأساليب إفشال عملية التجديد التي يحملها في داخله بنوايا المحب الصادق لمهنته وللرياضة ولقرائه ومتابعو نتاجه الصحفي الرياضي الغزير . حرس صحيفة الرياضة القديم (اللوبي) كشر منذ اللحظة الأولى لدخول (الغريب) العولقي أنيابه وأعلن حالة الاستنفار القصوى لمواجهة طموحه الراقي مستخدما كافة أساليب التطفيش المشروعة وغير المشروعة الهادفة إلى إفشال مهمته الإنقاذية وتمكنهم في الأخير من تحقيق مآربهم وتنفيذ مشروعهم التطفيشي بإخراج العولقي من مبنى الصحيفة رغم محاولاته الجادة في مقاومة ذلك والصبر رغم كل شي حرصا منه على مواصلة ما بدأه في مشروعه التحديثي في الصحيفة التي فقدت ألقها وعنفوانها بسبب أداء طاقمها الرتيب وتكرار ما تأت به كل أحد من مواد مكرر مملة . أجمالا اليوم وقد نجح لوبي الرياضة(الصحيفة) في إخراج العولقي من الموقع الذي بايع وجودة فيه كل القراء في كل مكان أقول أن الأستاذ القدير محمد علي العولقي لم يخسر شي بقدر ما كسب حب وود القراء واحترامهم بل خسرت الرياضة وقرائها وكسب اللوبي أياه المعركة ولكنه خسر نفسه .