الجنوب يفكّك مخططا تجسسيا حوثيا.. ضربة جديدة للمليشيات    أمطار رعدية تعم 20 محافظة يمنية خلال الساعات القادمة.. وصدور تحذيرات مهمة    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    مسيرة الهدم والدمار الإمامية من الجزار وحتى الحوثي (الحلقة الثامنة)    مليشيا الحوثي تحاول الوصول إلى مواقع حساسة.. واندلاع مواجهات عنيفة    السعودية تطور منتخب الناشئات بالخبرة الأوروبية    الشباب يكتسح أبها.. والفتح يحبط الرائد بالدوري السعودي    بالصور: متناسيا أزمته مع الاتحاد السعودي.. بنزيما يحتفل بتأهل الريال    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    إيران تغدر بحماس وتطعنها وراء ظهرها.. صفقة إيرانية أمريكية لاجتياح رفح مقابل عدم ضرب إيران!    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    الدوري السعودي ... الشباب يكتسح ابها بخماسية    "لا حل إلا بالحسم العسكري"..مقرب من الرئيس الراحل "علي صالح" يحذر من مخيمات الحوثيين الصيفية ويدعو للحسم    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    لجنة الطوارئ بمأرب تباشر مهامها الميدانية لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    مصرع وجرح عدد من العناصر الإرهابية على يد القوات الجنوبية بوادي عومران    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دوري ابطال اوروبا ... ريال مدريد يطيح بمانشستر سيتي ويتأهل لنصف النهائي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار صحفي.. محمد العولقي: التاريخ شاهد على أخطاء غيرنا، ورقيب فوق العادة لأخطائنا
نشر في عدن الغد يوم 21 - 02 - 2021

كم هي جميلة الفرص حينما تتيح لك اكتشاف عالم جديد، والجمال يكون أكثر تألقًا حينما تسنح لك الفرصة أن تغوص في مكنونات هذا الجمال، وقد ظللت مدة أبحث عن فرصة للاقتراب من عالم الصحفي المتميز والإعلامي المتألق/ محمد علي العولقي، حتى جاءت الفرصة فحاولت استثمارها بأفضل ما يمكن راجيًا أن أكون قد قدمت ما يفيد لمعشر القراء والمحبين، فإلى مجريات اللقاء.
حاوره/ همام عبدالرحمن:
■ في البدء يسعدنا أن نرحب بك ضيفًا علينا، ونطلب منك التعريف بنفسك للمتابعين.
□ على الرحب والسعة أخي الكريم. محمد العولقي رجل بسيط عاشق للفيزياء والرياضيات ثم للتاريخ. نقلته الصدفة وحدها إلى ميدان الإعلام الرياضي، يعيش على الستر اللهم لك الحمد، ويتنفس من مسامات الناس بمختلف ميولهم. متخصص في مجال التحليل والنقد الرياضي الكروي. ليس هناك في مسيرتي تشويقا هتشكوكيًا. قد يخيب ظن من يعتقدون أن حياتي دراما فيها الكثير من الخوارق. لكنها الحقيقة أنا إنسان بسيط يتعايش مع الناس بسلام. لا أؤذي أحدًا. ولا أحسد ولا أغار. ولست مخولا بمراقبة الآخرين. في الأساس أنا هاوٍ في محراب صاحبة الجلالة ولم أصل بعد إلى مرحلة الاحتراف، إن كان لي زاد أقتات منه فهو حب الناس والمتابعين لمختلف أعمالي طوال ربع قرن، وهذا سر بقائي في عالمي الجميل، والقراء هم أعظم وسام يزين مسيرتي المتواضعة.
أعمل مدرسا لمادتي الرياضيات والفيزياء لسنة ثالثة ثانوي علمي، ولا زلت مداومًا على عملي ولم أنقطع؛ لأن التدريس مهنتي الأساسية ولست مستعدًا للتنازل عنها رغم مغريات عرضت عليَّ للانتقال أو التفرغ، التدريس مهنة إنسانية سامية مثلها مثل الطب، عندما تشاهد نتائج عملك في مردود الطلاب تنتابك سعادة يرتاح معها ضميرك.
■ كيف جاء اختيارك لتخصص الرياضيات؟
□ دائما أصعب عمل يمكن أن يمارسه الإنسان هو التفكير، ومادة الرياضيات فيها إطلاق لملكة التفكير العميق، أتذكر إني كنت أنال العلامة الكاملة في معظم المواد الدراسية في المرحلتين الابتدائية والثانوية وكان هذا التفوق يدفعني دائما نحو كسب الرهان مع تفكيري لهذا ظلت الرياضيات بالنسبة لي تعاطي مع ذهن متوقد وتحدي في نفس الوقت مع نفسي، عشقت الرياضيات بكل حمولتها فلازمتني حياتي العملية.
الطريف في الأمر إنني نلت عن بعد شهادتي الأعلى في التاريخ ومع ذاك لم أجرؤ على تغيير عشقي للرياضيات. ظلت هذه المادة بوصلة حياتي المهنية.
■ هل يمكن أن تحدثنا عن مسيرتك التعليمية؟
□ كنت مسيرتي الناجحة تفوقا في المرحلتين الابتدائية (الأساسية حاليًا) والثانوية، الحمد لله كنت الأول دائما بفضل الله، لكنها أيضا كانت مرحلة حافلة بالنشاط الرياضي والثقافي وقد زاوجت بين الاثنتين وتفوقت، بعدها درست الدبلوم العالي في الرياضيات بعد تعييني معلمًا، وسارت الحياة بعد ذلك بين المهنة والهواية الصحفية.
■ كيف كانت بدايتك في بلاط السلطة الرابعة؟
بدايتي كانت بلا ميعاد. ذات يوم من أيام صيف 1993م، بعد تخرجي من الثانوية العامة مباشرة. قمت بزيارة محب للأعزاء في القسم الرياضي لصحيفة الراية العسكرية بمنطقة الفتح لاحظت انشغال العزيزين أديب الشاطري وعلي منصور مقراط. فالتقطت ورقتين وكتبت خاطرة عن اللاعبين شرف محفوظ وخالد عفارة ووجدان شاذلي، عنونتها مثلث برمودا، لم تكن هناك نية مسبقة للاحتفاظ بها على أساس إنها مجرد خاطرة لا تستحق الاحترام، لهذا لم أعر الورقتين أدنى اهتمام. نسيتهما على إحدى الطاولات. لكن اليوم التالي كان يحمل لي مفاجأة لم تخطر على بالي، لقد فوجئت بخاطرتي تزين رأس الصفحة الرياضية. فكان هذا النشر بداية لمشوار طويل من التحدي والعمل والنحت في الصخر، خصوصًا وأنت تبحث لك عن مكان تحت شمس إعلام رياضي على مساحة 555.000 كيلومترًا مربعًا، واليوم عندما أحصي أنفاس مسيرتي مع العمل الإعلامي الرياضي، أتذكر العزيزين أديب ومقراط وتلك الصدفة التي شدتني إلى حقل الكتابة الرياضية المغناطيسي.
■ لاحظت من خلال اطلاعي المحدود على كتاباتك ميلك - وربما يكون هذا بتلقائية - نحو التحليل العميق. هل ترى إن هناك رابط بين تحليل المشكلة الذي تقوم به في الكتابة الصحفية ومحاولة فك شفرة المسائل الرياضية التي تحاكي المشكلات في واقعنا المعاش الذي له حظاً من كتاباتك بالنقد والتحليل؟
□ نعم بلا أدنى جدال، مباراة كرة القدم هي قراءة فنية وتكتيكية لمعطيات معينة تبنى أساسا على فلسفة الأرقام والحسابات من نسبة وتناسب، ويمكن اعتبار المباراة بكل تقلباتها التكتيكية مشكلة يجب فك شفرتها من خلال فضح منسوب شاكلة اللعب ونظام اللعب وما يترتب عليهما من تموضعات في مربعات الملعب ومتغيرات في تغيير النهج نفسه من رفع الرتم إلى خفضه وذكاء التعامل مع الوقت وتقسيم المباراة إلى مراحل يلتقط فيها اللاعبون أنفاسهم، لكن الفارق بين النظري و العملي كبير و معقد للغاية، فأنت أمام مسألة في الرياضيات تحاكي محيط سبورة لا تتفاعل، بينما في مباراة كرة القدم تحاكي محيط من لحم ودم ينبض بالحركة والبركة؛ لهذا يكون تركيزي في تحليل المباريات 1000% بينما يكون تركيزي في المسألة الرياضية 100%.
■ حدثنا عن مشاركاتك بالكتابة في الصحافة الرياضية داخل الوطن وخارجه.
□ رحلة شاقة لكنها لذيذة. بدأت بغتة بعد استكتابي في صحيفة 14 أكتوبر. كان رئيس القسم عام 1993م العزيز ناصر محمد عبدالله، رويدًا رويدًا أصبحت لا غنى عنه في مختلف الفنون الصحفية عدا كتابة الأعمدة طبعًا؛ لأنها تحتاج إلى خبرة تراكمية طويلة، هكذا كانت أصول الصحافة بعكس اليوم حيث يبدأ الواحد من هذا الجيل بكتابة العمود مع صورة أكبر من صورة رئيس التحرير، هذا لأن القيم التي سادت سابقًا بادت في هذا الزمن حيث أصبحت الكتابة على قفا من يشيل وبلا معايير. المهم أعود لبيت القصيد، في صحيفة 14 أكتوبر كان وضع القسم الرياضي منقسم بين التلال والوحدة، وكانت هناك مشكلة عندما يلتقي الفريقان معًا، والعزيز ناصر رئيس القسم الرياضي كان وبتوافق يسند التغطية للعبد لله، والحمد لله كنت موفقًا في قراءة وتحليل مباريات الفريقين بمهنية بعيدًا عن مفردات التعصب، لكن النقلة الحقيقية الكبرى بالنسبة كانت لتغطية بطولة أمم أوروبا عام 1996م بإنجلترا، كان حينها العزيز علي ياسين هو رئيس القسم الرياضي بصحيفة 14 أكتوبر، قدمت في ذلك الوقت تغطية يومية بطريقة مختلفة وغير معهودة ظلت حديث الشارع في عدن خاصة واليمن عامة. كانت أكبر شهادة لنا عندما سئل الفنان الراحل محمد سعد عبدالله عن البطولة وقد كان الله يرحمه رياضيًا ويكتب عمودًا رياضيًا في صحيفة 14 أكتوبر: قال بن سعد: (( أستمعت وشاهدت جميع المباريات عبر قناة محمد العولقي))، لم التقِ به ولم يلتق بي، لكنه كان دائم السؤال عني، ويبدو أن هذا التميز الكبير في نوعية تغطية الحدث الكبير قد استفز الأستاذ/ مطهر الأشموري رئيس تحرير صحيفة الرياضية لهذا خصص لي فرقة خاصة هدفها القبض علي عند أول زيارة الى صنعاء، وبالفعل كان الرجل صادقا؛ لأنه كان يضع لي مراقبا في شوارع صنعاء، وأحيانا كان يأتي بنفسه إلى شارع التحرير للبحث عني هناك، كانت أيام لها رائحة العطر، وفعلا استطاع فريق مطهر الأشموري من القبض عليَّ في شارع التحرير وتم اقتيادي إلى مؤسسة الثورة للصحافة والنشر وتحديدًا إلى مبنى صحيفة الرياضة، وعندما دخلت بنحافتي وقف مطهر في مشهد تمثيلي وكأنه يبايعني التميز، ثم قال لي: لن أطلق سراحك إلا بعد أن تتعهد لي بأنك ستنضم إلى كوكبة صحيفة الرياضة، وبالفعل تركت كل المغريات وصرت ركنا أساسيا في صحيفة كل الشباب والرياضيين، ومن هناك انطلقت رحلتي الطويلة مع عالمي المهووس وحققت أحلامي محليا حين تدرجت في المناصب من محرر إلى مدير تحرير ثم رئيس تحرير، وهنا أشهد أنني شكلت مع الأستاذ/ عبدالله الصعفاني ثنائيًا متناعمًا ومنسجمًا ونقلنا صحيفة الرياضة من حال إلى حال لكن يبقى الأستاذ/ مطهر الأشموري صاحب تأثير كبير على مسيرتي ككاتب و محلل و ناقد، ولا أنسى طبعًا أنني كنت ولا زلت واحدًا من فرسان صحيفة الأيام، وقد عدت اليها مؤخرًا ككاتب عمود في الصفحة الأخيرة، لقد نقلت فؤادي محليًا حيث شئت وعدت مجددًا حيث حبي القديم صحيفة الأيام.
أما على المستوى العربي فقد كانت لي محطات مع بعض الصحف الخليجية، لكنني أتوقف كثيرًا عند رحلتي مع مجلة الصقر القطرية، ففي عام 2002م كان سكرتير تحرير الصقر الراحل/ مبارك عمر سعيد في رحلة إلى صنعاء لتغطية بطولة عربية في كرة الطاولة أظن، كان الرجل قارئ رائع للصحف وصاحب حدس فريد من نوعه، انتقاني دون معرفة لكتابة مادة في مجلة الصقر، كتبت المادة واستلمها يدًا بيد، وبعد نحو أسبوعين تم نشر المادة وبإخراج رائع، ولم يدر بخلدي أن المادة ستتحول إلى إعجاب من طرف الأستاذ/ سعد الرميحي، تلقيت مكالمة منه طالبًا أن أتواجد أسبوعيا وفي كل عدد، كتبت لهم التحليل والمقالة النقدية والتحقيق يعني مختلف الفنون التحريرية، بعدها أصر الرميحي أن أنضم الى كبار كتاب المجلة أسبوعيا من خلال صفحة نقدية إلى جانب أستاذه عمالقة مثل: محمد بنيس وفائز عبدالهادي ومجدي زهران وعبدالله العجمي، واستمرت رحلتي مع الصقر إلى أن توقفت فجأة مع نهاية العام 2007م، لقد كانت أهم نقلة في مشواري، الواقع أن مجلة الصقر قبل التوقف عرضت عليَّ من خلال رئيس التحرير سعد الرميحي التفرغ للصقر نهائيا بالانتقال الى هناك، كما كنت ذات مرة على مرمى حجر من العمل في صحيفة الوطن، لكن ظروف خاصة حالت دون تحقيق هذه الرغبة، ولاشك أن عاطفتي وارتباطي بالوالدة ربنا يحفظها و يطول في عمرها لعبت دورا في عدم الاحتراف خارجيا رغم العروض الجادة، ثم قنعت بنصيبي، مجرد قبلة على رأس الوالدة تساوي مليون عقد احترافي.
■ أين يجد جمهورك كتاباتك حاليا؟
□ أكتب مقالة أسبوعية في مجلة الأهلي المصري، ومقالة مع تحليل أسبوعي في موقع توفه الخليجي، وعمودي الأسبوعي في الصفحة الأخيرة كل ثلاثاء في صحيفة الأيام العدنية.
■ كيف ترى واقع الإعلام الرياضي اليوم في بلادنا؟
□ واقع الإعلام الرياضي في بلادنا مزرٍ للغاية ويبعث على الدوخة والغثيان. فثوابت الأمس صارت أثرًا منسيًا، وأصبحت لغة الاستعجال هي لسان حال من يعتقدون أن كل من فتح له صفحة على الفيس أصبح كاتبا أو صحفيًا. لا، الصحافة الحقيقية ميدان ومعترك وتنافس دون استعجال فالعجلة من الشيطان. إعلام اليوم تخطى كل الإشارات والحدود ويرتكب مجازر في حق الصحافة المؤثرة، أسأل اليوم: كم كاتبًا أوجع مسؤولا بالحق وليس بالباطل؟ كم ناقدًا حرَّك مياه راكدة؟ للأسف إعلام اليوم تابع ومسير وليس مخيرًا، وعندما يرهن الصحفي رأيه لحزب أو كيان أو جماعة أو وزارة ينتهي تأثيره ويصبح متعصبا لمحيطه، إعلاميو اليوم ممن لم تعركهم الصحافة الجادة بثفالها يتقرصون على بطونهم، ويرون في الارتهان لكيان سياسي أو حزبي مجاراة للحياة وشقاء على العيال. اليوم ليس هناك ميثاق شرف يحتكم له الجميع. كل من اشترى لاب توب أو هاتف جلاكسي يظن نفسه صحفيًا. لقد خلقت وسائل التواصل الاجتماعي فوضى ليست خلاقة تهدم الشرف الرفيع للصحافة الجادة التي لا تتبع متنفذًا أو سياسيًا أو جماعة ضغط (لوبي). أرى الإعلام الرياضي اليوم منقسم على نفسه. من يمتلكون الحكمة والتأثير هربوا من شر هذا الانقسام مع فاصل من الغناء. لقد صارت القيادات الرياضية الهلامية تتندر بالإعلام. فهم يتعاملون مع صحفي اليوم على أنه شحات على باب الله سفرية تطلعه وسفرية تنزله. وهذه عبارة قاسية أطلقها ذات يوم رئيس اتحاد الكرة في زمن كان فيه الإعلام أكثر استقلالية. فبماذا يمكنه وصف الحال اليوم؟ إنها مأساة مع ندرة المواهب الحقيقية وتسرع بعضها في بلوغ سلالم الشهرة المكهربة، ودائما أدعو إلى غربلة الإعلام الرياضي وإعادة صياغته على أسس ومعايير تنتصر لميثاق الشرف الذي ضيع هذا الجيل لبنه في صيف التبعية للنفوذ.
■ ما النصائح التي توجهها للجيل الصاعد في الإعلام الرياضي؟
□ نفس النصائح التي كنا نتلقاها من كبار الإعلام الرياضي:
1- عدم التسرع والتدرج خطوة خطوة.
2- كتابة الخبر أولاً؛ لأنه أبو الفنون التحريرية، فإذا أجاد الصحفي صياغة الخبر بعد مدة من التمرس يستطيع لاحقًا التعامل مع بقية الفنون.
3- صقل شخصيته ميدانيا بإنتاج أسلوب متنوع حتى لا يبقى أسيرا لخط تحريري ثابت وممل.
4- القراءة و الاطلاع بنهم شديد؛ لأن المخزون الثقافي ينعكس إيجابا على طرح الصحفي، ومن الملاحظ أن قراءة محتويات النت بغثِّها لا تصنع ثقافة ولا تتيح مخزونا، لهذا أنصح بقراءة الكتب الجادة من روايات وأطروحات وكتب رياضية تحكي عن واقع الرياضة من زاوية أدبية، لابد من القراءة النوعية؛ لأنها سلاح الصحفي في التعامل مع ثراء المفردة.
4- الأخذ بنصائح خبراء الاعلام الرياضي للتوغل بصدق وشفافية في صلب هذا المحيط بعيدا عن سياسة الاستعلاء.
5- لا بأس من خوض الكثير من الندوات ذات الإطار التوعوي فهناك محاذير ينبغي التفطن لها.
6- يجب ألا يكون الإعلامي تابعًا لأي متنفذ أو جهة عدا الوسيلة الإعلامية التي يكتب لها إنتاجه الفكري، ويجب أن يتحلى كل إعلامي بالمصداقية في الطرح والابتعاد عن الشخصنة في معالجته للقضايا.
7- من المفيد لأي صحفي صاعد أن يتجنب كتابة المقالة لأن كتابة مقالة سطحية مع صورته تعني نهايته تمامًا واستسلامه لنرجسية لن تبرحه، عليه أن يتدرج من كتابة الخبر الى الاستطلاع إلى اللقاء إلى أن يكون محتوى فكريًا يكون عونًا له في تناول المقالة بعد ذلك.
■ أطلعت على استطلاع لك نشر في صحيفة الرياضة يتحدث عن (أبين عاصمة الرياضة اليمنية). هل هناك مشروع لتوثيق إسهامات هذه المحافظة من خلال جهود تبذل من قبل السلطة أو جهود ذاتية في ظل حالة الضياع بسبب غياب التوثيق وعدم وجود الأرشفة؟
أبين قطة تأكل أولادها، ابتليت أبين بأبناء عاقين باعوا واشتروا في رياضة أبين، فإذا كان الوجع في الرأس فمن أين ستأتي العافية، وأقولها وقلبي ينزف دمًا: ((رياضة أبين تم وأدها من قبل متنفذين ولم يبق لها إلا عظام نخرة ولا تسمن ولا تغني من جوع. أبين بحاجة إلى رجل خارق للعادة ليس موجودًا إلا في كتب الأساطير. لك الله يا رياضة أبين الجريحة التي تدفع ثمن حروب كيدية لا ناقةً لها فيها ولا جملاً)).
وفي أبين الناس منشغلين بوضع المحافظة الصعب على مختلف الأصعدة الرياضة لا تأتي أولوية في ظل متاهة سياسية الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود، التوثيق يحتاج إلى بيئة صحية غير متقلبة وهذا ما لا يوجد في أبين، الذين يبيعون أبين من أبنائها للأسف ينطبق عليهم القول: ((من يهن يسهل الهوان عليه)).
■ يشاع عن كرة القدم أنها لعبة الفقراء. إلى أي حد تتفق مع هذه الفرضية في ظل وجود التعقيدات المالية الموجودة حاليا وانتشار التشفير للبطولات المهمة وشبه المهمة؟ وهل هذه الفرضية صالحة حاليًا؟
□ كرة القدم كانت زمان أيام الهواية لعبة في متناول كل سكان البسيطة، كانت هي أفيون الشعوب الفقيرة بالفعل، لكنها حاليا تخلت عن أهدافها الإنسانية وأصبحت لعبة تجارية في المقام الأول، وسلعتها هو لاعب كرة القدم. زمان كانت الكرة ولاء، اليوم أمست لعبة فلوس وبيزنس واتفاقيات من تحت الطاولات، لقد احتكرت الشركات العملاقة الاتحاد الدولي وصارت تعبث به وتفرض شروطها. من يصدق أن تلفيزا فرضت على المنتخبات خوض نهائيات كأس العالم في المكسيك عام 1986م في عز الظهر وتحت شمس عمودية تجاوزت الأربعين درجة، الشركات تتحكم في التوقيت وفي كل شيء. لم يعد الاتحاد الدولي سوى تاجر يبيع بضاعته لمن يدفع أكثر. بالطبع هذه الشركات شفرت كل شيء حتى مشاعر الناس. ورفعت شعار كرة القدم تجارة ادفع لتشاهد. نعم تضاعفت سرعة اللعب ثلاث مرات عن سرعة اللعب سابقا، لكن كرة القدم تخلت عن شعوبها الفقيرة و عن ولائها وعن التنافس الشريف بعيدا عن وصاية الشركات.
بالنسبة للفيفا فهو مؤسسة اقتصادية عملاقة تدر الملايين كل يوم عن طريق العقود والإعلانات وبيع البطولات. لكن الفيفا يمتص دم الغلابى ويرفض الانتصار للعبة ارتبطت دائما بالفقراء.
أضيف أيضا أن الجوائز الفردية التي تمنح سنويا لم تعد لها معايير ولا قواعد صارمة كما كان سابقًا. الشركات الراعية والمحتكرة تتدخل في الغالب لصالح لاعب بعينه بحثا عن الرواج. من يصدق أن لاعبين من مستوى تشافي هيرنانديز وأندرياس أنيستا وتيري هنري وفرانك ريبيري ومانويل نوير لم يفوزوا بالكرة الذهبية ولا بجائزة الفيفا لأفضل لاعب. أمر عجيب ومريب، هذا هو وضع كرة القدم اليوم. شركات تشجع فريقا وتتعصب للاعب بعينه على حساب العدالة.
■ من هو أفضل لاعب في التاريخ؟
□ بالنسبة لي يمكن تقسيم كرة القدم الى عصرين: عصر البرازيلي بيليه، وعصر الأرجنتيني دييجو مارادونا، بيليه كان ملك كرة القدم حتى منتصف السبعينيات، ثم جاءت الثمانينيات بملك آخر هو مارادونا، كلاهما منح كرة القدم طابع خاص، بيليه كان القوة والعنفوان، ومارادونا كان المخ الذي يقرأ بالقدم، المفاضلة صعبة؛ فالذين شاهدوا بيليه وعاصروه يرونه الأفضل في التاريخ، والأجيال التي ارتبطت بمشاهدة مارادونا يرونه الأفضل بلا منازع، وكلاهما على حق.
وحتى لا نبخس الآخرين أشياءهم، هناك الهولندي يوهان كرويف صاحب الكرة الشاملة، وهناك زين الدين زيدان اللاعب الذي جعل كرة القدم لعبة بسيطة وممتعة، وهناك رونالدو الظاهرة البرازيلي كان لاعبا كبيرا مثله مثل رونالدينيو، والآن نحن نعيش عصر ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، وقد شارف نجميهما على الأفول، هذه حكمة كرة القدم وتلك الأيام نداولها بين الناس.
■ إذن فأنت ضد إطلاق صفة (النجم الأوحد)؟
□ لكل عصر نجمه وملهمه؛ لذلك من الخطأ العبث بمراحل التاريخ على نحو يستدعي إذكاء نار الميول، مثلا من السهل أن أقول: مارادونا هو الأفضل في تاريخ كرة القدم على خلفية إنني عايشت عصره وأستمتعت به، لكن بالمقابل كيف أتجاهل لاعب فاز بكأس العالم ثلاث مرات وأحرز في مسيرته أكثر من 1200 هدفًا، أي معيار هنا نحتكم له، مسألة فيها إجحاف بحق لا يمكن تجاهله.
■ من هو اللاعب الأسطورة؟
□ أساطير كرة القدم ارتبطت بالإنجازات الكبيرة في مقدمتها بطولة كأس العالم، ولأن هذه البطولة محور الكون فلها وقع خاص على تصنيف اللاعبين في حين من يخلو سجله من هذه البطولة يخسر بصمة مهمة جدا في التصنيف، هنا أتحدث عن تأثير اللاعب في هذا المحفل ومن ثم اقتران هذا السبق بالفوز بجميع البطولات الممكنة محليًا وقاريًا، ومن هنا يتم تقويم الأساطير بحسب الافرازات السابقة.
بالنسبة لي اللاعب الجيد هو اللاعب الذي يلعب الكرة حسب قناعات مدربه أو قدراته. أما اللاعب الفنان والمبدع فهو اللاعب الذي يبتكر ألعابا ترقى إلى السحر، هنا يكون له تأثير كبير على كرة القدم؛ لأنه أضاف لها فنا جديدا ورفع من منسوب شعبيتها جماهيريا. انظر كيف تعشق الجماهير بيليه ومارادونا وبلاتيني وسقراط وزيكو وشوستر وزيدان ورونالدينيو ورونالدو البرازيلي وميسي ورونالدو البرتغالي، هؤلاء أضافوا لكرة القدم أشياء فريدة من نوعها وهنا يحق لكرة القدم أن تضعهم في مكانة مرموقة كلا حسب تأثيره على اللعبة ألقابًا وشعبيًا.
■ اختيار أفضل لاعب في العالم يلقى انتقادات خصوصا إن هناك نجوم توهجوا بقوة ولم يحظوا الفوز بالجائزة. ما تعليقك؟
□ مشكلة الكرة الذهبية أنها خرجت تماما عن المقاييس وعن الضوابط منذ عشر سنوات تقريبا حين تدخل الطمع التجاري في الجائزة فلم تعد كرة الفرانس فوتبول أو جائزة الفيفا تخضع للقيم والمعايير التي عهدناها قديما، يصل الأمر أحيانا الى تناقض صارخ، فهم عندما يهدون الكرة إلى ميسي أو رونالدو يلتمسون لهم الأعذار مرة البطولات والتتويجات مقياس للاختيار ومرة الأداء الفردي.
لقد كان محزن جدا ألا يتوج أندرياس أنييستا بالكرة الذهبية عام 2010م خصوصا وقد كان العامل الحاسم في فوز أسبانيا بكأس العالم وبطولتي الدوري والكأس في أسبانيا، ثم تكرر الأمر مع تشافي هيرنانديز عام 2012م عندما كان القنطرة التي أهدت أسبانيا بطولة الأمم الأوروبية وذهبت الجائزة إلى لاعب فاز فقط بلقب الدوري وهو نفس اللقب الذي فاز به تشافي أيضا مع بطولة الأمم وكان هو المتحكم في ترمومتر برشلونة مع أنييستا، وبلغت المأساة ذروتها عندما سرقوا الكرة الذهبية من الفرنسي فرانك ريببري عام 2013م وهو الذي فاز بخمسة ألقاب مع بايرن ميونيخ وكان رمانة ميزان الفريق وذهبت الكرة الى حضن لاعب لم يحرز ولا بطولة مع فريقه في ذلك الموسم، وهناك نماذج كثيرة تدل على أن جائزتي الفرانس فوتبول والفيفا فقدتا المصداقية من زمان ولم تعد ذات طموح كبير للاعبين في زمن ميسي وكريستيانو.
■ ما توقعاتك لمونديال العرب 2022م؟ وهل تتوقع بروز بطل جديد؟ أم عودة للكرة اللاتينية للتويج من جديد بعد سطوة أوروبية في آخر أربع بطولات؟
□ الأوروبيون أذكياء، لقد اخترعوا بطولة شبه سنوية اسمها بطولة دوري الأمم؛ فأصبحت روزنامة المنتخبات الأوروبية الكبيرة ذات جودة عالية توفر لها احتكاك على أعلى مستوى، هذه البطولة الجديدة حرمت منتخبات أمريكا الجنوبية من الاحتكاك الدائم بالمدارس الأوروبية المؤثرة فغدت بالنسبة لها منتخبات يصعب سبر أغوارها كما كان قبل البطولة الوليدة، هذا يؤثر على البرازيل والأرجنتين والأوروغواي بلا شك، فارق أن تلعب وديا مع فرنسا أو ألمانيا أو إسبانيا أو هولندا وبلجيكا وإنجلترا وأن تلعب وديا مع الصين وهندوراس والسنغال ونيوزيلندا؛ لهذا السبب الجوهري لن تغادر بطولة كأس العالم القادمة المرابع الأوروبية، ستكون هناك مناوشات برازيلية لكنها ستصطدم بفكر أوروبي مختلف لم تعد تعرف من أين تؤكل كتفه.
■ هذا يعني إن ترشيحاتك تذهب لمصلحة الأوربيين. وما رأيك في تشكيلة البرازيل الحالية ألا ترى إنها نسخة من أبطال 2002م خصوصًا وإنها حققت الكوبا أميركا وهناك استقرار في الجهاز الفني؟
البرازيل قوة مهيمنة على أمريكا الجنوبية، لكن مواهب اليوم ليست بنفس جودة الماضي القريب، ربما كان نيمار يحمل نفس جينات رونالدينيو، لكن تظل مشكلته مزاجه الذي يؤثر على رسم البرازيل التكتيكي، البرازيل في كأس العالم القادمة ستواجه قوى أوروبية أكثر تمرسا على المباريات الكبيرة والمصيرية، في السابق كانت البرازيل تتعمد خوض جولات ودية في أوروبا كي تفهم أسرار التكتيك و تقف على قوة المنتخبات الكبيرة، أما الآن وبعد روزنامة أوروبا التي لا يوجد فيها فراغ لخوض مباريات مع البرازيل فوضع البرازيل صعب؛ لأنها في رأيي بحاجة إلى نجوم استثنائيين.
■ ماذا ينقص الكرة العربية للذهاب إلى ما هو أبعد من الدور الثاني للمونديال؟
□ الكرة العربية مشكلتها أنها تعاني من انفصام في الشخصية، كرة معلقة بين الهواية والاحتراف، الأندية لا زالت دكاكينية ترضع من ثدي الدعم الحكومي، والحكومات تنظر للكرة على أنها نشاط لإشغال الشباب وليست هدفا أو عملا أو مهنة، هذا الوضع الماسخ ينتج منتخبات مهزوزة لا تعرف ماذا تريد؟ الكرة في شمال أفريقيا أكثر نضجا لأنها تعتمد على المحترفين في الدوريات الأوروبية، بينما يبقى اللاعب المحلي مجرد تكملة عدد، منتخبات شمال أفريقيا بتصدير اللاعبين للخارج قللت الفوارق بعض الشيء مع المنتخبات الأفريقية، لكن الفكر الإداري العقيم لاتحادات اللعبة يفرز واقعا عشوائيا يؤثر على سلوك ونمط اللاعبين، هنا قد تصل منتخبات مثل الجزائر والمغرب إلى الدور الثاني في لحظة تضارب مع الأبراج لكن الحدث سيأخذ طابع بيضة الديك.
الكرة العربية في غرب آسيا مليئة بالعاهات الإدارية بالإضافة إلى اضمحلال فكر اللاعب الخليجي، فهو كسول جدا في التمارين، ليست له تطلعات، لا يسعى إلى تطوير نفسه، الانضباط غائب، النظام الغذائي غائب، كل شيء في عرب آسيا مفقود يا ولدي، لهذا أستبعد أي دور مؤثر لمنتخبات غرب آسيا العربية، وسيكون وجود منتخب أو منتخبين لمجرد المشاركة ورفع شعار التمثيل المشرف وهذا أضعف الإيمان.
■ أيهما أفضل: عرب أفريقيا أم آسيا على صعيد المستوى والبطولات حاليًا؟
□ لكل قارة خصوصيتها ودرجة بطولاتها لكن تبقى الجودة ماركة مسجلة لعرب أفريقيا بحكم عقلية الاحتراف الخارجي حيث يتم إعداد اللاعبين المحترفين خارجيا دون البحث عن معسكرات طويلة الأجل، لكن في آسيا الدوريات ضعيفة جدا ولا تخدم المنتخبات باستثناء قوة الدوري السعودي، والكرة السعودية المختلفة قليلاً عن المنتخبات العربية في غرب آسيا.
■ ماهي رؤيتك للنجم المصري / محمد صلاح خصوصا في ظل تألقه اللافت في أقوى دوريات العالم؟
□ محمد صلاح لاعب عرف أهمية الاحتراف في الخارج. التزم وانضبط وصبر كثيرا فنال مبتغاه. حاليًا محمد صلاح لا يقل تأثيرًا عن ميسي ورونالدو، بل إن أرقامه مع ليفربول أكثر تأثيرا في النتائج والبطولات، ومحمد أيضا تألق في ايطاليا مثلما تألق في سويسرا، غير أنه ازداد لمعانا مع انضمامه لليفربول، واستطاع أن يستحوذ على قلوب وعقول جماهير ليفربول وهي جماهير صعبة الترويض بحكم تركيبتها، نتمنى لصلاح مسيرة مظفرة، والبقاء دائما في القمة.
■ كأس الخليج بطولة عزيزة علينا وقدمت منتخبات صعدت لكأس العالم. ماهي ذكرياتك مع هذه البطولة؟
□ بطولة كأس الخليج هي البئر التي ارتوت منها الكرة الخليجية، وهي النقطة الوحيدة المضيئة في ليل العرب الدامس، بطولة لها خصوصية في المنطقة و ينتظرها الجميع كل عامين على أحر من الجمر، ولقد أسهمت في رفع مستوى المنتخبات الخليجية، وارتقت بالمنشآت حين شيدت الملاعب والإستادات العملاقة، بالإضافة الى نكهة البطولة جماهيريا، كما إنها بطولة إعلامية بامتياز رفعت من سقف وحلاوة التناولات والتغطية، وأقولها بصراحة لولا دورات كأس الخليج واستمرارها دون توقف لما شاهدنا منتخبات مثل: السعودية والإمارات و العراق والكويت في بطولات كأس العالم، بالنسبة لي كأس الخليج بيتي المفضل الذي أستأنس بزيارته بين الحين والآخر، لقد أسهمت هذه البطولة في ردم الهوة بين كرة شرق آسيا وغربها، بل إن المنتخبات الخليجية تفوقت على منتخبات الشرق كثيرًا، وهذا يدل على قيمة هذه الدورة الناجحة جماهيريا وفنيا وإعلاميا ومن كافة الوجوه.
■ خليجي 20 كانت فرصة لإظهار بلادنا التي تفوق من خلالها جمهورنا على جماهير كل البلدان التي نظمت البطولة وأثبتت بلادنا إنها جديرة بتنظيم البطولات. ما الذي لفت نظرك من خلالها؟
□ بطولة خليجي 20 كانت جمعت المجد من طرفيه، بطولة جماهيرية هي الأروع في تاريخ البطولات، وبطولة كان التنافس فيها محتدم بين الأشقاء باستثناء منتخب اليمن الذي كان وقتها لقمة سائغة لفرق مجموعته، لكن إخفاق المنتخب المتوقع غطى عليه الحضور الجماهيري المدهش الذي كان يحضر في كل مباراة بمعدل 45 ألف متفرج، تلك البطولة لها خصوصية لأنني وقتها كنت ضمن قوام اللجنة الاعلامية ولقد بذلنا جهودا جبارة لتوفير كل سبل الراحة للزملاء الاعلاميين، وكم سررنا أن البطولة نجحت وكانت الأعظم في كل الدورات.
■ تنجح منتخباتنا لدى فئتي الشباب والناشئين في تحقيق نتائج إيجابية في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا وتحقق إنجاز التأهل لكأس العالم للناشئين بفنلندا 2003م. لكن المنتخب الأول يظهر بصورة متناقضة. ما الأسباب؟
□ مشكلة الكرة أنها تعاني من داء مزمن في فن الإدارة ومرض عضال في الفكر وعلل كثيرة في مفهوم العمل ونوعية من يمارسونه سواء على مستوى الاتحاد أو الأندية، وهنا الكارثة. اللاعب اليمني موهوب بالفطرة يترك الشارع والحارة تصقله حسب طبيعتها الانفعالية ولا يجد عونًا من مدرب يصنع منه لاعبا قويا لأطول فترة ممكنة، واللياقة البدنية هنا بيت القصيد فهي ليست فطرية مثل الموهبة بل مكتسبة من خلال ما يتلقاه الناشئ من جرعات تدريبية لأن هذه الجرعات تكسبه مناعة عندما ينتقل من فئة الناشئين والشباب إلى فئة الرجال.
بطبيعة الحال الناشئون في اليمن لا يتلقون جرعات كافية في الأندية كل الذي يحدث تمارين سويدية كلاسيكية عفا عليها الزمن ولم تعد تغني الناشئ أو تسمنه، وعندما يكبر ويصبح رجلا تنهار قواه ويخسر الجانب البدني الذي هو أساس الخطط وعنوان اللياقة النفسية. إنها ثقافة تورث منذ الصغر عن طريق مدارس أو مدربين على مستوى عال من الكفاءة المهنية والأخلاقية. عندنا الأندية ترمي الفئات السنية لمدربين الفاشلين كانوا عرضة للطماطم الفاسد الذي يصوبه الجمهور نحوهم عندما كانوا لاعبين. الموهبة كنز لكنه كنز قد يفقد إذا لم ينل الصغير حقه في الرعاية والاهتمام مع أخذ لقاح مضاد للعشوائية ومصل اللياقة التي يفصل شخصيته وموهبته على أسس علمية سليمة. لا على معيار الفهلوة التي أصبحت سمة اتحاد الكرة للأسف الشديد.
■ المحتالون.. اسم يوحي بأنك أمام رواية بوليسية. لكنها رواية في الأدب الرياضي قد تكون صاحبة الريادة وتحوز قصب السبق. ما قصة تأليف هذا الكتاب؟
□ المحتالون.. إنها رواية عن بطولة معينة، فيها الكثير من القصص الشاهدة على أن بداية عصر الثمانينيات كان عصر اللصوصية، سترون في نهاية الرواية (ربما تكون في جزأين) كيف تدار لعبة كرة القدم في ظل تجارة الشركات.
وهذه الرواية هي بداية لسلسلة في الأدب الرياضي وسوف تتمحور حول الوجه الآخر لبطولات كأس العالم، ستكون مفاجأة للجميع، فأنا هنا أول من يؤسس للأدب الرياضي، والتجربة تحتاج إلى صبر وإلى دار نشر يستوعب مثل هذه الأعمال النادرة.
■ العرض شوقنا للقراءة. متى سنرى الكتاب؟
□ ألقي ثقلي في هذا الاتجاه، لكن البحث عن ممول داخل اليمن مسألة صعبة وعسيرة، هناك محاولات في مصر نأمل أن يكتب لها النجاح.
■ هل لديك كتب منشورة أو قيد الطبع بالإضافة إلى (المحتالون)؟
□ كتب منشورة حتى الآن لم يكتب لها أن ترى النور، لكن هناك دراسات تم نشرها في مجلة الصقر عن القات وتأثيره السلبي على الرياضيين، وهناك كتاب محلي يتحدث عن قصص من مفكرة كرة القدم في الجنوب بعنوان الملحمة تقريبا شبه جاهز، وتبقى المشكلة في الطباعة وتكاليفها الباهظة حاليا في ظل تدهور الريال اليمني أمام الدولار الأمريكي، لابد ما تفرج ويحلها ألف حلال على رأي الفنان الراحل محمد سعد عبدالله.
■ إذن، المعضلة في التمويل؟
□ التمويل هو همي الأكبر في ظل غياب دور محوري ومؤثر لمؤسسات الدولة الاعلامية، وهناك هم آخر على القلب يتعلق بالتوزيع؛ ففي زمن الحرب هناك ركود وشلل تام في السوق اليمني؛ لأن اهتمام الناس يقتصر على تأمين لقمة العيش رغم أن القراءة هي رغيف الشعوب والكتاب صديق وجليس وسراج منير ذو قيمة، لكن يبقى التخوف داخليا من هذا الركود المعيشي، من هنا فتحت قنوات خارجية وتحديدًا في مصر لأجل الطباعة هناك والرهان على السوق العربي في مصر والشرق الأوسط، والتوفيق من عند الله.
■ من هم الكتاب الذين تأثرت بهم وتعدهم قدوتك في الكتابة؟
□ قرأت للكاتب الساخر المصري أحمد رجب ومحمود السعدني، وأستمتع بقراءة تجليات محمد بنيس وسعد الرميحي وجاسم أشكناني ونجيب المستكاوي وغيرهم.
محليا أقرأ كثيرا للعزيز وتوأم رحلتي في صحيفة الرياضة عبدالله الصعفاني، وعبدالله فارس العمود الأول في اليمن بلا منازع وله أسلوب متهكم محبب للنفس، أقرأ أيضا لمطهر الأشموري وعلي ياسين وعيدروس عبدالرحمن وناصر محمد عبدالله، وغيرهم كثر.
لاشك أن الكتاب الذين يثرون اللغة و يحاصرون الفكرة بأساليب تجمع بين الجد والهزل قليلون، منهم الكاتب الرائع العزيز عبدالله الصعفاني الذي دائمًا ما يبدو في كتابة العمود حكيمًا وان بدأ كثيرًا متهكمًا وهي براعة ليست متوفرة في أي كاتب إلا من طينة الساخر الكبير أحمد رجب، وشهادتي في أبي سامي مجروحة لأننا تزاملنا معا في الرياضة وكونا أشهر ثنائي، حتى إن الدكتور/ حسين العواضي وقد كان وقتها وزيرا للإعلام قال في محاضرة لطلاب جامعة صنعاء قسم صحافة: الصحافة الرياضية لها قطبان جنوبي وشمالي مثل المغناطيس محمد العولقي وعبدالله الصعفاني، بدونهما لا جدوى من متابعة تفاصيل الرياضة، انقطعت عن عبدالله بسبب بلاوي الحرب، لكن مثله مثل العزيز مطهر الأشموري نسيانه محال.
عربيا أقرأ دائما لحسن المستكاوي وأسامة الشيخ وأحمد الشمراني وجاسم أشكناني وصديقي العزيز الكويتي الساخر عبدالله العجمي وبالطبع عمدة الصحافة الرياضية سعد الرميحي ومحمد بنيس وعزالدين الكلاوي وبدرالدين الإدريسي.
■ هل لديك أرشيف بمقالاتك في صحيفة الرياضة التي عملت فيها؟
□ بصراحة أنا مهمل في الأرشفة، عندي القليل والكثير ذهب هباء منثورا، نعم كنت مديرًا للتحرير من 2001م إلى 2011 ثم رئيسًا للتحرير عام 2012م قبل تقديم استقالتي بعد ستة أشهر.
أشير فقط كثير من الكتاب العرب أشادوا بأسلوبي في الكتابة عن كرة القدم أخص منهم الأستاذ المغربي محمد بنيس الذي كتب عني في صحيفة الدار المغربية كلاما يصعب وصفه، وهناك مقالات أخرى كتبت عني خارجيا عبر الأساتذة سعد الرميحي وفائز عبدالهادي وعبدالله العجمي. وهناك الإرشادات الكبيرة التي تخصني بها قناة النادي الأهلي المصري و خصوصًا برنامج ملك وكتابة الذي قدمه المتألقان عدلي القيعي وإبراهيم المنيسي. لا شك أنني أشعر بسعادة لهذه الشهادات التي تأتي من خارج بلدي. بينما في اليمن لا أحد يهتم بك أو يعطيك حقك الأدبي. كنت أود خدمة بلدي عبر مكانة يضعوني فيها خدمة للرياضة لكن في زمن الولاءات وشراء الذمم والمحسوبيات ولغة النفاق لا كرامة لنبي في قومه.
■ كيف كان مبدأ صحيفة الرياضة الذي انتهجتموه خلال توليكم منصب مدير التحرير؟
□ أتذكر في زمان وصل صحيفة الرياضة أننا لم نضع خطوطًا حمراء أمام أي قيادي أو مسؤول، كنا نعري الفساد، وننتقد الحكومة بشفافية. ومن الطريف حقًا أن مجلس الوزراء عام 2006 وكان رئيس الحكومة عبدالقادر باجمال قد دخل الاجتماع وبيده صحيفة الرياضة كنت قد فجرت قضية انسانية تخص اللاعبين المعتزلين تحت عنوان (لاعبو اليمن يشيبون عند الفجر)، ولا أنسى أيضًا ردود الأفعال القوية عندما كتبت: (ملعب الحبيشي للبيع) انقلبت الدنيا في صنعاء؛ لأنني كشفت عن مخطط للنظام بتحويل الحبيشي إلى مول تجاري كبير، وهنا التهب الموقف وتم استدعائي للوزارة لمناقشة الأمر. بعدها أصدر الوزير تعميما صحفيا ينفي فيه ما جاء في مادتي، لكنني ابتسمت لأنني شعرت أن المتنفذين انفضح أمرهم، ثم هبت رياح الربيع العربي عاتية على اليمن، فعاد الحبيشي إلى أهله وناسه في الجنوب.
■ هل سبق وإن حصلت على فرصة مرافقة أحد المنتخبات الوطنية في المشاركات الخارجية؟
□ رافقت المنتخبات الوطنية في محافل وبطولات كثيرة، كما رافقت أندية أهلي صنعاء وشعب إب واتحاد إب كمرافق إعلامي، كان آخرها في خليجي 22 بالسعودية، لكن بعد البطولة لم تعد هناك مقاييس محددة لاختيار الصحفي، وحاليًا حسب قربك من الشيخ علان أو الوزير فلتان، الحمد لله لم أسع يوما لسفرية، ويا ما سفريات اعتذرت عن عدم المشاركة، بالفعل كانت أيام زمان لها رائحة العطر، ولقد رضيت من الغنيمة بما كتبه الله لي، الحمد لله.
■ فزت بجائزة أفضل مقالة في كأس الخليج 22 بالرياض. ما قصة هذه المقالة؟ وماذا تعني لك الجائزة؟
□ لم تكن الجائزة بتخطيط مسبق، كان السباق الإعلامي في خليجي 22 بالسعودية سباقًا محمومًا على الأفضلية، وكنت أشعر أن المباريات بين الاعلاميين أكثر شراسة وقوة من مباريات البطولة. شارك في سباق الجائزة حوالي 2000 صحفيًا من مختلف أقطار الوطن العربي الكبير، تبنت قناة الكأس هذه المسابقة و شكلت لها لجنة رفيعة من مخضرمي الصحافة الرياضية في الاتحادين الآسيوي والعربي، وشاركت صحيفة الأيام الحبيبة بالمسابقة بمقالة كتبها للأيام حصريًا حملت عنوان (خلي بالك من أعصابك)، مارست فيها حقي النقدي بلغة تجمع بين التهويل والتهوين، وكان الجميل أن هذه المقالة تفوقت على 2000 مقالة كتبت عن البطولة، وما أثلج صدري ليس قصة فوزي بالقلم الذهبي في نهاية الحدث، ولكن كانت سعادتي لا توصف؛ لأن هذه المقالة نالت (10/10) من لجنة التقويم، ولم أفطن لأهمية الأمر إلا بعد أن كتب الأستاذ سعد الرميحي رئيس تحرير مجلة الصقر عن فوزي بالجائزة ثم قال لي بالحرف الواحد: ((إنها أول مقالة بلا نقاط ضعف. لقد نالت مقالتك الدرجة النهائية لاكتمال أركانها، وهذا لن ويتكرر مستقبلاً في بقية المسابقات))، وبالنسبة لي عددت الجائزة هديةً متواضعةً للجماهير الرياضية ولجميع من يقرأ لي في الداخل والخارج، وفي نهاية الأمر سلمت الجائزة لمحافظة عدن؛ لأنها مدينة شهدت انطلاقتي نحو هذا العالم الفريد من نوعه.
■ هل هناك جوائز أخرى فزت بها؟
□ نعم. حققت كل الألقاب و الجوائز الممكنة في اليمن خلال فترة الاعلام الذهبية؛ فقد فزت بجائزة أفضل محلل تلفزيوني في استفتاء وكالة الأنباء اليمنية سبأ، ومن نفس الجهة نلت لقب أفضل كاتب صحفي يمني، وفي استفتاء صحيفة 17 يوليو فزت بلقب أفضل كاتب و محلل رياضي، كما نلت لقب ثالث أفضل كاتب عربي عن طريق مجلة الصقر، ونلت الكثير من الجوائز الفردية خارجيا بينها درع صحيفة الشروق، بالإضافة إلى تكريم خاص من الفضائية اليمنية، ومن فضائية تلفزيون عدن، وإذاعة عدن، وحاليًا أكتب في مجلة الأهلي المصري أسبوعيا بدعوة خاصة من مجلس إدارة المجلة برئاسة الكابتن محمود الخطيب، اللهم لك الحمد يا الله.
■ خارج الرياضة. أين تنصب اهتماماتك؟
□ أهتم كثيرا بمتابعة متغيرات كرة القدم بحكم تخصصي في اللعبة كمحلل، و دائما أبحث عن الكتب التي تتناول طرق وأساليب اللعب الحديثة لربطها على الواقع، لكن الأدب يستهويني منذ الصغر، عندي مكتبة متهالكة في بيتي تضم روايات عربية و عالمية لمختلف الكتاب، لقد كتبت العديد من القصص القصيرة في بعض الصحف، ثم وضعت خطوط عريضة لرواية اجتماعية أسميتها (ذات الرماد)، أنتهيت من كتابة جزء منها، لكنني سرعان ما جمدت الفكرة، و قلت لنفسي: خليك في الأدب الرياضي؛ لأنه سيشكل نقلة نوعية في مجال الرواية العربية؛ فهو لون واقعي مختلف مليء بدراما متسارعة الأحداث، وتكشف عن عالم كرة القدم الخفي، أقصد الوجه القبيح بعض الشيء، ومع ذلك فروايات الأدب الرياضي ليست هجوما شاملا على قيم ومبادئ لم تعد تخدم اللعبة ومنافساتها، ستجدون قليلا من العسل ممزوجا بالكثير من السم.
■ ماذا تعني لك هذه المفردات: أبين، الصقر، الأيام، الرياضيات، الفيزياء، التاريخ، صحيفة الرياضة، عدن؟
أبين: حياتي وفيها مماتي.
الصقر: حلقت بي عربيًا وعلمتني البقاء على القمة وعدم النظر إلى السفوح والأخاديد.
الأيام: مدرسة في التأهيل، لها وقع خاص في قلبي، هي بيتي الذي ألجأ اليه دائما.
الرياضيات: عالمي الذي يتحداني دائما ويبقي ذهني متقدًا.
الفيزياء: عالم بالغ الخطورة، نتائج تصل إلى حد التشابك، والفيزياء أيضًا حياة وسط ألغام من المعادلات.
التاريخ: شاهد على أخطاء غيرنا، ورقيب فوق العادة لأخطائنا.
صحيفة الرياضة: قلبي الذي تركته في صنعاء.
عدن: كل شيء معقول إلا فراقك يا عدن.
■ بقيت همسة الختام، ماذا تحب أن تقول فيها؟
□ أشكرك على نوعية أسئلتك، متمنيًا أن أكون خفيف الظل كوزني على قلوب حضرات القراء، مبتهلاً لله عز وجل أن تكون هذه السنة سنة السلام والوئام والبناء ورفع المظالم عن المظلومين واستعادة الضعفاء لحقوقهم كاملة. تحياتي للجميع في الداخل والخارج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.