عزيز سالم ذلك النجم الانيق الرشيق الرقيق والدقيق في تصويبات الراس هو قبطان اعالي البحار والمياة الخضراء وهو التاج المرصع على رؤوس الاشهاد الذي لم تعرف ملاعبنا قاطبة نجما يلعب براسه بدقة وصوابية توجيهه للكرة بضربات راس اقل ماتوصف به انها في منتهى الاحكام ..عزيز سالم نجم كروي رفض الواقع وتمرد عليه وارتقى بالكرة وجماليتها الى السمو والعلو والفضاءات التي كانت ملكا له وبحوزته ومسجلة باسمه في الشهر العقاري الكروي اليمني وربما يكون الوحيد من هدافي العالم اجمع من احرز اهدافا براسه اكثر من قدميه وليس معنى ذلك انه لم يكن فنانا ولا عازفا منفردا بمهارات الكرة قدميا على العكس تماما كان نجما خالدا الا ان موهبته التهديفية في الراس طغت على الكثير من ابداعات هذا اللاعب الذي لاتسمع له حس او حركة في الملعب والمباراة وفجأة يقود انقلابا كرويا وحركة تصحيح ماكرة ومليئة بالاتقان لتصحيح الاوضاع لصالح النسور الخضراء التي كان هو حاديها والطليعي فيها ..وهو من يقطف الثمار ويوزعها للجميع اذا حضر المباراة مع بيارق الهاشمي وضعت جماهير الاخضر العدني بطيخة صيفي في بطونهم لانهم يعرفونه ويعشقونه ويثقون به وينتظرون هداياه البابا نويلية طوال المباراة دون التعجل والاستعجال وكم تمنينا ان يخيب ظنهم حتى مرة واحدة ولكن هيهات له ان يفعل ذلك ..هو لاعب كروي في تحليق متواصل وعندما تعلو الكرة فوق الاجسام يبتهل المنافسون : يابديع العوالم اجرنا من عزيز سالم ..وهو بحق دون مغالاة نسر وصقر يحلق دون اجنحة ويصعب التكهن او قراءة افكار وخطوات هذا اللاعب حتى اعتى المدافعين يظلون اياما وليال للمذاكرة والتركيز في ايقافه لكنه لايتوقف ولايهدأ ولاتعرف له حالة استقرار او هدوء ..وعندما تتصفح سيرته الكروية تستغرب انه لاعب هادي ومسالم كاسم والده لايخاشن ولا يحب اللعب في الساحات الضيقة او المكتظة ينظر للافق البعيد ويجيد الاصطياد فيه .. وهو من صنع موهبته التهديفية بنفسه عندما كان صغيرا وكان لايجد احدا يلعب معه الكرة فكان ينططها على احد الجدران على راسه حتى استهوته هذه الطريقة واكتشف مع مرور الوقت والتمارين الفردية الخاصة اسرارها ومكنوناتها التي لاتبيحها الا لمن هم على شاكلته و ان سيطرته وتحكمه فيها على الهواء صارت اكثر طواعية واستجابة وكتب مع الكرات الراسية احلى واجمل قصائد الشعر الراسية حتى صار امير شعراء الاهداف الراسية على الاطلاق وتعلم منه الكثير المنافس قبل المجالس وصارت مبارياته الرسمية او تداريبه دروسا مجانية ومثالية لعشاق الهواء الطلق وقناصي الاهداف على علو منخفض او علو مرتفع . ولكن اين نحن من تواضعه وبساطته وسماحته داخل المستطيل وخارجه فهو اللاعب الوحيد /ربما / الذي سلم القيادة الخضراء وشارة الكابتن لمن هم اصغر منه /سنا / ولم يعطها الا لقبطان وملاح خاض مع البيارق عزها الكروي ..عزيز ولد وتربى على الجماعة وتقديم مصالحها على كل شيىء ..عزيز صار لزملاءه المربي الكروي وهم يشاركونه التمارين والموجه بالهمسة والصانع للكرات باللمسة . وعزيز ذلك الكساء الاخضر المرفرف في كل اركان المدينة وضواحيها وهو حارس الدهشة حين تتململ الجماهير وعدم اقتناعها بالنتيجة لتردد مقولتها المشهورة ((اوفر ..اوفر ياماهر ))لانها تعي اي صياد لديها واي قناص يحلق في الافق لقطف ثمار الفرح الذي يغزو مدينة الشيخ عثمان العاشقة للفوز الكروي. عزيز اسطورة كروية عزف نشيدها وانغامها بين السماء والارض في ذلك الافق البعيد الذي سمي باسمه