للمرة الأولى منذ فراقهما، يعود المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو للالتقاء بلاعبي فريقه السابق ريال مدريد الإسباني، ولكن هذه المرة بصفة الخصم حين يقود تشيلسي الإنكليزي في مباراة تحمل صفة الودية، لكنها تتخذ طابع النهائيات الرسمية في واقع الأمر. فعلى ملعب صن لايف بمدينة مياميالأمريكية، سيكون نهائي بطولة غينيس للأبطال صداميا، يريد فيه مورينيو ورجاله القدامى تصفية حسابات لم يمر عليها سوى بضعة أسابيع. مواجهة ريال مدريد وتشيلسي في نهائي بطولة ودية أمر مثير في حد ذاته، لكن مورينيو أضفى مزيدا من الإثارة حين صرح بأن الفريق الملكي يشارك في هذه البطولة القوية "بفضله هو"، فقد كان صاحب الفكرة في العام الماضي. مورينيو وحده سيفتح النار على أكثر من جبهة، حيث سيصطدم بمواطنيه كريستيانو رونالدو وبيبي، وبقائد الريال وحارس مرماه العملاق إيكر كاسياس ونائبه سرخيو راموس، والاسماء المذكورة ايضا متحفزة لرد الاعتبار بعد توتر علاقاتهم بالمدرب الاستثنائي في أوقات سابقة، وبنسبة أقل تحفزا يترقب الألماني مسعود أوزيل والأرجنتيني أنخل دي ماريا نفس الفرصة. فيما يتعلق برونالدو، فقد كانت علاقته فاترة بمورينيو واشتبكا سويا في حرب كلامية حين كان الأول نجما لامعا في مانشستر يونايتد، فيما كان المدرب يعيش حقبته الأولى مع تشيلسي، لكن العلاقة تغيرت حين اجتمعا في ريال مدريد، حيث توهجت موهبة رونالدو وعاش أفضل سنوات تألقه مع "مو". كما كان مورينيو خير عون لرونالدو، فدافع عن أحقيته في التتويج بالكرة الذهبية، بل واعتبره أفضل من لمس كرة القدم على مر التاريخ، وحتى أفضل من بيليه ومارادونا. لكن العلاقة تدهورت في ايام مورينيو الاخيرة بالقلعة البيضاء، حيث رفض كريستيانو تأدية واجبات دفاعية فرضها عليه مدربه، وحين سئل عن غموض موقف المدرب من التجديد أو الرحيل، قال للصحفيين "لا أهتم بهذه الأمور". مورينيو رد الصاع صاعين، فاتهم رونالدو بأنه "لا ينصت لمدربه، ويدعي معرفته بكل شئ ويرفض النصيحة"، كما استفزه حين قال في مقابلة صحفية "دربت لاعبن كبار حتى عندما كنت مساعدا في برشلونة، ومنهم رونالدو، الحقيقي وليس ذلك" ليضعه في مقارنة لا داعي منها مع الظاهرة البرازيلي. ورغم أن رونالدو رفض الانسياق لحرب كلامية، الا أنه وجه رسالة لمدربه السابق متمثلة في مثل شعبي في البرتغال يقول "لا أبصق في طبق أكلت فيه". وبعيدا عن رونالدو، فقد هاجم مورينيو ابن وطنه الآخر بيبي، رغم أنه كان أحد رجاله الأوفياء، وذلك ردا على مساندة المدافع لزميله الحارس كاسياس بعد أن أجبره المدرب على الجلوس احتياطيا، حيث قال ان "كاسياس يستحق مزيدا من الاحترام، اللاعبون والجماهير مع كاسياس". لم يحتمل مورينيو الخيانة، فاتهم بيبي ب"الفشل"، بعد أن ظهر مدافع يافع في ال20 من عمره انتزع منه مكانه في التشكيل الأساسي، وهو الفرنسي رافائيل فاران، واستبعده من المشاركة في المباريات الاخيرة بالموسم الماضي. لكن سيظل الخلاف الأكبر مع الرمز إيكر كاسياس، فقد دخل في صدام مباشر مع جماهير سانتياغو برنابيو لإصراره على اجلاسه على مقاعد البدلاء والاعتماد كليا على دييغو لوبيز، لأسباب لم تعرف حتى الآن، لكن التكهنات تشير الى أن السبب الرئيسي كان تسريب الحارس لاخبار غرف ملابس الفريق للصحافة، ولرفيقته العاطفية سارة كاربونيرو على وجه التحديد. غير أن كاسياس لجأ للدبلوماسية، وأكد أنه لا يحمل ضغينة للمدرب البرتغالي، وأنه سيصافحه اذا رآه في المباراة. كما اشتبك مورينيو بالقائد الثاني سرخيو راموس في أكثر من مرة خلال عهده السابق، وأجلسه احتياطيا في مباراة هامة امام مانشستر سيتي الإنكليزي في دوري أبطال أوروبا كعقوبة بعد ان انتقده دفاعا عن زملائه، بعد أن اشتكى المدرب من أنه يملك "نصف فريق" عقب النتائج السلبية في بداية الليغا الماضية. راموس ايضا كان دبلوماسيا، فأكد أن ماضيه مع مورينيو صفحة مطوية، وأنه يحتفظ فقط بالذكريات الجيدة بينهما. وبنسبة أقل يريد أوزيل ودي ماريا إظهار أفضل ما لديهما امام مورينيو، رغم أنهما كانا من المقربين اليه، وضمهما للميرينغي مع وصوله في 2010 ، لكن الأول لا ينسى حين انتقده مورينيو وقال له "أتظن نفسك زيدان؟"، والثاني هاجمه كثيرا حين هبط أدائه بحجة انشغاله بالمال والشهرة. 6 من نجوم ريال مدريد هم أشرار من وجهة نظر المدرب البرتغالي يتأهبون لتوجيه رسالة ما لمورينيو مفادها الثأر أو رد الاعتبار، لكن الداهية البرتغالي لا يقبل الخسارة كعادته، وينيب كتيبته في تشيلسي للفوز في تلك المعركة الشخصية لصالحه.