على الطريق الممتدة شمال مدينة الحديدة تقع قرية العرش على بئر نفطي يقول الأهالي أنهم عايشوا حفره وإنتاجه قبل أكثر من 25 عاماً. بقيت في منطقة العرش شواهد تمثلت في البئر النفطي وآثاره وأنابيبه الممتدة، وذكريات شابت مع من عمل مع هذه الشركة لكنها مازالت تحكي أن ثروة تفجرت يوماً في المنطقة لكنه تم منع استخراجها بطريقة مريبة -حد قولهم. لم يبق هنا سوى بئر الماء الخاصة بالشركة الأجنبية التي تملكها أحد المواطنين فيما بعد وبعض الآثار التي بقيت صامدة أمام عوامل التعرية. الجهات الرسمية بمحافظة الحديدة إبان عهد النظام السابق ولسنوات عديدة امتنعت عن الخوض في تفاصيل ملفات الثروة النفطية في تهامة، الأمر الذي يستدعي فتح هذه الملفات وإطلاع أبناء تهامة على ما تخبئه أرضهم من كنوز وثروات. نفط وأوجاع في ظل هذه الثروة في تهامة على امتدادها والتي كانت بحاجه إلى تنقيب ظلت أوجاع هذا الريف التهامي لعقود مضت وما تزال محمولة على ظهور الحمير بأحلام مؤجلة يسيرون على أرض واعدة يمكن أن تنقذهم من حالة البؤس والحرمان التي تفتك بهم. يحيى عبدالله أبكر شريف، يؤكد أنه عمل في شركة التنقيب مدة أربعة شهور بداية 79 «وبعد أن عملنا عدة تجارب تفجيرات حصلنا على نتيجة من أحد الآبار بالقرب من العرش ومحل غبيش وبن عباس لكننا تفاجئنا بطائرة هيلوكبتر عليها الرئيس السابق علي صالح يأمر بمغادرة المنطقة، ليغادر المهندسون الأجانب المنطقة بعد تلك الزيارة». محمد أحمد قاسم، من أبناء المنطقة قال «أذكر ونحن في أيام الطفولة وابن عمي كان يشتغل في هذه الشركة وعدد من أبناء المنطقة اشتغلوا فيها حتى خرج البترول وتأكدوا من وجوده وحينما بدأت الشركة في إنزال المعدات بعدما تأكد لهم وجود نفط في هذه المنطقة لاستكمال عملية التنقيب وذلك في عام 79م تقريباً، جاءت حينها طائرة نوع هيلوكبتر عليها الرئيس السابق علي صالح وأنذر الشركة بمغادرة المنطقة». انتظر الناس طويلاً لعل هناك شركة أخرى ستواصل العمل في التنقيب عن هذه الآبار، إلا أن ذلك لم يتحقق. المياه.. ثروة منعدمة على ظهر الحمير تزداد معاناة المواطنين عندما لا يجيدون قطرات الماء التي تروي عطشهم، مع انعدام الخدمات الأساسية، وافتقار الكثير من المناطق لمشاريع مياه، فيقطع الأطفال مسافات تمتد لكيلو مترات بحثاً عن الماء بعد عزوفهم عن التعليم وتسربهم من المدارس، من أجل العيش والبحث عن الماء الذي يعتبر من أساسيات الحياة. سماسرة النفط توقفت الكثير من المزارع عن العمل في وضع يزداد قتامة، مع وجود أزمات المشتقات النفطية، الذي يظهر في السوق السوداء وتخطيط وتنسيق من مسئولين سواء في شركة النفط أو عبر سماسرة استغلوا ذلك للمتاجرة على حساب المواطن المغلوب على أمره الأمر الذي أرهق الكثير من المزارعين في تهامة. يتطلع المواطنون في ريف تهامة إلى مستقبل أفضل لطالما كان حلمهم الشاغل منذ عقود، خصوصاً بعد الثورة الشبابية الشعبية التي أطاحت بصالح، الكرة حالياً في ملعب حكومة اليمن الجديد.