القائم بأعمال رئيس هيئة مكافحة الفساد يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بالعيد الوطني ال 35 للجمهورية اليمنية    المجاهدين الفلسطينية: إطلاق النار على 25 سفيرا "استخفاف بالمجتمع الدولي"    وزير الدفاع ورئيس الاركان: ردنا سيكون حاسما ضد اي عدوان على بلدنا    ناطق الإصلاح: حملات الإساءة ضد قطر لا تمثل الشعب اليمني    اختتام بطولة المدارس الصيفية بمديرية ازال    عمران : ترتيبات لدفن 194 جثة على ذمة قضايا جنائية    في الذكرى ال35 : الوحدة اليمنية ... بين التدخلات الخارجية وحروب الثلاثمئة عام!    إقامة الحفل الختامي لمنافسات بطولة أندية تعز للبلياردو    عدن تودّع الدكتور حامد الشعبي، وجهها النقي وصوتها الإنساني    مصر: الجزيرة العالي للإعلام يناقش مشروعات تخرج طلابه.. وإيناس حامد تشيد بمستوى الطلاب    زيارة ملك الاردن لمصانع الكبوس تعيد إلى الواجهة اقتحام غرفة صنعاء وتحذيرات السامعي من تطفيش الرساميل الوطنية    الوطن حفنة تراب عفن.. الكفر بالأوطان فى عقيدة تنظيم الإخوان    بلجيكا: 17 دولة أوروبية درست فرض عقوبات على العدو الإسرائيلي    الرباعي والهادي يدّشنان موسم حصاد القمح الشتوي بمديرية بني مطر    الرهوي الوزراء يناقش مع وزير الاتصالات سير نشاط قطاع الاتصالات    منح الرقم الوظيفي لعدد 559 حالة من الموظفين الجدد في وزارة العدل    الشباب والرياضة تمنع الهيئات والاتحادات والأندية والافراد من المشاركات الخارجية دون موافقتها    اعلان فك الارتباط الخطوة الأولى في مسيرة وطن    رسالة أستاذ جامعي!!    سفير أمريكا في سوريا.. أنا درّبت الجولاني بطلب بريطاني    مالية رئاسة الوزراء فساد يزكم الأنوف والجهاز المركزي صامت    تشابي ألونسو في مواجهة التحدي الأكبر مع ريال مدريد    اللوزي لسلطة صنعاء: المسؤول اصبح تاجر وحربه معلنة على الرأسمال الوطني .. فكيف لا يهرب التجار..؟!    بطل الشطرنج كارلسن ضد 140 ألف لاعب!.. فما النتيجة؟    دراسة تكشف عن مفاجأة غير متوقعة عن "داء الملوك"    استشهاد 326 شخصا وأكثر من 300 حالة إجهاض بغزة بسبب سياسة التجويع    مانشستر يونايتد يواجه توتنهام بنهائي الدوري الأوروبي    قيادي تربوي: المعلمون يمرون بمرحلة هي الأسوأ ولا تعليم ناجح على أكتاف معلم منهك    قلق أميركي من "انهيار" نظام الجولاني خلال أسابيع    اتفاق نهائي بين برشلونة ورافينيا    تجاهل السلطات لمطالب الشعب: خطر يغذي العنف    استعادة دولة وفسخ عقد    انفجارات الرصاص تختلط بصيحات الفزع في مستشفى بتعز ودماء الضحايا تلطخ الممرات    صنعاء .. التربية والتعليم تحدد موعد بدء العام الدراسي القادم    الفساد الحوثي ينهش القطاع الصحي بريمة.. مستشفيات بلا دواء ومساعدات منهوبة    العثور على جثة مواطن قتل بظروف غامضة في إب    رؤية للحل في اليمن    الرزامي: كفالة المشرف وعائد مادي شهري شرطا للحصول على وظيفة في صنعاء    مئات الحجاج عالقون بمنفذ الوديعة مع وقف التفويج عبر مطار صنعاء    برنامج أممي: نعمل على توسيع تدخلاتنا في اليمن لتعزيز الصمود الاقتصادي وخلق فرص عمل    تقييم هندسي: "شجرة الغريب" في تعز مهددة بالانهيار الكامل وسط تجاهل رسمي    سلطات تعز الصحية تقر إلغاء تراخيص مزاولة المهنة الصادرة من صنعاء بعد 2013م    بين هوية الغربة واسرار الفنتازيا في الجني وران ل"حميد عقبي"    رسميا.. تحديد موعد قرعة كأس العرب 2025    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 20 مايو/آيار 2025    آثار تعز يوضح حول القطع الاثرية المضبوطة في ساحل باب المندب    باب الحارة يفقد أحد أبطاله.. وفاة آخر فرد بعائلة "أبو إبراهيم"    عمران.. الشرطة تضبط متهماً بجريمة قتل    زهرة الجنوب تناديكم.. لتعشيب ملعبها التاريخي    أطباء: النوم لأكثر من 10 ساعات يوميا قد يسبب الإصابة بأمراض خطيرة    كهرباء التعذيب والقهر    جراء الإهمال المتعمد.. انهيار قلعة تاريخية في مدينة يريم بمحافظة إب    انطلاق أولى رحلات الحجاج جواً من مطار الغيضة إلى الأراضي المقدسة    عندما يستنوق الجمل، تحل الناقة محله    دشن مهرجان عروض الفنون الشعبية احتفاءً بالعيد الوطني 22مايو.. الوزير اليافعي: سيدافع عن الوحدة الشرفاء الأحرار على امتداد الوطن الكبير    مرض الفشل الكلوي (5)    وزارة الاوقاف تبدأ تفويج الحجاج اليمنيين براً إلى الأراضي المقدسة    مسلح حوثي يحرق مسنًا في إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة أستاذ جامعي!!
نشر في شبوه برس يوم 21 - 05 - 2025

إلى أبنائي وأسرتي، إلى أهلي وأقاربي، إلى جيراني وأصدقائي، إلى طلابي في الجامعات والمعاهد ومراكز البحث العلمي، وإلى كل من عرفني ذات يوم أو استمع إليّ ذات محاضرة أو حديث أو خاطرة...
أقدم لكم اليوم أصدق عبارات الاعتذار، أعتذر عن كل ما قدمته من دروس ومحاضرات، من توجيهات ونصائح، من دعوات إلى الاجتهاد والمثابرة والسهر في طلب العلم، خاصة في مرحلة الجامعة وما بعدها من دراسات عليا – ماجستير ودكتوراه.
كنت أراها رسالة مقدسة، وحلماً سامياً، ورجاءً مشرفاً نحو نهضةٍ تنبت من جذور العلم.

كنا نحمل ذلك الحلم الوردي الذي رسمته الكتب السماوية، وخطته أقلام الفلاسفة والمفكرين، حلم العلماء الذين أفنوا أعمارهم في المكتبات، بين دفتي الكتب، يغوصون في المعارف، ينقحون النصوص، يكتبون، ينشرون، يعلّمون !!

في نهاية المطاف، وبعد أن شابت رؤوسهم وانحنت ظهورهم وأثقلتهم الأمراض، وجدوا أنفسهم على هامش الحياة، بلا منزل، بلا راتب، بلا مدخرات، تحاصرهم الديون ويطاردهم أصحاب العقارات والمحال والصيدليات... بينما الناس تنظر إليهم كصفوة المجتمع، وهم في الحقيقة أسرى احتياجاتهم البسيطة وأحزانهم العميقة.

أبناؤهم يسألون عن حياة كريمة مثل أقرانهم، يسألون عن تعليم جيد، عن هاتف محمول، عن حاسوب، عن زي جديد.
زوجاتهم يحلمن بحياة تشبه حياة زوجات التجار والمغتربين، في الملبس والنزهة والمجوهرات.
والمجتمع يطالبهم بالعطاء، أن يكونوا في المقدمة دائماً: في الإنفاق، في الفزعات، في التبرعات، في المواقف التي لا يملك فيها الأستاذ الجامعي سوى اسمه وشهادته.

ينظر الجميع إلى أسمائنا المنقوشة على الأغلفة والبحوث والمجلات والمؤتمرات، ولا أحد يسأل: كيف نعيش؟ ماذا نأكل؟ من أين نأتي بثمن الدواء؟
ولذلك... أعتذر إليكم جميعاً...
لا تسلكوا طريقنا.
لا تكونوا مثلنا.

ففي هذا البلد – بل وفي بلدانٍ مشابهة – لم تعد الشهادة العلمية تساوي شيئاً. صارت بلا قيمة.
لن تصنع لكم الشهادة حياة كريمة، ولن تمنحكم بيتاً آمناً، ولا طعاماً شهياً، ولا عائلة مستقرة.
الشهادة أصبحت مجرد ورقة، لا تسد جوعاً، ولا ترد ديناً، ولا تحمي من شتاءٍ قارس أو صيفٍ لاهب.
الواقع أقسى بكثير من الحلم.

ابحثوا عن مهارات ومهن وحرف وتجارة وصناعة... فهناك يكمن الأمان والرزق والاستقرار، هناك يمكن أن تُبنى حياة حقيقية، لا سراب علمٍ لا يسمن ولا يغني من جوع.

وإني هنا أخص بالشكر صديقي الذي ترك مقاعد الدراسة مبكراً، ولم يُكمل تعليمه الأساسي، وهاجر بحثاً عن لقمة عيش ، وأنا الذي كنت أوبّخه وألومه وأحتقر قراره ذاك.
اليوم، أعتذر له من أعماق قلبي !! فقد كان أكثر وعياً مني، وكان خياره أصدق من حلمي !!

وأعتذر كذلك – وإن كانت الكلمات لا تكفي – إلى أولئك الحكام والمسؤولين الذين سخرت منهم يوماً، لأني كنت أظن أن الشهادات وحدها تصنع القرار... فتبين أنكم وصلتم إلى السلطة بلا علم ولا لقب، وها هي الشهادات تركض خلفكم، طائعة صاغرة، لا تملك حيلة.

نعم... نحن نعيش زمناً مقلوباً، اختلت فيه الموازين: الجهلاء في الواجهة، والعلماء في الظل، الفقراء من أهل الفكر، والأثرياء من أهل الدهاء...
نحن مجرد باحثين عن فتات عيش ، كي نظل على قيد الحياة!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.