كشف مدير عام مكتب حقوق الإنسان بمحافظة عمران، ناصر إبراهيم، عن جانب من الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق أبناء المحافظة منذ اجتياحها عام 2014 وحتى اليوم، وعلى رأسها تفجير منازل المواطنين وتحويل حياة السكان إلى جحيم يومي. وقال إبراهيم في تصريح ل"الصحوة نت" إن المليشيا لجأت إلى تفجير المنازل كوسيلة انتقام وترهيب تستهدف خصومها السياسيين والقبليين، وتسعى من خلالها إلى كسر إرادة المجتمع وفرض الهيمنة بالقوة، مشيراً إلى أن هذه السياسة لم تكن مجرد إجراء عسكري، بل رسالة عنف ممنهجة تهدف إلى إخضاع المجتمع فكرياً وسياسياً. وبحسب الإحصائيات التي أوردها، فجّرت المليشيا أكثر من 72 منشأة في عمران خلال عشر سنوات، بينها 29 منزلاً، و14 محلاً تجارياً، و13 مدرسة ودور تحفيظ قرآن، و8 مقرات، و3 مساجد. وأوضح أن أغلب المنازل تعود لشخصيات اجتماعية وناشطين ومواطنين رفضوا التعاون مع الحوثيين. سجون الموت وفي ملف السجون والاعتقالات، أكد إبراهيم أن المليشيا اختطفت نحو 2460 شخصاً من ناشطين وتربويين وطلاب، تعرّض كثير منهم لتعذيب وحشي وابتزاز مالي، وسط غياب تام للعدالة والمعايير الإنسانية. وأوضح أن خمسة معتقلين قضوا داخل السجون بسبب التعذيب والإهمال الطبي، فيما توفي آخرون بعد الإفراج عنهم بوقت قصير، بعضهم تلقى "حقناً مشبوهة" خلال فترة احتجازهم. كما أشار إلى أن 27 معتقلاً لا يزالون في سجون الحوثيين، بينهم سبعة صدرت بحقهم أحكام وُصفت ب"الجائرة". وأشار مدير حقوق الإنسان إلى أن الحوثيين يفرضون إتاوات باهظة على المواطنين والتجار تحت لافتات دينية مثل "الخُمس" و"المجهود الحربي"، بالإضافة إلى إجبارهم على تمويل فعاليات طائفية، ما أدى إلى إفلاس عشرات التجار وتدهور الاقتصاد المحلي. وأضاف أن هذه الانتهاكات الاقتصادية أسهمت في تعميق معاناة السكان، حيث انقطعت المرتبات، وتفشّت البطالة، وانهارت القدرة الشرائية، وأصبح الفقر والجوع يهددان حياة آلاف الأسر في عمران. تدمير التعليم وتجنيد الأطفال وفي الجانب التعليمي، حمّل إبراهيم الحوثيين مسؤولية تسييس التعليم وتغيير المناهج الدراسية بما يخدم أجندتهم الطائفية، محذراً من خطورة ما وصفه ب"زرع الانقسام الفكري" في عقول الأجيال القادمة. وقال إن الجماعة استبدلت الكوادر التعليمية المؤهلة بعناصر موالية لها، ما تسبب في تراجع جودة التعليم وتكريس التجهيل، مضيفاً أن ما يُعرف ب"المراكز الصيفية" تحولت إلى معسكرات تعبئة فكرية وعسكرية للأطفال. وأكد أن نحو 2734 طفلاً تم تجنيدهم قسرياً عبر هذه المراكز، قُتل منهم أكثر من 623 في جبهات القتال، واصفاً ما يجري فيها ب"غسيل أدمغة جماعي" يفصل الطفل عن بيئته الأسرية ويدفع به إلى محرقة الحرب. وأوضح أن المليشيا تمارس ضغوطاً على أولياء الأمور لإرسال أبنائهم إلى هذه المراكز، ملوّحة بالفصل من العمل أو الاعتقال في حال الرفض، ما يجعلها بوابة رئيسية للتجنيد القسري. واختتم إبراهيم تصريحه بدعوة المنظمات المحلية والدولية إلى التدخل العاجل، والتحقيق في هذه الجرائم التي وصفها ب"المنهجية والمنظمة"، مشدداً على ضرورة وقف انتهاكات الحوثيين بحق سكان محافظة عمران، الذين يعانون من انتكاسة شاملة في كل مقومات الحياة.