أصبحت كل أماكن استضافة المنافسات جاهزة وانقشعت الغيوم عن السماء ووصل الحماس الى ذروته ، لكن يأتي الان الجزء الاصعب للفرق البريطانية المكونة من 542 فردا من أجل تحويل هذا الى ميداليات ذهبية في اولمبياد لندن 2012. وجاء انفاق تسعة مليارات جنيه استرليني (14 مليار دولار) من أجل اعادة الاولمبياد الى لندن للمرة الأولى منذ 1948 ليثير سخرية كثيرين منذ 2005 لكن كل هذه الامور ستصبح من الماضي إذا حقق الفريق البريطاني النجاح المطلوب في العاب القوى والسباحة وسباقات الدراجات على المضمار واللعبات الأخرى خلال الاسابيع الثلاثة القادمة. وجاء الحصول على المركز الرابع في ترتيب اولمبياد بكين 2008 ليفوق التوقعات لكن الجماهير البريطانية لن ترضى بديلا عن تكرار هذا النجاح مع أكبر بعثة لها في تاريخ الالعاب الاولمبية. وحصدت بريطانيا 19 ذهبية في بكين وجمعت 47 ميدالية متنوعة في 11 لعبة لكن وزارة الرياضة حددت 48 ميدالية كحد أدنى و70 ميدالية كحد أقصى هذه المرة في لندن. ويقول كثيرون ان بمقدور بريطانيا تحقيق هذه الحصيلة لكن المجد الرياضي البريطاني سيصبح على المحك خلال الايام القادمة. وقال متسابق التجديف البريطاني السابق ماثيو بينسنت والذي أحرز اربع ذهبيات في الاولمبياد لرويترز "اعتقد انه من المعقول ان نتوقع أفضل مما فعلنا في بكين بالنظر الى عدد الميداليات والذهبيات." واضاف "اعتقد انه بالنظر الى الحصيلة الاجمالية البريطانية للميداليات فان الكثير سيعتمد على أكبر خمس رياضات وهي التجديف والشراع والسباحة والدراجات اضافة لالعاب القوى." لكن بينسنت حذر من ان البعض قد ينهار تحت وطأة الضغوط. وقال بينسنت "اعتقد بوضوح ان بريطانيا في طريقها نحو دورة العاب جيدة للغاية لانها على أرضها لكن هذا ايضا سيرفع من مستوى الضغوط." واضاف "هناك بعض الرياضيين الذين يعانون بسبب هذا وينهارون تحت الضغوط. اذا حدث هذا اتمنى الا يواجهوا انتقادات كثيرة." والسيناريو الاسوأ لاصحاب الارض هو الانتظار الطويل لاول ذهبية مثلما حدث مع كندا في دورة الالعاب الشتوية في فانكوفر قبل عامين عندما احتاجت لبعض الوقت كي تحرز أول لقب لها. لكن في هذا الاطار فان جدول المنافسات الاولمبية لم يكن ليصبح أفضل من هذا بالنسبة الى بريطانيا. وبعد تتويجه بلقب سباق فرنسا للدراجات يوم الاحد الماضي سينضم برادلي ويجينز الى زميله مارك كافنديش ضمن ابرز المرشحين للفوز بسباق الطرق والذي يقام في اليوم التالي لحفل الافتتاح. ثم ستدافع نيكول كوك بعد ذلك عن لقبها في سباق الطرق للسيدات يوم الاحد القادم قبل ان تتركز الاضواء على الفريق البريطاني في منافسات الدراجات على المضمار تحت قيادة كريس هوي الفائز بثلاث ذهبيات في بكين والذي سيحمل علم بلاده في الافتتاح. كما قد تخرج بريطانيا بالذهب من منافسات السباحة في الاسبوع الاول عن طريق ريبيكا ادلينجتون والتي برزت فجأة عندما فازت بسباقي 400 و800 متر حرة في بكين قبل اربع سنوات. وقال مايكل سكوت مدير الاداء في الفريق البريطاني للسباحة اثناء الاستعداد للدورة "اعتقد انها في أفضل حالة في مشوارها." لكن لن يكون هناك من يشعر بعبء التوقعات في الفريق البريطاني مثل جيسيكا اينيس في السباعي. وتأتي اينيس بطلة العالم 2009 ضمن أبرز المرشحين في بلادها لنيل الذهب بالاستاد الاولمبي مع فيليبس ايدو متسابق الوثب الثلاثي وكريستين اوريجو حاملة لقب سباق العدو لمسافة 400 متر ومو فرح عداء المسافات الطويلة. وقالت اينيس التي ستتنافس مع تاتيانا تشيرنوفا بطلة العالم وناتاليا دوبرينسكا بطلة العالم داخل القاعات الاسبوع الماضي "بسبب التوقعات والضغوط اعتقد ان اي شيء غير الذهب سيعتبره الجميع فشلا وانا أدرك ذلك." واضافت "كان الاعداد رائعا للجميع وأشعر اني مستعدة للامر حاليا. كان عاما رائعا حتى الان وأريد فقط وضع الدرة فوق التاج." وقد تترك العداءة بيري شيكس دريتون التي نشأت بالقرب من المجمع الاولمبي في شرق لندن بصمة في سباق 400 متر حواجز. وبعد فوزها بلقاء لندن ضمن الدوري الماسي لالعاب القوى هذا الشهر دخلت شيكس دريتون المنافسة فجأة على اللقب بعدما سجلت أفضل رقم شخصي لها. ومن المتوقع ان يتألق لاعبون مخضرمون في الاولمبياد مثل بن اينسلي الفائز بثلاث ذهبيات في الشراع اضافة لمتسابقي التجديف وكذلك الحال لتوم ديلي في الغطس. لكن في رياضات أخرى ستكون بريطانيا بعيدة تماما عن المنافسة رغم انها في كرة السلة على الأقل تضم بين صفوفها لول دينج لاعب شيكاجو بولز بدوري المحترفين الامريكي. ومع اقتراب موسم الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم ستكون هناك فرصة نادرة لبعض الرياضات البعيدة عن الشعبية في الحصول على جزء من الاهتمام. وستشارك بريطانيا بمنتخبات في منافسات الكرة الطائرة وكرة اليد للرجال والسيدات للمرة الأولى في تاريخها بالاولمبياد فيما ستهتم البلاد بكرة الماء للمرة الأولى في 56 عاما