بعد تصدرها جدول ميداليات دورة بكين قبل اربع سنوات رسخت الصين مكانتها كقوة رياضية كبرى لكن البعثة المكونة من 396 رياضيا ستنطلق صوب لندن بقليل من الزهو عندما تجدد صراع الريادة مع الولاياتالمتحدة بعيدا عن أرضها هذه المرة. وشعرت الصين بالفخر بعدما حصدت 51 ميدالية ذهبية مقابل 36 للولايات المتحدة في بكين لتنتزع الصدارة من غريمتها القوية والتي هيمنت على القمة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق. وجاء هذا الحصاد ليوضح انتقالا كبيرا في المشهد الرياضي بعدما حطمت الصين الهيمنة الثنائية للولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي او روسيا بعد سيطرتهما على الصدارة في كل دورة اولمبية أقيمت عقب نهاية الحرب العالمية الثانية. لكن كبار مسؤولي الرياضة في الصين التي يحكمها الحزب الشيوعي يشعرون بالام وهم يؤكدون على هشاشة النظام العالمي الجديد. وقال ليو بينج وزير الرياضة الصيني ورئيس بعثة البلاد في لندن الاسبوع الماضي "قبل اربع سنوات حققنا انجازات رائعة. في لندن ستكون الاضواء مسلطة على الصين لمعرفة ما اذا كان يمكننا تكرار الانجاز." واضاف "لكن الواقع صعب. خلال اخر اربع سنوات وضعت دول ومناطق أخرى الاستعدادات الاولمبية على رأس اولوياتها. يجب ان نستعد بكل قوانا لكل الصعاب والتحديات." وأعلن ليو وكثير من كبار المسؤولين تصريحات مماثلة قبل بكين من أجل تقليل الضغوط على الرياضيين وتخفيض حجم التوقعات من الجماهير الصينية. ومن المستبعد ان تكون التوقعات مماثلة في لندن لانه من المتوقع ان تواجه الصين حماسا أقل من الجماهير تجاه سيطرتها على بعض المسابقات. ومن المتوقع بشدة ان تستمر الصين في هيمنتها على رياضات مثل تنس الطاولة والغطس والريشة الطائرة. وتستعين الصين بنظام اشبه بالموجود في الحقبة السوفيتية السابقة ويتضمن التدريب منذ الصغر من أجل خدمة البلاد وهو ما أتى بثماره في ظهور ابطال وبطلات في رياضات تتطلب فنيات عالية وتكرار التدريبات. وأظهر الفريق الصيني للريشة الطائرة تفوقه الكبير بعدما اكتسح جميع القاب بطولة العالم في ويمبلي العام الماضي ومن المتوقع ان يهيمن مرة أخرى على المنافسات الاولمبية. واذا حصدت الالقاب الثمانية في الغطس والذهبيات الاربع في تنس الطاولة فان الصين سترفع رصيدها الى 17 ذهبية وهو ما يجعلها تنطلق بقوة في الدورة اضافة الى التتويج المتوقع في رياضات أخرى مثل الرماية ورفع الاثقال والجمباز والملاكمة. لكن الصين لا تزال تعاني بسبب عدم تحقيق نجاح كبير في رياضات لها احترامها في الالعاب الاولمبية مثل السباحة والعاب القوى. وقال ليو "في بعض المسابقات ذات الشأن الكبير والتي تسيطر عليها دول غربية يجب علينا ان نحاول صناعة بعض الانطلاقات وان نفاجيء العالم." ونجح مشروع الصين لزيادة غلتها من الميداليات في تحقيق انطلاقات واضحة في الملاكمة والمصارعة في بكين لكن الفشل كان من نصيب العاب القوى والسباحة. ويبدو تصميم الصين عاليا لتعديل هذا الوضع في لندن وانتزاع أكثر من الذهبية الوحيدة التي فازت بها في السباحة والعاب القوى قل اربع سنوات على أرضها. وستتركز كل العيون على العداء ليو شيانج في محاولته لاستعادة ذهبية سباق 110 امتار حواجز بعدما أخفق في الدفاع عن لقبه في بكين بسبب اصابة في وتر العرقوب تعرض لها اثناء التصفيات في استاد عش الطائر امام جماهير بلاده. وشعر كثير من جماهير الصين بان لحظة التتويج سرقت منهم مع انسحاب ليو لكن الضغوط عادت مرة أخرى على كاهل العداء البالغ من العمر 29 عاما للتعويض في لندن وخاصة بعد فوزه في لقاء بريفونتين في اوريجون الشهر الماضي عندما سجل 12.87 ثانية. واحتفل ليو باول ذهبية اولمبية لرجل صيني في العاب القوى بدورة اثينا 2004 عندما قال "الرجل الاصفر يمكنه الركض بسرعة" وسيتطلع المدربون في حوض السباحة لسون يانج حامل الرقم العالمي في سباق 1500 متر حرة كي يعتلي منصة التتويج الاولمبية ايضا. وأذهل سون (20 عاما) الجميع في بطولة العالم العام الماضي عندما حطم الرقم العالمي السابق والذي ظل صامدا لمدة عشر سنوات باسم الاسترالي جرانت هاكيت وهو يقترب الان من ان يصبح أول رجل صيني يحرز ذهبية اولمبية في السباحة. وسيواجه سون الذي يشرف عليه دينيس كوتيريل المدرب السابق لهاكيت منافسة اسيوية حامية في سباق 400 متر حرة من حامل اللقب بارك تاي هوان من كوريا الجنوبية. وبعدما أصبحت أصغر بطلة عالم في السباحة من الصين عندما أحرزت لقب سباق 200 متر فردي متنوع وهي تبلغ من العمر 15 عاما في شنغهاي العام الماضي من المفترض ان تتألق يي شيوين لتزيد من غلة بلادها في السباحة كما تصب الترشيحات في صالح تشاو جينج وجياو ليويانج في سباقي 100 ظهرا و200 متر فراشة على الترتيب. وأصبحت الصينية لي نا أول لاعبة من دولة اسيوية تحرز لقب احدى البطولات الاربع الكبرى عندما فازت بفرنسا المفتوحة العام الماضي وستأمل ان تمنح بلادها أول ميدالية اولمبية في الفردي في التنس. وفي ظل رغبة الصين للاستمرار على تفوقها الرياضي خصصت مكافأة تصل الى مليون يوان (156900 دولار) في بعض الحالات لكل من يحصد ميدالية ذهبية في الاولمبياد.