كشفت البطولة الآسيوية السادسة عشرة المقامة في المنامة عن تطور ملحوظ لكرة اليد البحرينيةوالقطرية مما جعلهما يتصدران مجموعتيهما ويرشحان ليكونا طرفي الصراع على اللقب الآسيوي. ولا يمكن إنكار استفادة البحرين من عاملي الأرض والجمهور اللذين كان لهما دورٌ كبيرٌ في حسم اللقاءات الحساسة مع منتخباتٍ متقاربة في المستوى ومتفوقة عليها في التاريخ، كما كشف مستوى البطولة الفني في الدور الأول عن العديد من الأمور تمثلت في تطور بعض المنتخبات وتراجع أخرى الذي ترافق مع فرق أتت للمشاركة لا أكثر. وظهر جلياً لمن تابع البطولة المستمرة حتى السادس من شباط/فبراير الحالي أن المنتخبات يمكن تقسيمها لأربعة مستويات فيأتي في الأول (البحرينوقطر) والثاني (كوريا الجنوبيةوإيران والسعودية والإمارات والكويت)، والثالث (اليابان وعمان والصين) والرابع الأخير (العراق وأوزبكستان)، دون أن ننسى أن الفوارق بين البحرين ومنتخبات المستوى الثاني أقل مما هي عليه بين قطر وهذه المنتخبات ذاتها. النتائج تؤكد ولعل النتائج التي سجلت في الأيام الماضية تعتبر دليلاً واضحاً يؤكد التفوق القطريالبحريني، فالعنابي كان الأقوى هجومياً ودفاعياً في البطولة ( سجل 164 هدفاً وتلقى 87) وحقق خمسة انتصارات ولم يجد صعوبة في الفوز بأي لقاء فانتصر على الإمارات 31-14، والعراق 40-11، والكويت 31-23، وعمان 29-13، واليابان 33-26. أما البحرين فاحتلت المركز الثالث كأقوى الفرق هجومياً (سجلت 157 هدفاً) بعد قطروإيران (164)، والثالثة دفاعياً بعد قطر و(كوريا الجنوبية 110)، حيث تلقت شباكها 113 هدفاً، وجمعت تسع نقاط من أربعة انتصارات وتعادل، ففازت على الصين 32-22، وعلى أوزبكستان 47-22، والسعودية 22-14، وكوريا الجنوبية 26-25، وتعادلت مع إيران 30-30. أما منتخبا العراق وأوزبكستان فخرجا بخمس خسائر وكانا الأسوأ هجوماً ودفاعاً في البطولة مع أفضلية العراق. تراجع ملفت التراجع الملفت كان للفرق الشرق آسيوية وبالتحديد كوريا الجنوبية حاملة اللقب في النسخ الثلاث الأخيرة، التي تملك أيضاً رقماُ تاريخياُ في الفوز ببطولة آسيا (تسع مرات)، فكان التعادل مع إيران والخسارة من البحرين كافيين لخروج "الشمشون الكوري" من الدور الأول وفقدان فرصة المشاركة في كأس العالم، ومن المفارقات أن المنتخب الكوري نفسه لم يخسر أو يتعادل أي مباراة في النسخ الثلاث الأخيرة من بطولة آسيا. أما اليابان التي جاءت في المركز الرابع بالبطولة التي لعبت في السعودية عام 2012 والمركز الثالث بالبطولة التي لعبت عام 2010 في لبنان أتت في المركز الخامس في مجموعتها الثانية بعد أن اكتفت بفوزين على العراقوالإمارات. تأهل تاريخي ومع أن العرب فشلوا في استغلال فرصة وجود أربعة منتخبات عربية من قارة آسيا في بطولة العالم التي تستضيفها قطر مطلع العام القادم، إلا أنهم تمكنوا من الدخول بثلاثة (قطر المستضيفة والبحرينوالإمارات)، ونظراً لأن قطر سبق وأن تأهلت لأربع بطولاتٍ عالمية سابقاً، والبحرين مرة، فإن المنتخب الإماراتي ونظيره الإيراني يتأهلان لأول مرة في تاريخهما إلى بطولات العالم. ونص نظام البطولة في هذه النسخة على تقسيم الفرق المشاركة إلى مجموعتين يتأهل منهما الأول والثاني مباشرة إلى نصف نهائي آسيا وبطولة العالم، فيما تلعب الفرق المتبقية على المراكز الترتيبية من الخامس إلى الثاني عشر دون أن يكون لهذه المراكز تأثيرٌ على الفوز بأحد المراكز الأربعة والتأهل لمونديال الدوحة. ويبدو التقاء المنتخبين البحرينيوالقطري في نهائي البطولة منطقياً إلى حدٍ كبير، حيث تواجه البحرينالإمارات التي انتظرت فوز قطر على اليابان لتتأهل بجمعها ست نقاط، فيما سيكون لقاء المنتخب القطري أقوى المرشحين للبطولة مع المنتخب الإيراني الذي ظهر بشكلٍ أفضل من الإمارات اختباراً حقيقياً للمنتخب الذي تعادل ودياً منذ مدة ليست بالبعيدة مع المنتخب الدنماركي وصيف أوروبا.