هل يُعقل أن تصل رياضة الحديدة إلى هذا الحد من التدهور والضياع، رغم وجود رئيس إمبراطورية كرة القدم اليمنية ومشاريعه الكبيرة فيها؟، هذا التساؤل فرض نفسه خلال نقاشي مع أحد زملاء الصحافة الرياضية في الحديدة، خلال زيارتي لها الأسبوع الماضي. لقد رد عليَّ بقوله: للأسف أن رئيس الامبراطورية الكروية هو سبب تدمير الرياضة في الحديدة، فقد جمع حوله شلة من المنتفعين الذين لا يهمهم سوى تحقيق الفوائد الشخصية على حساب مصلحة الرياضة، رغم أن بعضهم رياضي، كما أنه يوزع أمواله من أجل شراء وبيع النفوس والولاءات وتدمير أندية المحافظة، فمن محافظة بها أكثر الأندية في مختلف البطولات إلى محافظة تصارع أنديتها من أجل البقاء، بل أن بعضها اندثر ولم يعد له وجود بسبب أموال الإمبراطور الشيخ الرئيس. بالطبع فإن رده لم يكن مفاجئاً لي شخصياً، لأني أعرف أن الدخلاء على الرياضة مهما امتلكوا من الأموال إلا أنهم يدمرون الرياضة بسبب جهلهم بكيفية إدارتها، كونهم لم يمارسوا الرياضة ولم يعرفوا معاناة الرياضيين، وبالتالي فإن الرياضة في هذه المحافظة انتهت وتم تدميرها تماماً، فقد كانت الحديدة إحدى أهم عواصم الرياضة في اليمن، إلى جانب صنعاء وعدن وتعز والمكلا، وأنديتها في الصدارة في مختلف الألعاب الرياضية بدون دعم وتمويل الشيخ الرئيس، وحين جاء الدعم المزعوم تراجعت بشكل مخيف، أصبحت أندية الحديدة تصارع من أجل البقاء بين الأحياء، كما أنها صارت تستورد لاعبين من خارج المحافظة، رغم أنها تمتلك من المواهب والمبدعين الكثير والكثير، فقد كانوا يمتعوننا بمواهبهم وإبداعاتهم، وأنا شخصياً كنت من أشد المعجبين بنجوم الحديدة في الزمن الرياضي الجميل، فهل عجزت الحديدة أن تلد نجوماً من ذلك النوع أم أن الشيخ الرئيس وأمواله أصابوها بالعقم وجعلوها تتبنى لاعبين من خارج المحافظة ويتم دفن مواهبها في رمال شاطئ عروس البحر الأحمر. هذه تساؤلات أضعها من هنا على طاولة محافظ الحديدة ومسئوليها وأبناء المحافظة الغيورين، ليعملوا على دراسة أسباب التدهور والتردي للرياضة في هذه المحافظة، وبالتالي وضع المعالجات التي تعيد للحديدة مكانتها الرياضية وتعود كما كانت إحدى قلاع الرياضة في اليمن، ويمكنني هنا من باب الغيرة على الرياضة في الحديدة أن أساهم بمقترح لدراسته ضمن أي مقترحات يمكن أن يتقدم بها أي باحث أو أكاديمي أو رياضي، للخروج برياضة الحديدة من عنق الزجاجة. بالطبع لن أقترح تنظيم مؤتمر رياضي لتطوير رياضة الحديدة، على غرار المؤتمر الرياضي الفاشل الذي أقامته وزارة الشباب والرياضة، لكني سأضع هنا مقترحاً عملياً أضعه بين يدي أبناء الحديدة وهو، أولاً: الاستفادة من كلية التربية الرياضية بجامعة الحديدة التي تمتلك كوادر جيدة للترتيب والإعداد لإقامة ندوة علمية تتناول الواقع الحالي وأسباب التدهور والاحتياجات للنهوض بالرياضة في المحافظة بأسلوب علمي، يُستدعى إليها خبراء حقيقيون ليخرجوا بحلول ومعالجات تعيد للرياضة في الحديدة ألقها ومكانتها التي تستحقها.