يات صالح والحوثي في قصف ومحاصرة المدينة من كل اتجاه , ثمة خطر داهم يتهدد عدن والمناطق المجاورة لها بما ينذر بكارثة صحية يصعب احتواؤها بسهولة . إذ تعاني مدينة عدن انتشاراً غير مسبوق لبعض الأمراض الوبائية وعلى الأخص حمى الضنك والملاريا في ظل انعدام تام للأدوية والأمصال لمكافحة هذه الأوبئة . بحسب الإحصاءات الواردة من مركز رصد الحميّات في محافظة عدن فإن عدداً من المستشفيات في محافظة عدن أصبحت الآن خارج الجاهزية ومنها مستشفى الجمهورية ومستشفى باصهيب وعبود وعدد كبير من المستشفيات الخاصة، أما المستشفيات العاملة فينقصها الكثير من الضروريات لتقوم بالخدمات الطبية . إزاء هذا الوضع الإنساني والصحي الذي تعانيه المدينة، ناشد ائتلاف الإغاثة في عدن المجتمع الدولي والدول الشقيقة لليمن إرسال مساعدات عاجلة إليها وإلى المدن المجاورة لها بسبب تردي الأوضاع المعيشية للمدنيين جراء النقص الحاد في الغذاء والأدوية . وقال الإتلاف إن مدينة عدن تعاني فجوة غذائية بالتزامن مع وجود نحو مليون نسمة في عدن، ونحو 1.5 مليون في لحج وأبين والضالع، بينهم 700 ألف نازح موزعين على المدارس والمساكن الطلابية ومنازل المواطنين، يواجهون جميعاً خطر المجاعة الجماعية بالتزامن مع تفشي بعض الأمراض والأوبئة، التي من بينها حمى الضنك، والملاريا . وأكد الائتلاف أن الوضع الكارثي لم يقف عند هذا الحد، بل تفاقم إنسانياً بسبب الانخفاض الكبير في المخزون الاستراتيجي الغذائي الذي وصل إلى حد الشح، نتيجة عدم دخول بواخر إلى ميناء عدن للحاويات، وميناء المعلا، وذلك منذ فترة تجاوزت الثلاثة أشهر، فضلاً عن ارتفاع أسعار معظم السلع بسبب اختفاء المشتقات النفطية. وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي في منطقة بئر أحمد شرقي عدن ذات الأهمية الاستراتيجية، إذ يرى العسكريون أن السيطرة على هذه المنطقة تعني السيطرة على بقية المناطق في عدن، حيث تشكل بئر أحمد منطقة الحزام الأمني للمدينة. وأعلنت المقاومة الأحد , أنها سيطرت على مواقع جديدة في جبهة العريش شمال عدن بعد معارك ضارية مع الحوثيين أسفرت عن مقتل وأسر عدد منهم. وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن ميليشيا صالح والحوثيين استهدفوا آبار المياه وعدداً من الأحياء السكنية. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل اثنين من أفرادها وعشرات من مسلحي الحوثي، إضافة إلى تكبيد الجماعة خسائر كبيرة في العتاد . وأضافت أن مجموعات من مسلحي الحوثي والقوات الموالية لصالح فرت باتجاه مزارع بئر فضل بعد المعارك، وأن المقاومة وطائرات التحالف تطارد هذه المجموعات . الى ذلك, قال وزير حقوق الإنسان اليمني، عز الدين الأصبحي عضو لجنة الإغاثة اليمنية, إن أكثر من 1000 قتيل و 5000 جريح سقطوا برصاص الميليشيات الحوثية خلال شهر، معلناً محافظاتعدن والضالع وتعز مدناً منكوبة، بسبب قصف الميليشيات الحوثية أحياء سكنية في تلك المدن. وأضاف الأصبحي، خلال مؤتمر صحافي عقدته لجنة الإغاثة اليمنية، مساء الاثنين، في العاصمة السعودية، الرياض، إن أولوية اللجنة معالجة الجوانب الإنسانية الطارئة وتوفير الاحتياجات الإنسانية للمناطق المتضررة. واتهم الأصبحي ميليشيا صالح والحوثي باستخدام الأطفال والمدنيين دروعاً بشرية , لافتاً الى أن ما تقوم به الميليشيات يرقى لجرائم حرب , مؤكداً أن الحكومة اليمنية تعد لائحة بالمتورطين في جرائم الحوثيين إلى المحكمة الجنائية الدولية » . وبيّن أن « اللائحة تضم سياسيين وعسكريين » ، من دون الكشف عن أسماء بعينها. ودعت لجنة الإغاثة، المكوَّنة من وزراء حقوق الإنسان والإعلام والنقل والسياحة، المنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني إلى الاستجابة العاجلة لإغاثة اليمن، في تدارك تداعيات الكارثة الإنسانية الحادة والمتفاقمة، مطالبة أبناء الشعب اليمني بتعزيز التضامن والتكامل الاجتماعي على مختلف المستويات، لمواجهة الأزمة. وطالبت اللجنة المجتمع الدولي منع ميليشيا الحوثي وصالح من استخدام المدارس والمستشفيات، ومن إعاقة وصول المساعدات الانسانية - الغذائية والطبية. واشارت فيها أن ميليشيا الحوثي تحاصر مستشفى عدن وتمنع إيصال المساعدات وأوضحت أن هدف لجنة الإغاثة تنسيق الجهود لإيصال المساعدات