كتب : حسان دبوان .......انور الوزير .. شاب في مقتبل العمر .. اب لثلاث بنات وولدعاد بعد صلاة الجمعة الى منزلة في حارة حي الاخوة وسط مدينة تعزاجتمعت الاسرة على مائدة الغداء .. الاب والزوجة والاطفال .بحنان الاب يربت انور على اكتاف اولادة ليرسم على شفاههم البسمة التي اتزعتها الحروب والنزاعاتوبابتسامتة المعتادة يحاول ان يخفف عنهم رعب اصوات الرصاص المنتشر في ارجاء المدينة .وفجأة يطرق احدهم باب المنزل .. ظن انور ان الطارق احد اصدقائة جاء ليتناول معه طعام الغداء .. فاسرع نحو الباب والحفاوة والكرم يسبقان خطواته .فتح الباب .. وبدون سابق انذار .. ارتفع صوتالرصاص وسقط انور على عتبة الباب جثة هامدة مضرجة بالدماء .سمعت الزوجة والاطفال صوت الرصاص .. فهبو نحو الباب لينظروا ماذا حدث .. فكانت الفاجعة .انور الذي كان معهم قبل لحظات اصبح جسداً مسجى .. ثوبة ما عاد ابيض .. وروحه ما عادت تسكن في جسدهوبوحشية .. يتقدم احد المجرمين نحو الباب متخلياً عن انسانية الانسان ومتوشحاً برداء الحيوان ليتأكد من موت انور وامام الزوجة والاطفال يطلق على جسده الغارق بالدماء كومة من رصاص الوداع ثم غادرت فرقة الموت بعد ان تأكدت بأن انور قد فارق الحياة ... وتركو خلفهم صراخ الزوجة والاطفال .لكم ان تصمتوا الان لبرهه ... تخيلوا حال الزوجة والاطفال في تلك اللحظات .. وتخيلو حال الاطفال الان وهم يقضون اول ليلة في المنزل بعيداً عن احضان والدهم... تخيلو وان لم يسقط الدمع من اعينكم فأقراءو على انسانيتكم السلام , وارفعوا اكفكم الى السماء قائلين :ربنا اقم الساعة .. فقد تبلد الاحساس .. وقست القلوب لدى الكثير من الناس .يقول سكان الحارة ان المجرمون دخلوا الحارة على متن سيارة ودراجة نارية وسألو عن عمارة راجح التي يسكن فيها انور ... وبحسن نيه دلهم احد ابناء الحارة البسطاء .الحارة تحت سيطرة المقاومة الشعبية وعلىمدخلها نقطة تفتيش للمقاومة فكيف سمحو للمسلحين بالعبور ..؟اسئلة كثيرة تبحث عن جواب ...ولكن الاهم من ذلك .. مات انور .. وصعدت روحة الى السماء .. وبقيت الزوجة والاطفال بعدة يعيشون هول الصدمة والفاجعة ويخطون بدموعهم مستقبلاً توشحه الضبابية والغموض .