تحولت ضحكات كثير من المواطنين في عيد الفطر المبارك إلى بكاء ونحيب، بعد أن قامت أيادي المجرمين بسرقة ممتلكاتهم المحصنة في بيوتهم، فيما هم يقضون أوقات سعيدة مع أطفالهم وأحبائهم إما في الحدائق أو على شواطئ اليمنية أو القري حيث يلتئم شمل العائلات في العيد. سرقات المنازل حالة تكررت في أحياء أمانة العاصمة صنعاء أيام عيد الفطر المبارك .. سبأنت إستطلعت بعض من تعرض للكارثة والتقت بالجهات الامنية المسئولة لمعرفة أسباب القصور؟ ومن وراء تلك الجرائم في حق المواطن وممتلكاته ؟ "محمد بافضل " 37 عاما " يسكن في بيت للإيجار في منطقة مسيك بأمانة العاصمة كان احد هؤلاء الذين تعرضت منازلهم للسرقة . يقول بافضل وهو أب لثلاثة أولاد انه اتفق مع زوجته أن تذهب بالأولاد ثالث أيام عيد الفطر المبارك إلى حديقة السبعين ، للتنزه وقضاء وقت جميل ، فيما هو سيقوم بالذهاب إلى الأصدقاء للمقيل وتبادل التهاني بمناسبة العيد. وفي الساعة الرابعة النصف بعد عصر اليوم الثالث للعيد تحركت الزوجة مع أولادها الثلاثة، بالإضافة إلى أخوها وأبناء أختها إلى الحديقة ،وهناك قضوا أجمل اللحظات من اللعب والضحك والمرح، وعند الساعة السابعة مساء كان قد تمالكهم التعب، فقررت الزوجة العودة إلى البيت وفي السيارة "التاكسي" التي استقلتها للعودة للمنزل بدأت تحضر في جعبتها حكايا السهرة من مواقف ظريفة حدثت في الحديقة لتلقيها على مسامع الزوج المنتظر عودته في نفس الوقت. وكعادتها زوجة بافضل تعتقد أن بابها الحديدي ومغلقته الأصلية سيكونان حارسان وفيان للممتلكات من ذهب وأثاث، دخلت منزلها وبيدها مصباح يدوي كون الكهرباء مقطوعة، لكن الأمر كان مختلف، فمع أن الباب الحديدي ومغلقته الأمينة قد قامتا بدور الحراسة بشكل ظاهري وبصورة مرضية إلا ان باب غرفة نومها مكسور، وثيابها متناثر من دولابها المهشم، تأكدت أن سارق قد اقتحم المنزل، وبسرعة ودونما شعور انطلقت بسرعة المفجوع الى موضع الذهب في الدولاب ، فلم تجده ، فارتفع صوتها (سرقو بيتي, سرقوا بيتي ..)، اتجهت إلى منزل جيرانها مستغيثة، راجية منهم العون في مصيبتها ... دخل الجار المنزل وبيده مصباح محذرا الزوجة المكلومه من لمس أي شئ حتى تأتي الشرطة ، ليبدأ بعد ذلك حضور الزوج و الجيران وأخوة الزوجة مع أجهزة الشرطة التي تم ابلاغهم وحضورهم إلى مسرح جريمة السرقة لرفع البصمات واخذ أقوال الزوجة والجيران. توجه الاتهام لثلاثة من الجيران تم إيداعهم السجن، وخروجت الاجهزة الامنية دون معرفة ما اذا كان السارق قد اقتحم المنزل من شباك المطبخ ام الباب الرئيسي الذي ما تزال صورته السليمة تؤكد أنه انه لم يداهم بصورة عنيفه . في اليوم الثاني للسرقة راحت زواجات وأولاد المتهمين من الجيران بسرقة بيت الجار "بافضل " إلى الزوجة وإلى قسم الشرطة متظلمات على ازوجهن واتهامهم بجريمة هم ابعد منها، ويعلن صاحب البيت المسروق غضبه على رجال الشرطة ومعارضته مستبعدا أن يكون المتهمين من الجيران، وطلب الإفراج عنهم والاحتكام إلى البصمات التي ستظهر في اول يوم من الدوام الرسمي!!! وفي اول ايام الدوام الرسمي اتضحت الرؤيا وكشفت البصمات عدم اشتراك الجيران، لتغلق أجهزة الامن ملف القضية ضد مجهول ,وتعلن عجزها عن كشف ملابسات الجريمة . في إدارة المباحث حيث التقت " سبأنت " مع مسئولين في البحث الجنائي لمناقشة القضية وقضايا أخرى مشابهة، قالا نائب مدير عام مباحث أمانة العاصمة العقيد عبد السلام أبو الرجال والرائد عبد الجبار الاحرمي رئيس قسم السرقات أن التقصير في البدايه يأتي من المواطن نفسه، مشيرين إلى أن الكثيرين من أبناء العاصمة صنعاء في عيدي الفطر والاضحي المباركين يذهبون إلى الحدائق للتنزة واخرين يقضون الإجازة في المدن الساحلية عدن ، الحديدة ، حضرموت ، او القري والمناطق الجملية في اليمن السعيد، تاركين منازلهم دون حماية كاملة. ويؤكد المسئولان أن بعض السرقات التي تحدث تتم عبر اقتحام المنزل من شباك المطبخ او الحمام الذي يكون خالي من حماية حديدية، بالاضافة الى عدم وضع المنزل تحت حماية الجيران، او على الأقل تكليف احد من الاهل بالإقامة فيه ، او اخذ المصوغات الغالية معهم او اخذها الى مكان أمن . وأوضحا أن بعض السرقات تحدث دون أي اقتحام من شباك او غيره وتمت عن طريق الأبواب نفسها وفتحهها بنفس المفاتيح تكون داخلية ، أي عن طريق احد الأقرباء ، فهناك الكثير من جرائم السرقة تكون فيها الأبواب غير مكسرة المرتكب لها هو من احد الأقرباء أو الأصدقاء أو المتردد إلى البيت باستمرار وكان قد حصل على المفاتيح وطبعها واعد لتلك السرقة . وعن الإجراءات اللازم اتخذها عند حصول السرقة شدد أبو الرجال والاحرمي بأن على أي مواطن تعرض منزله لسرقة عدم العبث بمسرح الجريمة، وذلك بعدم لمس أي شئ، لكي يستدل على شخصية السارق ، لافتين أن لكل سارق بصمة معينه او طريقة معينة في السرقة تدلهم اليه والعصابة التي ينتمي إليها. وطالبا بالاتصال السريع برجال الأمن، وتوفير المعلومات الصحيحة والكاملة عن كمية المسروقات وقيمتها، وكل ما يتعلق بالسرقة. موضحين أن كثير من المواطنين يبالغون في الكميات المسروقة مما قد يضيع فرصة القبض على السارق . ونفيا ضعف أجهزة الأمن في متابعة وإلقاء القبض على أي سارق ، او ما يقال ان البعض منهم قد يصل للسارق لكنه يتاقسم المسروق معه. وأخيرا فإن تعاون المواطن مع الأجهزة الأمنية قد يلعب دوراً كبيرا في كشف ملابسات القضية، مع أخذ الحيطة والحذر، واستخدام كل أدوات الحماية للمنزل من أي محاولة اعتداء بالسرقة، لكن يظل أداء الأجهزة الامنية متواضع وبحاجة إلى تطوير، و لا يحدث في مثل الحالة السابق ذكرها حيث ذهبنا في تحقيقنا هذا إلى مكتب مدير امن أمانة العاصمة ولم نجده ، فيما نائبه الموجود رفض التحدث إلينا بحاجة ان المخول بالحديث مع الصحافة هو المدير !!! سبأنت