اشتعلت المعارك العنيفة ضد الانقلابيين في محافظة البيضاء وسط اليمن، وفي أكثر من جهة، كان أشدها في رداع المحاذية في محافظة ذمار، الواقعة بمحيط العاصمة صنعاء الجنوبي، فيما أكدت مصادر محلية في رداع، أكبر مديريات البيضاء، اشتداد المعارك بين المقاومة الشعبية في منطقة قيفة وميليشيا الانقلاب، أمس، بعد يومين من المواجهات المتقطعة، وأن عشرات الجثث لعناصر الانقلاب متناثرة في المنطقة التي تعرف بأنها منطقة مسلحين مناوئين للانقلابيين وقوات المخلوع صالح، منذ سنوات، بينما اندلعت معارك في لحجوتعز وبدأت قوات الشرعية الزحف نحو الحديدة من الشمال والشرق. وتمكنت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية من صد هجوم عنيف للانقلابيين وقوات المخلوع في جبل الشبكة بمديرية نهم عند المدخل الشمالي للعاصمة صنعاء، تزامناً مع غارات مكثفة لطيران التحالف على مواقع الانقلابيين وقوات حليفهم صالح، على الطريق الممتد من «مسورة» و«المدفون» وصولاً إلى «نقيل بن غيلان» المتاخم لمديرية أرحب. في الأثناء، قالت مصادر محلية إن تعزيزات عسكرية إضافية لقوات الشرعية والمقاومة، تعد الثالثة خلال أقل من أسبوع وصلت إلى مديرية نهم استعداداً للتقدم باتجاه العاصمة صنعاء، التي بحث رئيس المجلس الأعلى للمقاومة بمحافظة صنعاء، الشيخ منصور الحنق، مع نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الفريق الركن علي محسن الأحمر، خطط استكمال تحريرها، واعتماد آليات تضمن تنفيذ خطة التحرير بأقل الخسائر والتكاليف. ونقل المركز الإعلامي للمقاومة في صنعاء عن الحنق قوله إن اللقاء الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض، تطرق إلى عملية التواصل مع الشخصيات الاجتماعية والعسكرية في محافظة صنعاء وأمانة العاصمة، لتسهيل تحريرهما والحفاظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم والمصالح العامة. وأضاف الشيخ الحنق أن اللقاء بحث أيضاً احتياجات المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وفي مقدمتها صرف مرتبات المقاتلين في جبهات المعركة، وضم وحدات المقاومة إلى صفوف الجيش الوطني. وفي إطار الانشقاقات التي كشفت عنها «الإمارات اليوم»، نقلاً عن مصدر عسكري في صنعاء، ذكرت مصادر صحافية أن القائد السابق للمنطقة العسكرية الأولى، اللواء محمد الصوملي، التحق بالقوات الشرعية، مشيرة إلى أن الصوملي وصل إلى الرياض، الأربعاء الماضي، قادماً من ماليزيا، التي انتقل إليها، في رمضان الماضي، مع عائلته وعدد من مقربيه، ورجح المصدر أن يتم تعيين الصوملي بموقع قيادي عسكري في القوات الحكومية. ويأتي التحاق الصوملي بالقوات الحكومية بعد أيام من تعيين الجنرال علي محسن الأحمر نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة. وقاد الصوملي الحرب ضد تنظيم القاعدة في أبين خلال عامي 2011 و2012، حين كان قائداً ل«اللواء 25 ميكا» في مدينة زنجبار، قبل أن يتم نقله لاحقاً إلى مديرية عبس الساحلية على البحر الأحمر، شمالي غرب محافظة حجة الحدودية مع السعودية، حيث تكافح قوات التحالف منذ أكثر من ثلاثة أشهر في سبيل تحقيق اختراق ميداني للتقدم باتجاه ميناء الحديدة، ثاني أكبر الموانئ اليمنية. وفي محافظة عمران، شمال العاصمة صنعاء، أعلنت قبائل المحافظة، النفير لمساندة «لواء العمالقة»، الذي يعد من أهم ألوية الجيش اليمني، والذي رفض ضباطه وجنوده أوامر قيادة ميليشيات الانقلابين الحوثيين بالقتال معهم وفتح اللواء للميليشيات، وهو ما يزيد من التوتر بين الجانبين. وقالت مصادر عسكرية إن «الضباط والجنود انتشروا في محيط المعسكر للدفاع عنه، بعد رفض قائده، اللواء العميد حميد التويتي، تسليمه للحوثيين»، مشيرة إلى أن «ميليشيات الحوثي تفرض حصاراً على اللواء بعد رفضه القتال معهم أو تزويدهم بالأسلحة». وأوضحت أن عدداً من قبائل عمران من حاشد وبكيل، أعلنت دعمها ومساندتها للواء في حال تعرضه لأي اعتداء من قبل ميليشيات الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، مؤكدة أن التوتر يسود المنطقة، وقد ينفجر الوضع وتندلع مواجهات بين أفراد اللواء والميليشيات في أي لحظة. وفي محافظة حجة، شمال غرب اليمن، تواصلت الاستعدادات المكثفة لتحرير الساحل الغربي انطلاقاً من ميدي وحرض، اللتين وصلتهما تعزيزات عسكرية ضخمة، فيها العديد من المعدات العسكرية المتنوعة وكاسحات الألغام، إلى جانب طيران الأباتشي، فيما تركزت قطع بحرية تابعة للتحالف على طول الشريط الساحلي الممتد من ميدي شمالاً إلى المخاء جنوباً. وتمكنت قوات الشرعية اليمنية، مسنودة بوحدات من قوات التحالف البرية، من التقدم في صحراء ميدي وفي المناطق الجنوبية لحرض، بعد معارك عنيفة مع الانقلابيين الذين تعرضوا لنيران كثيفة من بوارج التحالف ما دفعهم إلى الفرار باتجاه المناطق الداخلية في سهل تهامة. وأكدت مصادر محلية في المنطقة ل«الإمارات اليوم»، تمكن قوات التحالف والشرعية اليمنية من السيطرة على مدينة حرض القديمة، فيما استمر القصف المدفعي العنيف لقوات التحالف على مواقع الانقلابيين في المنطقة الصحراوية الممتدة من ميدي باتجاه اللحية في الحديدة غرب اليمن، التي شهدت حالة من الهلع والهستيريا في صفوف الانقلابيين، ما جعلهم يقومون بحملات اعتقال واسعة ضد معلمي المحافظة، وتمكنوا من اعتقال أكثر من 100 معلم، وفقاً لمصادر تربوية في الحديدة، بحجة انهم يحرضون ويحشدون الشباب للقتال في صفوف الشرعية. كما قامت ميليشيا الانقلاب في إطار ترتيباتها في الحديدة، التي تتوقع تحريرها قبل العاصمة صنعاء، بتعيين تسعة من قياداتها الأمنية في مراكز الشرطة الموزعة في المحافظة تخوفاً من أي تحرك لرجال المقاومة التهامية التي أعلنت سابقاً استعدادها للقيام بعمليات عسكرية ونوعية ضد الانقلابيين بالتزامن مع بدء تحرير المحافظة. وفي مأرب، شمال اليمن، تمكنت المقاومة الشعبية وقوات الشرعية من الدفع بتعزيزات إلى محيط سوق صرواح، غرب المحافظة، وآخر معقل للانقلابيين بها، في إطار سعيها لتطهيرها وفتح جبهة خولان عبر منطقة جحانة نحو العاصمة صنعاء، فيما حاولت ميليشيا الانقلاب العودة إلى مديرية خب والشعف في محافظة الجوف «شرقاً» عبر منطقة المهاشمة، التي تم تحريرها، السبت الماضي، لكن المقاومة والجيش الوطني كسرا هجومهم وأجبراهم على التراجع نحو مناطقهم في صعدة. في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف غارات على أهداف تتبع ميليشيا الحوثي في محيط مديرية المصلوب، التابعة لمحافظة الجوف، التي تشهد حشداً للمتمردين فيها، وقتلت ودمرت عدداً من الآليات خلالها. في الأثناء، شهدت الأحياء الشرقية لمدينة تعز مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة، وميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع من جهة أخرى، تمركزت في أحياء ثعبات والجحملية، فيما قصفت ميليشيا الانقلاب تلك الأحياء بالمدفعية الثقيلة إلى جانب حي الأخوة. من جانبها، شنت مقاتلات التحالف العربي غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مطار تعز بالحوبان، استهدفت مخزناً للأسلحة فيه، كما استهدفت مواقع للانقلابيين في حبيل الذرية بمديرية ماوية ومقر «اللواء 22» في منطقة الجند شرقي المدينة، كما استهدفت موقعاً للجماعة عند الضواحي الجنوبية الغربية. وفي محافظة لحج جنوب تعز، لقي 10 مسلحين حوثيين مصرعهم، فيما أصيب العشرات منهم نتيجة المعارك التي شهدتها منطقة كرش الحدودية مع تعز، وذكر قائد جبهتي العند وكرش، قائد نصر، في بيان، أن قوات الجيش والمقاومة قصفت بالمدفعية الثقيلة مواقع الانقلابيين في جبهة كرش، وتم التقدم في موقعين، مشيراً إلى أن المدفعية دمرت مخزن ذخائر متنقلاً للمسلحين الحوثيين، وآلية عسكرية.