أعتقد أن من أطلق لقب (كحيلان) على الأمير فيصل بن تركي أصاب الهدف تماماً، فعندنا في حضرموت نطلق دائما على الشخص الذكي وغير السهل الذي يعرف كيف يقتنص الفرص ويخطف الشيء في غمضة كحل العين! وحقيقة ما فعله الأمير فيصل يفوق ربما ذلك الوصف حين خطف التاج والصولجان والعرب تتفرج ودون أن تشعر إلا وكل شيء ذهب لكحيلان. بصراحة لا أخفي إعجابي بهذا الرجل الذي يشدك بتواضعه وهذا ما تلمسه من أطروحاته وطريقة تعامله وحتى في (مشيته) تشعر أنه يملك كاريزما محببة لدى الآخرين، وهذا ليس امتداحا أو كلاما فيه شيء من المزايدة، كون قلمي لا يعرف إلا أن يخط كلمات لا تخرج دائما عن الإنصاف حين أرى أن هناك من يستحق ذلك أو النقد الهادف والبناء حين يستوجب الأمر لذلك ايضا.. ولهذا لا غرابة أن نشيد بما قدمه كحيلان هذا الرجل الذي يملك ذكاء فطريا غير عادي من وجهة نظري استطاع من خلاله استعادة أمجاد نصر الجزيرة بعد سنوات عجاف ابتعد فيها فارس نجد عن صولاته وجولاته، وهو الأمر الذي جعل إعصار الرياض يهدأ قليلا قبل أن يظهر مجددا بعد غياب طويل ليقتلع بقوته المعروفة كل من يقف أمامه دون رحمة أو شفقة وهكذا عرفنا الإعصار الأصفر أيام السهم الملتهب وعاشق الشباك ماجد عبدالله وصاروخ الكرة عبدالله عبدربه والفنان يوسف خميس واخطبوط الحراسة سالم مروان والمدافع الصلب توفيق المقرن ومن بعدهم الكوبرا محيسين الجمعان وفهد الهريفي الذي أرى أنه سلطان الكرة في أيامه وصالح المطلق وغيرهم من نجوم زمن إعصار النصر أو إعصار الرياض المرعب الذي عاد هذه المرة بقوة شديدة، وأعتقد من الصعب أن يتوقف أو يهدأ بسهولة في زمن كحيلان! وكحيلان مثل ما أشرنا هو من يعرف كيف يخطط للشيء وكيف يأخذه وأنت تتفرج عليه وما موضوع خالد الغامدي ليس إلا درساً كبيراً يقدمه كحيلان للجميع بعد أن استشعر الكل ومنهم بعض الزملاء الإعلاميين الذين طلعوا على شاشات بعض الفضائيات الرياضية وقالوا خلاص الغامدي وقع للهلال وعلى مسؤوليتنا ما نقول!! فسقطوا دون أن يشعروا في مستنقع غرورهم ربما أو قلة خبرتهم ومعرفتهم بما يدور في خلد كحيلان، ولهذا أرى أنه من الصعب بل من سابع المستحيلات أن تنسى جماهير وعشاق ومحبي النصر هذا الرجل وإن مرت سنوات طوال فلسان حالها حسب اعتقادي سيظل يردد أغنية راشد الماجد وكلمات كحيلان نفسه "ما ينساك ابد قلبي"! وقفة: أتمنى من القائمين على الكرة اليمنية أن التي تمر بظروف صعبة وتراجع في مستواها منذ سنوات مثلها كمثل نادي النصر السعودي الذي ظل بعيداً عن صولاته وجولاته المعروفة لسنوات طوال أيضا أن ينظروا الى ما فعله كحيلان في عودة النادي القوية! فالمسألة ليست في المواهب الكروية التي استقدمها فاليمن من أكثر البلدان مليئة بالمواهب ولكن ما عمله كحيلان هو تخطيط سليم أهم ما فيه البقاء أولاً على المدرب كارينيو وهو شيء مهم في عملية استقرار الفريق والوصول الى التشكيلة المقنعة الذي يرى من خلالها الجهاز الفني فيما بعد الوصول للهدف المراد إضافة الى الاستعانة بكوادر ونجوم اللعبة من أبناء النادي في وضع الرؤى والأفكار المناسبة التي ساعدت بشكل كبير في عودة النصر بالصورة التي تابعها الجميع.. فهل نستفيد من درس كحيلان بحسب ما نملك من قدرات وإمكانيات ومواهب؟ لننتظر ذلك!!