يمكن القول أن المجتمع الدولي قد غض الطرف عن إيران أثناء احتفاله هذا الأسبوع بيوم التوعية السنوي بخطر الألغام الأرضية دون ذكر أي شيء تقريبًا عن النزاع المتزايد في اليمن، والذي تتورط فيه إيران بشكل أساسي. وتمكنت الجماعات المليشياوية التي تدعما إيران في اليمن من زراعة حوالي مليون لغم أرضي في مختلف المدن الآهلة بالسكان، مما يهدد حياة المدنيين بشكل مباشر. وتجنبت الأممالمتحدة ، التي تقيم وترعى أحداثاً سنوية لجذب الانتباه الدولي لخطر الألغام ، أن تذكر إيران وذراعها الإرهابي في اليمن (جماعة الحوثيين )، بالرغم من أن الحرب اليمنية الراهنة تعد الصراع العالمي الوحيد الذي لا تزال فيه آلاف الألغام الأرضية تزرع بشكل أسبوعي تحت الأرض. كما لم يشر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أي من البلدين في بيانه حول الألغام الأرضية. وبدلاً من ذلك ، فقد ترك الأمر على كاهل الحكومتين اليمنية والسعودية – وحدهما - المنخرطتين في عمليات مكثفة لنزع الألغام الأرضية، لجذب الانتباه إلى ما وصفه الخبراء ب "أسوأ أزمة إنسانية في العالم فيما يتعلق بالألغام الأرضية" ، حيث باتت إصابة المدنيين والأطفال جراء انفجارها أمراً روتينياً، وسوف تظل تأثيراتها الخطيرة حتى بعد انتهاء الحرب بفترة طويلة. •مقتل خاشقجي وانحراف البوصلة الأمريكية وفي أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي، تورط المشرعون الأمريكيون إلى حد كبير في تمرير الانتهاكات التي تورطت فيها ايران وجماعة الحوثي فيما يتعلق بحقوق الإنسان في اليمن. وسعى العديد من أعضاء الكونغرس إلى قطع المساعدات الأمريكية عن الحملة العسكرية السعودية ضد الحوثيين كنوع من العقوبة على مقتل خاشقجي الغامض. ويقول المعارضون لهذا الموقف بأنه يجب أن يكون من أولويات أمريكا إحباط الحملة العسكرية التي تقودها إيران وجماعاتها الإرهابية في اليمن ضد المدنيين. •الحكومة اليمنية: الحوثيون ينتهكون القانون الدولي وقالت الحكومة اليمنية في بيان لها بيوم التوعية بالألغام "لقد استخدم المتطرفون الحوثيون المدعومون من إيران العديد من أساليب الحرب التي تنتهك القانون الدولي وتهدد حقوق الإنسان لجميع المواطنين اليمنيين". وأضافت: "واحدة من أخطر أساليبهم الإرهابية هي استخدام الألغام الأرضية حول المدن اليمنية والمزارع والمناطق السكنية. هذه الألغام تهدد أمن المواطنين اليمنيين الأبرياء ، وتعيق إيصال المساعدات الإنسانية ، وتمنع اليمنيين من التحرك بسلام إلى كثير من المرافق الحيوية مثل المدارس والمستشفيات والأسواق ". وورد كذلك في تقرير الحكومة اليمنية:" لقد زرعت المليشيات الحوثية أكثر من مليون لغم بري وبحري في الأراضي اليمنية والمسطحات المائية". ووفقاً للحكومة "فقد وجدت الأممالمتحدة وعدة منظمات مستقلة أن مكونات ألغام الحوثيين تصنع في إيران. هذا النقل غير المشروع للأسلحة من قبل إيران إلى المتطرفين الحوثيين ينتهك قرارات متعددة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويزعزع استقرار الشرق الأوسط بأكمله". ونجحت الجهود اليمنية السعودية حتى الآن بإزالة حوالي 50.000 لغم من ساحة المعركة منذ بدء الصراع في عام 2014. ومع ذلك ، فإن الغالبية العظمى من هذه الألغام الأرضية لا تزال موجودة في الأرض. ويقال أن هذه الألغام تسببت في مقتل ما يقرب من 1000 شخص ، "وستواصل تهديد المدنيين اليمنيين الآمنين لعقود قادمة.
