الأسبوع الماضي مرت الذكرى الخامسة لرحيل فقيد الصحافة اليمنية وفارسها المغوار عادل الأعسم، وفي ذكراه نستلهم الذكريات، العبرات والنظرات. خمس سنوات كاملة مضت، والأعسم حي بيننا، لم يمت فكلماته ومقالاته ومواقفه تدرّس في مدارس الشرف والشموخ والكبرياء. لم يمت ذلك الأستاذ الكبير المتواضع، المحب للجميع، المتفاني في عمله، المخلص لغيره، الساعي للخير. ذكرى الرحيل الفاجعة، تجعلنا نتألم، نبكي، نعض على النواجذ ندما وحسرة، ونحن في أمس الحاجة له ولأمثاله في زمن الانحطاط، والبيع والشراء، والأقلام الدخيلة والرخيصة. أقف متعجبا أمام الأسماء الصحفية الرياضية، خاصة التي تتكاثر كتكاثر (البعوض)، ولم تفرز السنوات العجاف أقلاما تحظى بالاحترام والتقدير والإجلال، انتفت مدرسة الأعسم وغابت، ودخل مدرسة المشاغبين تلاميذ كثر، البلادة ديدنهم، والانحطاط علامة الجودة. مرات قليلة كنت بجوار العادل وهو يلقن كثيرون – ممن يلوثون سمعة الصحفي الرياضي- المبادئ والقيم، بعيدا عن الإسفاف، كان يحدثهم عن الهدف الأسمى من الصحافة، هي غاية وليست وسيلة للابتزاز والابتذال!. يظل عادل الأعسم القلم القوي، غير المختلف عليه، لامتلاكه الأسلوب الخاص في الكتابة، والعناوين الرنانة، ما إن تجلس مع أحدهم حتى يبادر للتذكير بمقالاته وعناوينه الخاصة به، ولا تزال تشنف الآذان والأسماع، قلم كهذا لم يمت، والقراء يتوقون لقلمه كلما اشتد عليهم الظمأ، وصاروا في حنين لأقلام (الزعامة)!. اختلف مع كثيرين، ومع هذا بادلوه الاحترام، والتقدير، فالاختلاف عنده لا يفسد للود قضية، وهم يدركون أن خلافهم معه لأجل الحقيقة ولا سواها. أحبه كثيرون، وعند وفاته وعدوا بعدم نسيانه، والاهتمام بأسرته ورعايتها، وفي غمرة السنوات تناسوه- خاصة أولئك المقربون منه- وبقيت ذكراه مجرد أطلال في ذواكرهم الضعيفة!. عذرا أستاذ عادل على الخذلان المهين، وعذرا للرجال (الصناديد) الذين كنا نعتقد أنهم صناديد، وصاروا كفقاعات الصابون تسبح في الهواء الطلق، بعيدا عن الوعود، والصدق، و(المرجلة)، وشكرا لمن وقف موقف الرجال وحمران العيون مع أسرته سرا وعلنا!!!.