ما أن تضيق على هذا الشعب، حتى يسخّر الله له فرحة تنسيه بعض همومه، ودائماً تتصدّر كرة القدم رسم السعادة على الجميع. انتصارات متتالية، وفق مستوى ثابت، بهكذا يمضي، منتخبنا الوطني للناشئين، نحو التتويج بإذن الله.
مباريات الدور الأول لكأس العرب بالجزائر عكست تماسك منتخبنا، وتجاوز بعد ذلك الامتحان الصعب أمام القوة الجسمانية للمنتخب السوداني، وها نحن ننتظر الاثنين، نصف النهائي بفارغ الصبر، أمام المنتخب المغربي، وهو امتحان صعب جديد لناشئينا، لكنه ليس بالمستحيل، فرجالنا الصغار قادرون على تخطي الصعاب، وعبور بوابة المغرب، نحو النهائي المنتظر بمشيئة الله.
هذا اللقاء لن يكون كغيره، ندرك تماماً صعوبته، وبالتأكيد يدرك ذلك جيداً الجهاز الفني واللاعبون، ما أود التذكير به هو إعادة شريط المباراة السابقة أمام السودان، وخاصة الشوط الثاني الذي كاد يذهب منا وتذهب معه النتيجة.
اللعب بتكتيك عالٍ، والانضباط، وعدم ترك المساحات، وتوزيع الجهد خلال اللقاء، وعدم الاحتفاظ بالكرة طويلاً، ضرورة مهمة للحد من خطورة المنافس، وهي دون شك نقاط يدركها تماماً جهازنا الفني، بقيادة الخبير محمد البعداني.
بث الروح في لاعبينا وتجاوز أي سلبية مهم جداً ما قبل مباراة نصف النهائي، والتذكير بأهمية المباراة ومن ينتظرها " أكثر من 30 مليوناً" أكثر أهمية، كلها عوامل من شأنها أن ترفع معنويات لاعبينا نحو الهدف المنشود.
ماركة الفانلات، والإفراط في تناولها إعلامياً، والإعلان عن مكافآت من شخصيات وبيوت تجارية، لمن يسجل في مرمى المغرب، أمور عكسية جداً، ستؤثر على خطة المدرب في خلق تمركز جيد، وانضباط تكتيكي داخل صحن الملعب، ليس المجال هنا لذكرها والإعلان عنها.
ناشئونا ينتظرهم كل الشعب مساء الاثنين، ليرسموا بسمة جديدة لشعبنا المكلوم، ولسان حال الجميع يردد *"نعم نعاني الحرب والفقر، لكننا أغنياء بإرثنا وتاريخنا وعظمة أبنائنا".*